طرد عميد كلية إدارة الأعمال بـ”اللبنانية الدولية”: شهاداته مزورة!
توصية إلغاء الشهادة
تبين أن المديرية العامة للتعليم العالي تلقت بريداً إلكترونياً يفيد أن شهادة رمضان البريطانية غير صحيحة. ويفيد الكتاب المرفوع إلى وزير التربية عباس الحلبي (الرقم الصادر 1445/2023) أن المديرية تأكدت من خلال مراسلة المركز الثقافي البريطاني في بيروت من عدم صحة الشهادة. وقررت لجنة المعادلات في التعليم الجامعي بتاريخ 13 كانون الأول 2023 رفع توصية إلغاء المعادلة السابقة الممنوحة له. وطلب مجلس التعليم العالي من الوزير الحلبي المصادقة على التوصية.
مراسلة الجامعة لوقف التعامل معه
بتاريخ 21 كانون الثاني خاطب المدير العام للتعليم العالي بالتكليف مازن الخطيب الجامعة، وعرض الوقائع التي تثبت أن شهادته مزورة. ووفق المراسلة لم يقتصر الأمر على هذه الشهادة، بل عرض الخطيب أن رمضان تقدم بطلب معادلة شهادة دكتوراه جديدة من جامعة بيرشمان الدولية في إسبانيا. لكن لجنة المعادلات رفضت طلبه، لأنه تبين أن الجامعة غير معترف بها، وتبين أن هناك تبايناً بالتواريخ وعدم ملاءمة مع حركة دخول وخروج رمضان من وإلى اسبانيا خلال فترة ادعائه الدراسة للحصول على الشهادة في فلسفة إدارة الأعمال والإدارة المالية والتسويق.
ووفق مصادر “المدن”، تبين أن المديرية العامة للتعليم العالي راسلت دائرة القضايا في وزرة التربية وادعت عليه لدى النيابة العامة. وراسلت المدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وأمن الدولة، ووزارة الخارجية والمغتربين، وابلغت عن التزوير. وراسلت الجامعة (الكتاب الآنف الذكر) وطلبت منها تكليف عميد مؤقت إلى حين تعيين عميد بالأصالة. وهذا ما حصل منذ أقل من شهرين، حيث تفاجأ الطلاب والأساتذة بأن الجامعة فسخت عقدها رمضان، من دون معرفة السبب. وقيل حينها أنه ربما بسبب تصرفات معينة مع الطلاب أو الأساتذة.
بريد إلكتروني مزور
لكن كيف حصل رمضان على معادلة لشهادته البريطانية، كما تدل الوثيقة الصادرة عن لجنة المعادلات، التي كان أمين سرها الموقوف في قضية الطلاب العراقيين عبد المولى شهاب الدين؟ من المعروف أن الحصول على معادلة الشهادة تتم بعد مراسلة أمانة سر لجنة المعادلات الجامعة التي أصدرت الشهادة للتأكد من صحة الصدور. وتفيد المصادر أن رمضان زود لجنة المعادلات ببريد إلكتروني مزور. وعندما راسلت اللجنة الجامعة على “الايميل” للتأكد من الشهادة، كان الجواب بالإيجاب، أي أن الشهادة صادرة عن الجامعة. وبناء على هذه المراسلة منح رمضان معادلة الشهادة بتاريخ 13 شباط 2020، وذلك حسب إفادة المعادلة التي تحمل رقم الطلب 1946/م.ع.ج/2019. وعين بعدها عميداً في الجامعة الآنفة الذكر.
معادلة الشهادة
لكن كيف قبلت لجنة المعادلات البريد الإلكتروني الذي زودها رمضان بها، من دون التحقق من موقع الجامعة الإلكتروني وإذا كان البريد الالكتروني مطابقاً؟ وهل يوجد موظفين متورطين في الوزارة بهذا الأمر غير شهاب الدين؟ فمن المعروف أن من يهتم بهذه التفاصيل التقنية أشخاص غير شهاب الدين، الموقوف حالياً في قضية الطلاب العراقيين. إذ يصار إلى مراسلة الجامعة بعد التأكد من موقعها ورقم هاتفها.
شهادات في دائرة الشبهات
مصادر وزارة التربية تؤكد أن مشكلة شهاب الدين أنه مرر المعادلة من دون التدقيق بحركة خروج ودخول رمضان إلى البلد المعني، الذي حصل منه على الشهادة، ولم يتحقق من تاريخ الإقامة فيه ومدى مواءمتها مع الدراسة هناك. فالمديرية العامة للتعليم العالي تقوم حالياً بالتحقيق بـ12 شهادة دكتوراه لأشخاص، بعدما تبين أن حركة الدخول والخروج غير مطابقة مع فترة الدراسة. فالتدقيق بحركة الدخول والخروج مفتاح أساسي لمنح المعادلة، قبل الحصول على رسالة رسمية من الجامعة تفيد بأن الشخص المعني حصل فعلاً على الشهادة من الجامعة. لكن المصادر ترفض الافصاح عن أي تفاصيل في انتظار الانتهاء من التحقيقات. فإلى حد الساعة، تعتبر هذه الشهادات والمعادلات التي منحت على أساسها في دائرة الشبهة، ولن تدعي على حامليها لدى النيابة العامة قبل التثبت من أنها مزورة. فما هو حاصل حالياً في الوزارة، مراجعة عينات كثيرة من الشهادات التي مررت في الفترة السابقة.
مصير الطلاب
لكن ما هو مصير الطلاب الذين تخرجوا من كلية إدارة الأعمال؟ بمعنى آخر، بعدما تبين أن شهادة رمضان مزورة، هل يمكن اعتبار الشهادات التي صدرت عن الكلية غير صحيحة؟ وهل فصله من الجامعة والإدعاء عليه لدى النيابة العامة يؤثر بشهادات هؤلاء الطلاب؟ فمن المعروف أن آلاف الطلاب تخرجوا من الجامعة في عهد رمضان. تفيد المصادر أنه بما يتعلق بالطلاب لا مشكلة في الأمر، لأن ليس العميد من يصدر الشهادات، بل الجامعة. لكن يفترض أن تدور حول هذا الأمر الكثير من علامات الاستفهام خصوصاً أن العميد يوقع الشهادات.
المصدر المدن