كلمتين ونص : حتى لا تضيع كرامة الطائفة بإيدي العفويين او الفوضويين

في موروثنا الشعبي حكاية تقول ان مجنونا رمى حجر في بئر فاجتمع العقلاء على إخراج هذا الحجر ولكنهم عجزوا .
وفي حياتنا اليومية نعيش كل يوم مأزق جديد يرتكبه اما انسان مجنون ذهب منه عقله وهو ساقط عنه الحساب , واما انسان طيب لا يدرك ابعاد ردة فعله العفوية والى اي مكامن قد تصل , واما انسان خبيث حاقد صائد فرص همه تشويه القضية والمسيرة فيعبث وهو يدرك مقدار الضرر الناتج عن عبثه .
لربما يكون لهذه الكلمات بعض من اثر ايجابي على سلوكيات الناس الطيبين لأن المجانين والخبثاء لا يمكن ان يتلقوا النصيحة ويتقبلوها بل سيبخون سموما اكثر قذارة .
بعد تشكيل الحكومة وانطلاق مسيرات دراجات نارية الى امكنة يفترض ان يكونوا على خصام سياسي معها حتى لا نقول عداوة والعدواة مستنكرة بين ابناء الوطن الواحد رافعين رايات حزبية وينشدون اناشيد ثورية ثارت ثائرة ابناء المناطق المقصودة , وحتى نكون منصفين اكثر ثارت ثائرة الزعامات السياسية التي تسيطر على هذه المناطق واعطيت لهم مادسة دسمة للتحريض ودس الدسائس .
بعد منع الطائرة الإيرانية التي تقل زوارا لبنانيين من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي خرجت تظاهرات عفوية وغير منظمة واجزم انها غير منظمة وكانت ترفع راياتها الحزبية , عبرت عن رأيها واوصلت رسالتها ومن ثم خرجت من الشارع . ولكن في اليوم التالي خرج مجانين وليس مجنون واحد الى الشارع قطعوا الطرقات على الناس ومن ارتكبوا حماقة بالتعرض لقوات الأمم المتحدة , وكذلك قامت قيامة فرقاء سياسيين داخليين ومن خارج الحدود بتوجيه اللوم والإتهام للحزب ولكن الله لطف لم يشمل الإتهام الحركة لأن قرارا متشددا صدر عن قيادتها قضى بمنع اي تظاهرة يشارك فيها حركيين . ولكن الحزب والحركة على السواء اصدروا بيانات ادانة للمرتكبين ودعوا القوى الأمنية لملاحقتهم وتقديمهم للقضاء .
في اليوم التالي دعى حزب الله لتظاهرة سلمية ولكن نهايتها لم تكن سلمية لخطأ ما ارتكبته جهة ما ولست في مقام توجيه التهمة للناس ام للجيش فالتحقيق وحده يكشف الحقيقة ويمكنه محاسبة المخطئ او المرتكب .
قامت قيامة البعض لتوجيه الإتهامات للجيش اللبناني ولقيادته والجيش مؤسسة عامة تمثل كل اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم , وهو يتبع سياسة المحاسبة فيكافئ المحسن ويعاقب المسيئ وهنا لا يغيب عن ذهني ما نردده من قول مأثور للرئيس نبيه بري : جيشك على حق , ظالما او مظلوما .
واذا ما نبشنا في تاريخ الإمام السيد موسى الصدر فنجد له قولا : ان الجيش هو درع الوطن والمواطن امام الأعداء في الخارج وامام الأعداء في الداخل وامام نقاط الضعف والثغرات الداخلية التي تفوق في اخطارها الخطر الخارجي .
لفت نظري ان سيدة تستقل سيارتها وترفع علم الحزب توجهت بإهانات شخصية لرئيس الجمهورية جوزاف عون ولرئيس الحكومة نواف سلام … واجزم ان هذه السيدة لا تدرك ابعاد ما تفوهت به ومخاطر الخطأ الذي ارتكبتها على نفسها من الناحية القانونية . فهي حقرت رئيس الدولة ورئيس حكومتها …
هذه السيدة وغيرها من المعترضين او المنتقدين او الغاضبين يمكنهم التعبير عن رأيهم كما يحلو لهم , ولكن على كل واحد منهم ان يركن رايته الحزبية جانبا ولا يتغطى بها وليتحمل مسؤولية عمله منفردا , وعليه ان يجنب حزبه او حركته او تنظيمه وزر ما قام به وما تصرفه بشكل شخصي .
ويجب ان لا ننسى ان من يصور الأعمال التي تتخطى المنطق والأعراف وينشرها ويروج لها يتحمل ايضا المسؤولية كمشارك في الفعل حتى لا نقول الجريمة .
ارحموا هذه الطائفة الجريحة , كونوا رسل محبة وسلام , واتركوا الحزب والحركة ان يقوموا بتضميد الجراح ولا تشغلوهم بتصرفات اقل ما يقال عنها انها فوضوية وعديمة المسؤولية , وهم ادرى ببواطن الأمور فإن قالوا لكم تحركوا , تحركوا … ولكن ليبقى لتحركاتكم اثرها الإيجابي في نفوس اللبنانيين كل اللبنانيين حتى في نفوس خصومكم في السياسة …
موقع قلم حر