Uncategorized

التحريف حول عاشوراء الى بابا عاشور

تعرّضت عاشوراء لكثير من التحريف ومحاوله حرفها عن واقعيتها ومحاولة ان تنحو نحو الخرافة بعنوان المغالاة للتأثير او للإعلان عن التضامن مع عاشور ، لكن في مكان اخر خاصة في المغرب العربي وشمال افريقيا بعد هجرة ابناء الائمة وال البيت نتيجة النفي والتشتيت الذي مارسه الامويون والعباسيون.
انتشر اهل البيت في شمال افريقيا وهناك نتيجة للعادات القبلية والشعوذة والسحر بالإضافة للإختراق اليهودي للتقاليد وللشعائر الإسلامية ،اضافة لضغط الخلفاء والولاة الامويين والعباسيين ثم العثمانيين على الموالين لأهل البيت ونتيجة تمسك انصار اهل البيت بعاشوراء انتجت حادثة او ذكرى من رحم عاشوراء، لكنها كانت النقيض بعاشوراء سميت بابا عاشور او بابا عيشور، بما يشبه  بابا نويل في المنظومة الثقافية الغربية ،ففي العاشر من محرّم تحول هذا اليوم الى يوم في البلوري الى يوم احتفال وفرح توزع فيه الهدايا والحلوى ثم يتم رش البنات بالماء حيث يستيقظ الشباب والصبايا عند الفجر ثم يصعد الشباب الى سطوح المنازل وتمشي الصبايا في ازقتها ثم يبدا رش الماء ورش الماء كانت انطلاقته من فكرة نبيلة حيث نقل الرواة ان الامام الحسين عندما حاول يزيد شنقه وفق روايتهم كان الجُند الذين يحيطون بالأمام الحسين يتعاطفون معه، لكنهم لا يستطيعون ان يسقوه الماء، فتشققت شفتاه، فاتفق الجند على ان يرشوا الماء في الفضاء ويحمله الريح ليرطّب شفاه الحسين .
كانت هذه هي الفكرة النبيلة لكن تحوّلت مع السحر والشعوذة والتحريف الى يوم فلكلوري وانقلبت عاشوراء من يوم حزن على الامام الحسين وانصاره الى يوم فرح تُوقد فيها النيران وتُعقد فيها السهرات وتبادل الهدايا ثم تعود الصبايا اللواتي يحتفظن ببعض عظام فدية العيد او خروف العيد ثم يُلقينه في النار ويطلبن ان يتزوجن او يطلبن كل الامنيات التي يحلمن بها.
الخوف من بعض حالات المغالاة والتحريف حرصا على عاشوراء، بالمعطى الظاهري او يمكن ان يكون بنية حسنة، لكنه في لحظات على مر التاريخ …
يمكن ان يتحوّل طعنا لعاشوراء…
يمكن ان يتحول اغتيالا لعاشوراء …اعداما لعاشوراء… ثم بدل ان تحشد عاشوراء انصارها ،لطلب الحق… يصبح بابا عاشور او بابا عيشور جاذبا لكل انواع الفرح وبعيدا كل البعد عن الاخلاق الإسلامية عن الاهداف الإسلامية، الخيط الرفيع بين التحريف والغلو …خيط رفيع ..عسى ان يكون انصار عاشوراء حذرين ،لكي يكون حراسا لعاشوراء وأن لا تكون مغالاتهم لعشوراء يحولها الى خرافه اوفولكلور في طقس من الطقوس الذي يهين عاشوراء ويهين انصارها ..
وقانا الله واياكم من كل عمل لا يرضاه الله ورسوله ولا يليق بالامام الحسين وشهادته ودمائه واحزانه والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

(من كتاب كشف الخفاء عن مغالطات عاشوراء –نسيب حطيط)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى