وضع الحلق في الأذن للرجل ما أصلها وكيف ينظر لها الدين ؟

درجت في وقتنا الحاضر عادة وضع الأقراط او الحلق في الأذن لدى الشباب , فالبعض ينظر اليها نظرة ازدراء واحتقار والبعض ينظر اليها على انها عادة جميلة تعكس مودرن الشاب وتطوره وجماله . مع ان العادة كانت حتى زمن قريب تقتصر على النساء , فما اصل هذه العادة وهل هي قديمة , وما رأي الدين فيها ؟
قديما كانت بعض الشعوب ترتدي الأقراط لحماية نفسها من الشياطين التي يمكن أن تدخل العقل من خلال الأذنين، وكانت تعتقد أن المعدن سوف يطرد الشياطين وبالتالي يبقي العقل نقيًا.
المصريون القدماء وضعوا الأقراط في آذانهم من معدن الذهب او الأحجار الكريمة , ودلت المكتشفات الأثرية على وجود انواع مختلفة من الأقراط . وعندما فتحوا مقبرة الفرعون توت عنخ آمون وجدوا ان اذنه كانت مثقوبة .
في العهد الروماني كان الأمبراطور يوليوس قيصر يضع قرطا في اذنه ,ولم يستخدم الإغريق والرومان هذه المجوهرات فقط لتعزيز جمالهم ولكن أيضًا لإظهار ثرواتهم. كلما كانت المواد أدق وكلما كانت التصاميم أكثر تفصيلًا، كان المالك أكثر ثراءً، وبمرور الوقت ومع تقدم الإمبراطورية الرومانية، بدأ يُنظر إلى ارتداء الأقراط على أنها عادة نسائية حصرية.
بالعوة إلى الاكتشافات الأثرية تجد أنه علماء الحفريات وجدوا أقراط ذهبية عمرها يعود زمنها إلى أكثر من 4500 عام، كما عُثر على منحوتات في جدران قصر برسيبوليس في بلاد فارس القديمة، والتي تصور الجنود يرتدون قرطًا في أذن واحدة.
في فترة الممتدة ما بين القرن الخامس والرابع عشر الميلادي صارت فكرت الأقراط لدى الرجال غير محبذة وتم حظرها من قبل الكنيسة الكاثوليكية , لكن هذه العادة عادت للظهور في عصر النهضة , حتى أن وليام شكسبير كان يرتدي قرطًا في بعض الصور.
أوائل القرن العشرين خسر ثقب الأذن شعبيته في الثقافة الغربية، وذلك عند اختراع الأقراط المزودة بملقط ليعلق بالإذن دون ثقبها ، وفي الستينيات من القرن الماضي، أصبح ثقب الأذن شائعًا لدى النساء أكثر من الرجال، وبحلول أوائل السبعينيات، أصبح ثقب الأذن ممارسة شائعة وعادة أساسية بين النساء. اليوم، تعتبر الأقراط من بين أكثر أنواع المجوهرات استخدامًا ويتم ثقب آذان العديد من النساء وأحيانًا عدة مرات للجمع بين عدة أنواع من الأقراط في نفس الوقت ولكن هذه العادة بقيت غير مُفضلة لدي أغلب رجال الوطن العربي. ولكنها اليوم تظهر من جديد لدى قلة من الشباب ولكن موجتها في ازدياد مستمر .
قبل بضع سنوات، كان ارتداء قرط واحد أو مسمار واحد في الأذن اليمنى مرتبطًا بالمثلية الجنسية، لكن هذا الأمر أصبح محل نزاع بمرور الوقت. اليوم، أصبح من الشائع أن يرتدي الرجال الأقراط في أذن واحدة أو كلتيهما والأذن اليسرى أو الأذن اليمنى فقط، دون اعتبار ذلك إشارة جنسية .
في مجتمع الميم ( الشذوذ الجنسي ) ، ارتبط ارتداء قرط في الأذن اليسرى تاريخيًا بالتعبير عن التوجه الجنسي . وكان يُعتقد على نطاق واسع أن ارتداء الرجال قرطًا في الأذن اليسرى يدل على هويتهم الجنسية.
كيف ينظر الدين الى عادة الشاب وضع قرط في اذانه ؟
الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية العربية المصرية سابقا وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف يجيب : «هذا ليس من زينة الرجال بل أصبح في أمريكا وأوروبا علامة من علامات الشذوذ، ويمنع الرجال من فعل هذا الأمر لأن من يقدم على هذه الفعلة يكون قد خرج عن الجادة”.
المرجع الديني الشيعي السيد على السيستاني يجيب : لا يجوز، إذا كانت ذهبية، بل مطلقاً (حتى لو لم تكن ذهبية) على الأحوط وجوبا. نعم، يحرم إذا كان مظهراً من مظاهر التخلّي عن الدين والانسلاخ عن الهوية. لا بل ورد عن سماحته ان تعمد وضع القرط يبطل الصلاة .
