دعوات للبابا لزيارة الجنوب فهل البطريرك الراعي لا يريد ان تحصل هذه الزيارة لأسباب تتعدى ضيق الوقت ؟

دعوات وجهت لقداسة الحبر الأعظم رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم لزيارة الجنوب اللبناني موطئ اقادمه المقدسة ومركز ثقل بشارته الأزلية في صيدا وصور ومغدوشة وقانا الجليل و القليلة ومقام شمعون الصفا ( احد رسل السيد المسيح الى العالم ) …
الدعوة لزيارة الجنوب لم تكن من الثنائي الشيعي مع ان الشيعة بكل اطيافهم السياسية يتوقون لزيارة قداسته لأرض الجنوب لأنه يحمل رسالة السلام , فأولى الدعوات وجهتها سفيرة الأونيسكو للنوايا الحسنة ورئيسة الجمعية الدولية للحفاظ على صور الدكتورة مها الخليل الشلبي عبر السفارة البابوية في لبنان، التمست فيها منه أن تتضمّن زيارته المرتقبة لبنان محطةً في مدينة صور في الجنوب،” أرض القداسة والشهادة”.
وقد جاء في نص الرسالة: “قداسة البابا لاون الرابع عشر السامي الإحترام، الموضوع: صور، الذاكرة الحية للمسيحية في لبنان الأب الأقدس، أتوجّه إلى قداستكم بما يليق من التقدير والإجلال، لأشارككم ما يعتمل في وجدان الشعب اللبناني من شجنٍ وفرحٍ ورجاء، وهو يستعدّ لاستقبالكم. إن زيارتكم المرتقبة ستُسطّر علامة لا تُمحى في تاريخ وطننا، هذا الوطن الذي أنهكته الحروب، وأثقلته المحن، لكنه، رغم كل ما ألمّ به، ما زال قادراً على استعادة جوهر هويته وكرامة أبنائه، مستندًا إلى الإيمان والصمود والرغبة الصادقة في العيش معًا بسلام. إن جميع اللبنانيين، على اختلاف طوائفهم وتباين انتماءاتهم، ينتظرون حلول قداستكم بينهم، حاملاً كلمةً جديدة، ورسالة نورٍ ومصالحةٍ حقيقية. أنا لبنانية، شيعية، من مدينة صور، رئيسة «الجمعية الدولية للحفاظ على صور»،
سُميت «سفيرة الأونيسكو للنوايا الحسنة » تقديرًا لجهودي والتزاماتي، على صون التراث، وتعزيز حوار الثقافات، وترسيخ قيم السلام. اليوم، أسمح لنفسي بأن أرفع إلى قداستكم رجاءً يتجاوز كل انتماءٍ طائفي، وهو أن تُدرج مدينة صور، مهد الحضارات عبر الألفيات وواحة الإيمان المسيحي، ضمن محطات زيارتكم الرسولية. يا صاحب القداسة، إن مدينة صور، ذلك المعبر العريق للحوار والتبادل ودفء اللقاء بين الشعوب، وواحة الاحترام المتبادل بين الأديان، قد شكّلت منذ الأزمنة الكتابية محطة أساسية في مسيرة المسيحية المشرقية، وقد ورد ذكرها مرارًا في الكتب المقدّسة. لقد مرّ المسيح على أرض صور خلال أسفاره في المنطقة (متى 15: 21؛ مرقس 7: 24). وتروي التقاليد المحلية أنّه عند مدخل المدينة، أثناء استراحة قصيرة، أجرى معجزة نبعٍ تفجّر بالماء. وبالقرب من صور التقى بالمرأة الكنعانية التي منحتها قوةُ إيمانها وثباتُها نعمةَ شفاء ابنتها. وليس بعيدًا عن هذه الربوع، أتمّ معجزة قانا الأولى، إذ حوّل الماء إلى خمر، فاستعلن عبرها قوّة رسالته وبهاء النعمة الإلهية. كما توقّف القديس بولس في صور مرارًا، ما يدلّ على وجود جماعة مسيحية ناشطة آنذاك، نابضة بالحياة والإيمان. ومع الحملات الصليبية، وعلى امتداد مئة عام، غدت صور مركزًا محوريًا للعبادة والإيمان. شيّدت فيها الجماعات المسيحية الأولى كنائسها، ومنها الكاتدرائية الشهيرة التي كان يُتوَّج فيها الملوك الصليبيون.كانت بعض الكنائس تحتفظ بزخارف باهرة من الذهب، بل إن إحدى هذه المصليات ضمّت أولى الصور المنسوخة لوجه السيدة العذراء، في دلالة ساطعة على عمق التعبّد وغنى المدينة الروحي. منذ القرن الرابع للميلاد، برزت صور مركزًا كنسيًّا مرموقًا، إذ استضافت عام 335 أول مجمع دعا إليه الإمبراطور قسطنطين. كما يحتضن محيط صور إرثًا مسيحيًا نفيسًا؛ كشفت حفريات الأعوام 1996 إلى 1999 عن عدد كبير من المزارات والقطع الفنية الدينية فائقة الدقة، مما يؤكد عراقة الوجود المسيحي وحيويته في هذه المنطقة.
وجدير بالتذكير أن عددًا من البابوات من أصل لبناني- كنعاني، بينهم اثنان من مدينة صور نفسها، تركوا بصماتهم في تاريخ الكنيسة. والآن، وعلى امتداد الحدود، ما زالت قرى مسيحية صامدة رغم ما دفعت من أثمان باهظة في المحن الأخيرة، لكنها بقيت، بشجاعة وثبات، حارسةً لذاكـرةٍ مسيحية مشرّفة لوطننا بأسره. لقد عانى أبناء جنوب لبنان طويلاً، ولا يزالون حتى اليوم يرزحون تحت آلام عميقة ومعاناة مستمرة. إن إدراج مدينة صور ضمن برنامج زيارتكم سيحمل إشارة قوية للسلام، ورسالة تضامن واعتراف بشعب أنهكته المحن، لكن كرامته ووفاءه لإرثه ما زالا راسخين لا تزعزعهما الشدائد. يا صاحب القداسة، إن أهل جنوب لبنان يتطلعون إلى استقبال رسالتكم القائمة على المحبة والرحمة والسلام، واثقون بأن زيارتكم ستكون ينبوع بركة. وتفضّلوا يا صاحب القداسة”.
وبدورة النائب الياس جرادة عقد مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب دعا فيه البابا لوون الرابع عشر إلى زيارة جنوب لبنان خلال زيارته المرتقبة لبنان كما وجه رسالة إلى البابا، وقعها النواب: ابراهيم منيمنة، حليمة قعقور، نجاة صاليبا ، بولا يعقوبيان، ملحم خلف، ايامة سعد وياسين ياسين.
وقال:”بعد توجيهنا رسالة دعوة رسميّة موقّعة من مجموعة من النوّاب في البرلمان اللبناني إلى الفاتيكان، ولأنّ الأنظار تتّجه اليوم إلى قداسة البابا ليون الرابع عشر، بابا الكنيسة الكاثوليكيّة، وإلى دوره الرياديّ الذي تضطلع به الكنيسة في بناء السلام العالمي وإرساء العدالة، وهي القيم التي رسّخها سلفه في العالم، ولأنّ دعوتنا قداسته من أجل زيارة الجنوب المنكوب تؤكّد الإجماع الوطني على ضرورة زيارته لبنان والتضامن مع أهله في هذه المرحلة التاريخيّة التي تشهد على استباحة الكرامة الإنسانيّة أمام ناظري العالم أجمع، فلبنان كما قال عنه القدّيس البابا يوحنا الثاني، هو أكثر من وطن، هو “رسالة حرّيّة وعيش مشترك للشرق والغرب”، وهذه الرسالة مهدّدة بالدمار والخراب، ومن واجب الكنيسة الدفاع عن هذا الوطن الرسالة وحماية شعبه.
ولأنّ “وثيقة الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالميّ والعيش المشترك” التاريخيّة، التي وقّعها البابا فرنسيس مع شيخ الأزهر خلال القمّة الروحيّة التي جمعتهما في أبو ظبي عام 2019، تعدّ إطارًا أخلاقيًّا وروحيًّا لعمل الأسرة الإنسانيّة من أجل نبذ العنف والتعصّب، واعتبار الأديان كلّها رسائل سلام، وتصون حقّ جميع الشعوب في العيش بأمان وكرامة، وتؤكّد ضرورة الدفاع عن المستضعفين والمنكوبين في هذا العالم.
ولأنّ رسالة الكنيسة اليوم، بقيادة قداسة البابا ليون الرابع عشر، لا تكتمل إلّا بالتضامن الملموس مع أهل الجنوب اللبنانيّ الذين يعانون من العدوان الإسرائيليّ المستمرّ، وما ترتّب عليه من نزوح، ودمار، وخسائر بشريّة فادحة،
إنّنا إذ نرفع الصوت من خلال قرع الأجراس على هذا المنبر، داعين قداسة البابا ليون الرابع عشر إلى عدم الاكتفاء بزيارة رمزيّة إلى لبنان وإلى تحويل زيارته إلى فعل رسوليّ يجسّد قيم الكنيسة تجسيدًا حيًّا في الوقوف إلى جانب المضطهدين وفي الشهادة للحقّ، ويؤكّد عمليًّا التضامن الأخوي الإنساني الذي تدعو إليه وثيقة أبوظبي، وعدم الفصل بين الإخوة في المحن، ويلقي الضوء عالميًّا على المأساة الإنسانيّة التي يعيشها سكّان القرى الحدوديّة، وهم بأمسّ الحاجة إلى صوت رأس الكنيسة الداعم لقضيّتهم العادلة.
وحيث لا يمكن تجاهل الألم الحقيقيّ في الجنوب،
نتوجّه الى المعنيّين بتنظيم زيارة قداسة البابا إلى لبنان، لافتين نظرهم إلى أنّ الجنوب الذي يلملم آلامه على طريق الجلجلة يجعل من زيارة البابا إلى لبنان بلا معنى من دون زيارته الجنوب ومواساة الصامدين من أهله ومن دون تأكيد التضامن مع قضيّتهم المحقّة.
وكذلك لأنّ التغاضي عن زيارة القرى الحدوديّة التي تحمّلت عبء العدوان الأكبر، قد يُرسل رسالة سلبيّة تتعارض مع جوهر رسالة السلام والعدالة التي يحملها البابا،
نتمنّى عليهم تعديل برنامج الزيارة عبر تخصيص ما يلزم من وقت كي:
” يزور قداسة البابا القرى الحدوديّة المدمّرة والمتضرّرة.
” يشهد بنفسه على حجم النكبة والمعاناة الإنسانيّة.
” يطلق نداءه العالميّ للسلام من قلب الألم، ليُسمع صوت الحقّ من هناك.
إنّنا نثق بأنّ قداسة البابا لاوون الرابع عشر، كراعٍ عالمي، سيلبّي نداء الأخوّة ليجسّد الأمل حيث يشتدّ اليأس. عاشت الأخوّة الإنسانية، وليعمّ السلام لبنان والعالم”.
وكان مسيحييو الأطراف في الجنوب يأملون زيارة قداسة الحبر الأعظم الى المناطق الجنوبية لأن زيارته تضع معاناتهم من العدوان الإسرائيلي تحت المجهر لعل الضمير الدولي يصحو ويضع حدا لمعاناتهم والامهم اليومية التي يعيشونها بسبب الهمجية الإسرائيلية التي لم توفر على ارض الجنوب لا البشر ولا الحجر ولا الشجر . ولعل ما قام به ابني بلدة ديردغيا قضاء صور جورج إيليا، وصديقه شربل، على رفع صور للبابا لاون الرابع عشر وأعلام للفاتيكان فوق ركام كنيسته التي دمرتها غارة اسرائيلية واستشهد فيها 6 مسعفين للدفاع المدني اللبناني ، سوى تعبير عن الوجع لعدم ادراج زيارة الجنوب على جدول زيارات الحبر الأعظم للبنان . وقد عبر ايليا عن ذلك وقال إنه كان يتمنى زيارة الحبر الأعظم لـ«أرض الجنوب المقدسة التي مشى عليها السيد المسيح»، مضيفاً: «لأن الجنوب قدم الكثير من التضحيات، زيّنا الكنيسة بصور البابا كنوع من الاستقبال الرمزي، ولو زار الجنوب، لكان لزيارته قيمة روحية كبيرة في ظل الظروف التي نعيشها».
هذه الدعوات الرسمية والشعبية لم تجد اذانا صاغية عن رأس الكنيسة المارونية في لبنان غبطة البطريرك واعاد سبب عدم ادراج زيارة الحبر الأعظم الى الجنوب لضيق الوقت !
فهل ضيق الوقت هو السبب الذي منع البابا من زيارة الجنوب ام هناك اسباب نجهلها حاليا وسنعرفها عندما يصبح الخبر ببلاش ؟ !
موقع قلم حر


