استشهاد الإمام الحسين “ع” وثورةُ الحقُّ على الباطلِ ونُصرةِ المظلومِ على الظّالمِ

استشهاد الإمام الحسين “ع” وثورةُ الحقُّ على الباطلِ ونُصرةِ المظلومِ على الظّالمِ.
بسم الله الرّحمن الرّحيم وبِهِ نستعين
والحمدُلله ربّ العالمين الّذي فضّلَ المجاهدينَ على القاعدين درجاتٍ ورفعَ منازلَ الشّهداءَ المقاومينَ في سبيلِهِ، وصلَّى اللهُ على أشرفِ الخلقِ محمّد “ص” وعلى آلِهِ الأطهار وصحبهِ المنتجبينَ إلى يومِ الدّينِ.
ها قدْ أقبلَتْ عاشوراءُ، وهيَ تحملُ في طيّاتُها الهجرةَ النّبويّةَ الشّريفةَ ومعها شعاراتُ الإمام وتعاليمُ الإسلامِ.
إذاً كلُّ مَنْ قرأَ عاشوراء وواقعة كربلاء الّتي شكّلَتْ عنوانَ التّضحيةِ، أنَّ الإمامَ الحسين”ع” ضحّى بكلِّ شيءٍ بدءًا بأصحابِه ومرورًا بأولادِهِ ونسائهِ وإخوتِهِ وانتهاءً باستشهادِهِ. فهيَ الّتي أغنَتْ الإسلامَ المحمّديَّ الأصيلَ.
مِنْ هذا المنطلقِ، منْ مدرسةِ الرّسولِ الأعظمِ “ص” ، منْ مدرسةِ الإمام عليّ “ع” مدرسةِ الدّفاعِ عنِ الحرّيّةِ والمساواةِ والعدلِ والحقِّ والعقيدةِ، فمِنْ أرادِ أنْ يحسبَ نفسَهُ مع الإمامِ عليّ “ع” عليهِ أنْ يعيشِ في عقلِهِ وقلبِهِ وحياتِهِ وإيمانِهِ وفكرِهِ.
إذًا مِنْ هذهِ الرّسالةِ الإلهيّةِ، خرجَ الإمام الحسين “ع” عندَما رأى الأمّةَ قدْ غمرتْها الأباطيل والأضاليل، ولمْ يعدْ ماثلًا أيُّ مفهومٍ مِنْ مفاهيمِ الحقِّ والعدلِ والدّينِ، ارتأى الإمامُ الحسين “ع” أنْ يرسمَ سياستَهُ القائمةَ على الحقِّ لا تأخذُهُ في اللهِ لومةُ لائمٍ، فهوَ مِنْ أبرزِ مَنْ خلّدتهم الإنسانيّةُ في جميعِ مراحلِ حياتِهِ وستبقى رسالتُهُ إلى الأبدِ . وعليهِ صمّمَ أنْ يقومَ بالثّورةِ لتصحيحِ المسارِ الإسلاميِّ قائلًا: “هذا هوَ الإسلامُ الّذي جاء بهِ جدّي الرّسولُ الأعظمُ “ص” وأمّي الزّهراء “ع ” سيّدة نساء العالمين”.
منْ هنا أيّها الأخوةُ الكربلائيّونَ انطلقتْ ثورتُتا ومقاومتُنا الّتي بها تُزهرُ الأرضُ سنابلَ الأملِ وبهم تْرفَعُ راياتْ النّصرِ والعزّةِ والكرامةِ. زرعوا أرواحَهم الطّاهرةِ يمتشقونَ الجبالَ ويفترشونَها بوجهِ العدوِّ لأرضِنا وفلسطينِنا ومقدّساتِتا ولُبناننا ، فتحقّقتْ الانتصاراتُ وتحقّقَ النّصرُ الإلهيُّ ببركةِ الصّمودِ المتواصلِ والمعادلة الذّهبيّة المشرقة دائمًا “الجيشُ والشّعبُ والمقاومةُ”.
فمِنْ هذه البلدةِ العامليّةِ المجاهدةِ، بلدةِ العلماءِ والشّهداءِ والمثقّفينَ الواعينَ والفلّاحينَ، كلٌّ في دورِهِ الوطنيِّ. فمِنْ أرضِ عاملة الطّاهرة المناضلة، اللّهم أهدنا لمثلِ هذا الدّربِ، دربِ العلاءُ والإباءُ والمجاهدينَ والمقاومينَ والقادةِ الشّرفاءِ النّبلاءِ لحمايةِ المقاومةُ،وحمايةِ الوطنِ الحبيبِ الجريحِ.
وعظّمَ اللهُ أجورَنا وأجورَكم
محّمد الشّيخ علي فيّاض فتوني