الديانة البهائية في لبنان , ما هي هذه الديانة , واين اماكن تواجدها ؟

قلة سمعوا بالديانة البهائية وقلة سمعوا ان في لبنان اتباع لهذه الديانة . فما هي الديانة البهائية ؟
مؤسس الديانة البهائية :
يحتفل البهائيون يومي 22 و23 أيار، بانطلاق الدعوة البابية في مدينة شيراز الإيرانية، وتعني إعلان تاجر شاب يدعى علي بن محمد رضا الشيرازي، أنه “حاملٌ لرسالة للبشر”، بحسب الموقع الرسمي للديانة البهائية.
اتخذ الشيرازي لنفسه لقب “الباب”، ومن بين تلاميذه بهاء الله الذي يعده البهائيون المنتظر الموعود. أطلق الباب ثورة فكرية، لكن حياته انتهت بالإعدام رمياً بالرصاص حين كان في الثلاثين من عمره. فمن كان، وما هي رسالته؟
ولد الشيرازي في تشرين الأول عام 1819 على عهد الدولة القاجارية التي حكمت إيران وأرمينيا وأذربيجان لنحو 130 عاماً.
نشأ الشيرازي في كنف عائلة من التجار، تنسب إلى أحد فروع سلالة الإمام الحسين. وتوفي والده حين كان رضيعاً، فكفله أحد أخواله، وتولى تربيته وتعليمه.
من المرويات عن طفولته وشبابه لدى أتباع البهائية، أنه حين التحق بمدرسة تعليم الدين، أدهش معلمه الشيخ، فاعتذر عن تعليمه، لأنه لا يحتاج إلى تعليم.
أعلن الشيرازي تلقيب نفسه بالباب، وبأنه يحمل رسالة روحانية لخير العالم .
لم يقابل إطلاق الدعوة البابية بالترحيب من قبل رجال الدين والمعلمين الشيعة في إيران، وصبغت بداياتها بالاضطهاد.
وبحسب النصوص التاريخية، آمن بالباب في البداية 18 شخصاً، يسميهم البهائيون “حروف الحي”، بشروا بالرسالة في عدد من المناطق الإيرانية وصولاً إلى العراق.
استمر تبشير الباب وأتباعه ست سنوات، ولاقى استجابة شعبية، لكنه لم يحظ باعتراف المرجعيات الدينية، وتسبب بإزعاج السلطات السياسية التي اعتقلته عدة مرات.
اصطدمت البابية بالتعاليم الإسلامية القائلة بأن النبي محمد هو خاتم الأنبياء، إذ أعلن الباب أن “لكل عصر رسوله”، وأن كل نبي “هو مظهر من المظاهر الإلهية المتجددة”.
لذلك وبالرغم من انتشار الدعوة في بعض مناطق إيران، إلا أنها قوبلت بالرفض التام في مناطق أخرى، واتهمت “بالهرطقة”، خصوصاً مع إعلانها قرب عودة الإمام المهدي، آخر أئمة الشيعة، من غيبته.
مع تعاظم أثر الدعوة البابية، وإعلانها ديانة مستقلة، حكم على الشيرازي بالإعدام، فقتل رمياً بالرصاص، في تبريز، عام 1850، بأمر من رئيس الوزراء حينها ميرزا تقي خان أو “الأمير الكبير”.
حفظت جثة الباب في أماكن سرية لأكثر من نصف قرن تقريباً، إلى أن وصلت عام 1909 إلى جبل الكرمل في حيفا في فلسطين المحتلة ، حيث أقيم مرقد لتكريمه، ودفن فيه.
كان ميرزا حسين علي نوري، أحد أبرز أتباع الباب، ولعب دوراً مهماً في إرساء دعائم الحركة الدينية الجديدة.
ينحدر نوري من عائلة ثرية، وكان ابن أحد الوزراء. وبعد وفاة الباب، اتخذ نوري لقب بهاء الله، وأعلن ديانته المستقلة التي تعرف اليوم بالبهائية.
عام 1852، تعرض شاه إيران لمحاولة اغتيال فاشلة، اتهم بها بهاء الله، وكانت بداية لرحلة سجنه ونفيه واضطهاده الطويلة.
يؤمن أتباع الديانة البهائية أن الباب كان المبشر بـ”الموعود الحقيقي” بهاء الله. ويؤمنون أن الوحي الإلهي نزل عليه خلال سنوات السجن الطويلة التي أمضاها بالتفكير والكتابة.
وبعد إطلاق سراحه من دون محاكمة، صودرت أملاك بهاء الله، وأبعد إلى العراق، ومن بعده إلى تركيا، ثم إلى عكا حيث سجن لأكثر من أربعين عاماً، كتب خلالها العديد من النصوص المقدسة لدى أتباعه.
توفي بهاء الله في عكا سنة 1892، ودفن فيها، ويعد مرقده هناك، قبلة البهائيين خلال صلواتهم.
البهائيون في لبنان :
يعود حضور البهائيّين في لبنان إلى نهايات القرن التّاسع عشر عندما جاء إليه عددٌ منهم واستقروا فيه. بعد فترةٍ من إقامتهم في لبنان والتّفاعل مع أبنائه، آمنت عدّة عائلات لبنانية بمبادئ الدين الجديد، وبذلك صار البهائيّون، مع نهاية القرن التّاسع عشر، موجودين في منطقة بيروت والبقاع الغربي.
بهاء الله زار لبنان اكثر من مرة كانت أولاها صيف عام 1887 زار فيها بيروت و التقى برجالات المدينة من أدباء وصحافيين ورجال دين وأفراد من العائلات اللبنانية المعروفة .
بدأ عدد البهائيّين يتزايد في لبنان منذ مطلع القرن العشرين، خاصّةً وأنّ مجموعةً من الطلاب البهائيّين المقيمين في بيروت ومن القادمين إليها من الخارج التحقوا بالجامعة اليسوعيّة وكذلك بالكليّة الإنجيليّة السّوريّة (الجامعة الأميركية) للدّراسة.
عدد البهائيين في لبنان واماكن وجودهم ؟
لا توجد احصائية رسمية دقيقة لعدد البهائيين في لبنان نظرا لعدم اعتراف الدولة اللبنانية بالبهائية كطائفة دينية رسمية , ولكن بعض التقديرات تذهب الى ان عددهم يترواح ما بين 350 واكثر من 1000 شخص .
يتواجد البهائيون في مناطق مختلفة من لبنان , في بيروت والبقاع الغربي وجبل لبنان مع وجود ملحوظ لهم في بلدة مشغرة البقاعية . وهم يمارسون شعائرهم الدينية بحرية تامة ولديهم مؤسسات دينية ومقبرتان خاصة بهم واحدة في مشغرة والأخرى في منطقة خلدة .
على الرخامة المثبّتة عند مدخل المقبرة في مشغرة، نقرأ ”الروضة الأبدية للطائفة البهائية في مشغرة. تأسست سنة 128 بديع، الموافق سنة 1971
يصلّي بهائيو مشغرة الصلوات اليومية المفروضة عليهم، وعددها ثلاث: الصغرى وهي تتألف من آية واحدة يتوجب قراءتها كل ٢٤ ساعة عند الزوال، والصلاة الوسطى ويتوجب أداؤها ثلاث مرات في اليوم، والصلاة الكبرى مرة كل ٢٤ ساعة في أي وقت. وللبهائي مطلق الحرية في اختيار إحدى الصلوات الثلاث، إلا أنه يتوجب عليه أداء واحدة منها.
يحتفل البهائيون في لبنان بأعياد عدّة مثل عيد الرضوان، بين شهري نيسان وأيار تمجيداً لذكرى إعلان حضرة بهاء الله دعوته إلى البهائية في حديقة الرضوان ببغداد. يكون احتفالهم في هذا العيد، بالأدعية والمناجاة. كما يحتفلون بعيد النوروز في رأس السنة البهائية.
للغة العربية رمزية كبيرة في الدين البهائي، لكون كتابهم المسمّى ”الكتاب الأقدس“ قد نزل بوحي إلى حضرة بهاء الله باللغة العربية حسب اعتقادهم.
يحق للبهائي ان يقترن بفتاة من غير دينه ويترك لها حرية البقاء على دينها الأصلي إذا شاءت، سواء كانت مسلمة أو مسيحية. وهذا الخيار متاح ايضاً أمام الفتاة البهائية، كما وأنّ تعدد الزوجات ممنوع في شريعتهم، وأي علاقة جنسية ما قبل الزواج يعتبرونها زنى، وعند البهائيين يعدّ شرب الكحول من المحرّمات، بينما لا يحرّمون تناول لحم الخنزير.
في كل سنة يبدأون فترة صيامهم في 2 آذار وتستمر الى 20 منه وهو آخر ايام السنة البهائية. وتمتد فترة الصيام من الشروق الى الغروب. ويعفى من هم دون الـ 15 سنة والذين تخطوا السبعين فضلاً عن المرضى والمسافرين.
يكفن جسد البهائي المتوفى بخمسة اثواب من الحرير والقطن، واذا كانت امكانات عائلته محدودة فيكتفى بثوب واحد. ويوضع في إصبع المتوفى خاتم نقشت عليه الجملة الآتية: ”قد بدأت من الله ورجعت إليه منقطعاً عما سواه ومتمسكاً باسمه الرحمن الرحيم“.
بالنسبة لمكان عباداتهم، فيسمونه ”مشرق الاذكار“
مهى طحان، فؤاد زيات، كريم مزاحم، زينة غملوش. أسماء لبهائيين لبنانيين، يشبهون باقي الأسماء والعائلات في البلد، غير انهم ناشطين حركيين للتعريف عن الدين البهائي، ويحاولون توضيح بعض الالتباسات التي قد تُثار حولهم، خاصة أنه ليس في البهائية رجال دين، فقط هؤلاء الأعضاء التسعة الذين ينتخبون لمدة عام، فيجتمعون في البيوت حيث لا مركز عبادة رئيسي لهم في مشغرة، لكن بمجرد اجتماعهم يسمّى المكان ”المحفل الروحاني المحلّي“.

ضريح بهاء الله في عكا في فلسطين المحتلة .
