لم اهتم يوما لقضية رواتب رجال الدين ومن تصدى لحمل مهمة الإرشاد الديني لا في الكنائس ولا في المساجد ولا في الحسينيات , على اعتبار ان البيئة التي اعيش فيها تحفظ لرجل الدين كرامته , فكثيرا ما نراه في المقدمة الى جانب القادة السياسيين ورجال الثروة والعطاء ممن افردت لهم على سبيل الحصر المقاعد الأولى في الإحتفالات العامة والخاصة .
فرجل الدين وحسب تقديري في البيئة الشيعية ( يدبر نفسه ) عن طريق عقود الزواج والطلاق و مجالس العزاء ولبعضهم له نصيب من الخمس والزكاة وما عداها من الأموال الشرعية .
لكن ما كنت اجهله ان كثير من رجال الدين المنتمين الى الطائفة السنية الكريمة وضعهم المادي شبه معدم , الا من رحم ربي من الذين باعوا دينهم بدنياهم فارتقوا المنابر ووسائل الإعلام والتواصل متفنينين في ايقاظ الفتنة ونقل البندقية من كتف الى كتف والوقوف الى جانب ( الدفيع اكثر ) . ولن اختبئ خلف اصبعي واجافي الحقيقة , فأحد المشايخ لم نستطع ان نحصي له تكويعاته المريبة من الوقوف الى جانب القضية الفلسطينية والى جانب المقاومة ثم رفعه اصابيع يديه العشرة استسلاما والوقوف على النقيض منها , ثم امتهانه مهنة المديح للحكام فأضحى مستشعرا اكثر من ابي النواس ووصفه للخمرة .
لطالما ظننت ان وقوف دار الفتوى الى جانب المملكة العربية السعودية هو وفاء لما تقدمه المملكة لهذه الدار , اقله تأمين رواتب كافية لموظفينها ولرجال الدين التابعين لها .
ففي عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري كانت دار الفتوى ترسل نص خطبة الجمعة التي يجب على المنتسبين لها ان يلتزموا بها امام جموع المؤمنين , لذلك كانت تظهر الطائفة السنية موحدة بكلمتها عكس ما نراه اليوم , فلست على اطلاع ان كانت هذه الطريقة لا زالت متبعة ام اصبح كل منشد ينشد على ليلاه …
اذ كان صحيح ان الوضع المعيشي لرجل الدين السني وفقا لما قرأت بلغ هذا السؤ , فأني لا استطيع انكار حقهم في الثورة على كل من يقف في وجه تأمين معيشتهم ليعيشوا حياة كريمة .
ومما رأيته اليوم ودفعني لكتابة هذه الأسطر ما نشر على صفحة صيداويون , اذا نشر السيد محمود كرجيه صورة لبضع قطع العملة الورقية النقدية اللبنانية بلغ مجموعها 180 الف ليرة وعلق على الصورة :
حسبي الله ونعم الوكيل هذا المبلغ معاش امام مسجد في مدينة صيدا للاسف ١٨٠ ألف شيخ مكلف من دائرة أوقاف صيدا
معقول ؟ أين القيمين ؟
ابو الطيب
وانهالت سلسلة من التعليقات نذكر بعضها :
عبد عكرا علق : يبطل يصلي .
انعام شبيب علقت : وضعه متل وضع الحج احمد شحادة بجبانة سيروب معاشه مليون ونص بالشهر يا حرام
عايدة طويل عرب علقت : ولو كيف بيقبل مفتي صيدا هذا الاجر الزهيد لا تؤاخذني ٢$ يعني حتى إذا اخذ سرفيس الى منزله لا يكفي .
ابراهيم عيد علق : ذكرتني بقصة مزبوطة صارت ببرجا خلال الأزمة المالية الأخيرة،خادم للمسجد،بينظف وبيأذن وبيهتم بأمور الجامع، نقلوه على مسجد قريب من بيته، كرمال ما يتكلف نقل وهيك،بيشوفو شب صاحبو بالجامع الجديد ،شو يا صاحبي مبين صرت هون،بيقله اي كرمال الوضع والنقليات والغلا،هون حد بيتي… سأله ليه قديه بيعطوك بالشهر؟قله شي مليون ونص… انصدم صاحبه وقله بالبرجاوي:
ياه… مليون ونص كل الشهر… ولك كيف إلك نفس تقول الله وأكبر 
الشيخ حسين حبلي علق : اليوم كنت بالسيرة عن خادم مسجد بإحدى القرى التابعة لصيدا ..معاشه ٢٠٠الف ليرة بالشهر ..إذا بدو ينزل من الضيعة ليقبض بيدفع اكتر منهم أجرة طريق..انا موظف بإدارة الأوقاف و الكلام صحيح ١٠٠%
بالعودة الى الشيخ حسن مرعب فعندما كان مؤيدا لحزب الله اثناء الحرب التي سميت بحرب الإسناد قام فريق من موقع درج الإعلامي بالبحث عن الشهادات العلمية التي يدعيها الشيخ المذكور وكانت النتيجة التي توصل اليها ان شهادة الماجستير والدكتوراة التي حصل عليها من جامعة الإسكندرية : مزورة ! … فهل بعد عودته الى السرب تعود شهاداته صحيحة ؟
ليت دار الفتوى التي نجل ونحترم ونقدر ونثمن عاليا , ان تهتم بموظيفها ومنتسبيها حتى يلتزموا بمنهجيتها اللبنانية الأصيلة ولا تتركهم عرضة للفقر والعوز والحرمان وعرضة للوقوع في فخ التحزبات السياسية التي تفرق اللبنانيين وتثير الفتن بينهم , وان كانت عاجزة عن تأمين الرعاية لهم مع كل ما تقدمه لدول الخليج من دعم وتأييد فلتقل كلمتها ولتنطق ولو من باب القاء الحجة عليهم : اريد التوجه نحو ايران قد القى الدعم الذي يسد الجوع ويقي من الوقوع في الحرام .
موقع قلم حر
