
كما هي الحرب على سوريا كانت بسبب حقول الغاز سواء اكان استخراجا من اراضيها او عبورا من دولا اخرى , فكذلك الحال على ما يبدو ان الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة لم يكن بسبب عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة المقاومة الفلسطينية على الغلاف والتي نتج عنها مقتل حوالي 1200 مستوطن اسرائيلي . فالحرب التي تشن على مرأى العالم وبدعم دولي غربي فوق الطاولة وعربي من تحت الطاولة والتي نتج عنها مقتل ما يزيد على 30 الف فلسطيني وجرح نحو 100 الف وتدمير كامل للقطاع اضافة الى تهجير سكانه فعلى ما يبدو ليس عملية انتقامية فحسب بل هي خطة مرسومة لتهجير نحو مليونين و 200 الف فلسطيني من القطاع ومن ثم التوجة نحو تهجير الضفة الغربية في وقت لاحق . والسبب لرسم هذه الخطة هي الإستيلاء على الغاز الفلسطيني فالدراسات تشير الى اكتشافات آبار للنفط هائلة المخزون مقابل سواحل غزة وفي مناطق واسعة من الضفة الغربية فقد أكد علماء جيولوجيون واقتصاديون في مجال الموارد الطبيعية أن الأرض الفلسطينية المحتلة تقع فوق خزانات كبيرة من ثروة النفط والغاز الطبيعي وكذلك الأمر مقابل سواحل قطاع غزة وقيمة هذه الثروة الغازية تقدر بمئات مليارات الدولارات .
موقع المونيتور ذكر بتاريخ 22 تشرين الأول عام 2022 نقلا عن مسؤول في المخابرات المصرية رفض الكشف عن هويته قال ان “وفداً اقتصادياً وأمنياً مصرياً ناقش مع الجانب الإسرائيلي منذ عدة أشهر مسألة السماح باستخراج الغاز الطبيعي قبالة سواحل غزة”. وقال انه تم التوقيع على مذكرة التفاهم بين مصر وإسرائيل، بختم مطاطي من السلطة الوطنية الفلسطينية . وأوضح المسؤول المصري أن إسرائيل اشترطت بدء الإجراءات العملية لاستخراج الغاز من حقول غزة بداية عام 2024، لضمان أمنها.
ومن المتوقع ان تصبح اسرائيل مصدرا للغاز اذا سارت الأمور حسب الخطة المرسومة ووفق السياق الحالي والتي تتلخص بمحو قطاع غزة عن الخريطة تمهيدا للإستيلاء على حقول الغاز وتحديدا تلك المتعلقة بشركة غاز بريطانيا (BG Group)
وتوصي مذكرة رسمية “سرية” أعدتها وزارة المخابرات الإسرائيلية “بالنقل القسري والدائم لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون فلسطيني إلى شبه جزيرة سيناء المصرية”، أي إلى مخيم للاجئين في الأراضي المصرية.
والأمر الذي يدفع اسرائيل على تنفيذها لمخخطاتها المعدة سلفا قبل عملية طوفان الأقصى ان حقول الغاز المكتشفة هي مقابل سواحل غزة وفي مناطق محددة من الضفة الغربية فيما تشير الدراسات الى ان السواحل الفلسطينية الأخرى المحتلة من قبل اسرائيل لا تحتوي على نفس الكميات من الغاز انما تحتوي على كميات اقل بكثير لا بل اكثر من ذلك ان جزءا حقول غاز ليفياثان تقغ مقابل سواحل غزة واسرائيل تعتبر ان كل الغاز مقابل سواحل غزة هو من كنز خاص بها .
اعلان نتنياهو للحرب للحرب على غزة ضد مليونين و 200 الف فلسطيني هو استمرار لغزو القطاع منذ العام 2008 -2009 في عملية الرصاص المصبوب بسبب الأطماع الإسرائيلية بثروات الشعب الفلسطيني , فإن الآفاق تشير إلى ثروة من الطاقة لإسرائيل ستسولي عليها بالشراكة مع شركة نوبل إنرجي ومقرها هيوستن في تكساس وشركائها ديليك دريلينج، وأفنر أويل إكسبلوريشن، وريشيو أويل إكسبلوريشن. وتشارك أيضًا شركة Woodside Petroleum ومقرها بيرث في أستراليا، والتي وقعت مذكرة تفاهم للحصول على حصة تبلغ ثلاثين بالمائة في المشروع.
نائب رئيس مجلس إدارة شركة نوبل، كيث إليوت صرح انه توسعت غنائم حقل ليفياثان بالفعل من ما يقدر بنحو 16.7 تريليون قدم مكعب من الغاز إلى تسعة عشر تريليون – وما زال العد مستمرًا: “لقد اكتشفنا ما يقرب من 40 تريليون قدم مكعب من الغاز، ولدينا ما يقرب من 19 تريليون قدم مكعب من هذا الغاز متاح للتصدير إلى الأسواق الإقليمية وخارجها. نتوقع أن تصل الصادرات إلى 2 مليار قدم مكعب يوميًا في العقد المقبل. ونحن مستمرون في الاستكشاف.
كتبت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية التابعة لوزارة الداخلية الأمريكية في عام 2010: “لقد قدرنا متوسط 1.7 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج ومتوسط 122 تريليون قدم مكعب من الغاز القابل للاستخراج في هذه المقاطعة باستخدام منهجية التقييم القائمة على الجيولوجيا.”
فهل سيتحول الميناء على سواحل غزة الذي باشرت به الإدارة الأمريكية بذريعة تقديم المساعدات الإنسانية الغذائية للشعب الفلسطيني الى ميناء دائم للإستيلاء على الغاز والنفط الفلسطيني الكامن في بحر غزة ؟
لا شك ان الميناء المشار اليه ذريعته واهية فمعبر رفح يمكن بكل سهولة فتحه امام المساعدات وبالتالي عبور قوافل الإغاثة الإنسانية ويبقى فعالا اكثر من ميناء بحري تتحكم به اسرائيل واميركا , فالميناء هو لتقديم مساعدات استعراضية كالمساعدات الإستعراضية المهزلة التي القت بها الطائرات بعد موافقة اسرائيلية وبعد التنسيق معها , فمن يقدر ان يحلق بالطائرات في سماء غزة قادر اكثر على فرض معبر رفح الفلسطيني المصري .
موقع قلم حر .
المصادر :
المونيتور
غلوبال ريشرش




