رسالة موجهة من السيستاني للخامنئي عن الوضع الخطير للشيعة في لبنان … ما مدى صحتها ؟

منذ ايام وتتناقل مواقع اعلامية ومجموعات على وسائل التواصل خبرا عن رسالة موجهة من المرجع الأعلى السيد السيستاني في العراق الى السيد الخامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في ايران عن وضع الشيعة الخطير في لبنان . ومما ورد عن الرسالة :
—— بعث السيستاني أخيراً رسالة إلى إيران ركّز فيها على حساسية المرحلة التي تمرّ بها الطائفة الشيعية في لبنان، محذّراً من أن الظروف الراهنة باتت «حرجة جداً» وتتطلب حماية عاجلة.
أشارت رسالة السيستاني إلى أنه لا يجوز ترك المجتمع الشيعي اللبناني عرضة لحرب جديدة، لما قد يترتب على أي مواجهة من موجات تهجير إضافية، وتدهور في أمن القرى والبلدات، وتعاظم هشاشة البيئة الاجتماعية التي أنهكتها الحرب طوال الأشهر الماضية.——-
الرسالة هذه باتت كوثيقة يعتمدها كثير من اللبنانيين المناوئين للمقاومة والمترصدين بها الشرور , وبالبحث عن مدى صحتها لم نعثر للرسالة بحرفيتها او مضمونها على اي اثر في البيانات الرسمية الصادرة عن مكتب المرجع السيد السيستاني والذي اعتدنا ان نتابع اخبار السيد من خلاله ,
وبالعموم لم نجد اصلا اي اثر يدل على سابقة تبادل الرسائل المكتوبة بين مرجعية النجف الأشرف ومرجعية قم لا رسائل سياسية ولا دينية ولا حتى رسائل تهنئة في المناسبات والأعياد الإسلامية ولا سيما المختصة بالطائفة الشيعية .
لا وجود لأي وثيقة رسمية كبيان مكتوب، أو تأكيد من جهات مرجعية (سواء من مكتب السيستاني أو من رجال دين مستقلين موثوقين) يفيد بأن الرسالة فعلاً صدرت.
لم أجد في المصادر المعروفة كالصحف الدولية أو الإقليمية أو مراكز بحثو تدقيق أي تتبع معقول لـ «الرسالة المزعومة»، أو تحقيق صحفي يحاول التحقق من وجودها أو نصّها.
المصادر التي نشرت هذا الخبر ليست «مكتب السيستاني الرسمي» بل «إعلام»، و «مصادر متابعة»، «نقاشات في الإنترنت/فيسبوك»… مثل منشور على صفحة فيسبوك يُدّعي «رسالة السيستاني إلى خامنئي» حول تهجير شيعة لبنان. وكما هو معروف فالاعتماد على صفحات تواصل و مواقع غير محقَّقة يجعل الشك معقول جداً.
بناء على ما سبق :
من المرجّح أن خبر الرسالة كما انتشر هو شائعة قد يكون شخص أو مجموعة حاولت تمرير فكرة أن «السيستاني يشعر بالقلق على الشيعة في لبنان»، واستُخدمت صيغة «رسالة إلى خامنئي» لإعطاء مصداقية أو إثارة جدل.
لعدم وجود «وثيقة رسمية»، أو تصريح من مكتب المرجعية أو من مصدر مستقل موثوق، من غير الصائب أن نعتبر الخبر «موثوقًا».
موقع قلم حر





