خطير جدا : تطبيقات هاتفية صممت لقتلكم !

كثيرا ما ترسل روابط مجهولة المصدر تنسب الى وزارة لبنانية محددة او منظمات دولية تزعم ان تقدم مساعدات مالية بمجرد الدخول اليها وتعبئة الإستمارة والتي تضمن طلب معلومات شخصية عن كامل الهوية , وعدد افراد الأسرة , ورقم الهاتف , ومكان الإقامة , ونوعية العمل وما الى هنالك من امور قد يظنها البعض انها مجرد روابط لزيادة عدد المتابعين او للتسلية والترفيه او للحصول على جوائز بدون مقابل , وما ان يدخل البعض اليها حتى تطلب هذه التطبيقات ارسال الرابط لمعرافك واصدقائك حتى تتمكن من الفوز , وفي النهاية لا فائز سوى من صنع الرابط والتطبيق لما حققه من كم هائل من المعلومات بدون ان يتكلف سنتا واحدا …
من يتعب على برمجة هذه التطبيقات والتي تأخذ منه مجهودا كبيرا , يسعى الى تحقيق معلومات استخبارية عن كل شخص من مجتمعنا ويخزنها لديه او يستعملها مباشرة وفقا للحاجة . ومع ان الأجهزة الأمنية اللبنانية كثيرا ما تنبه من مخاطر الدخول الى هذه التطبيقات لكن القلة يتنبهون والكثيرون يقعون ضحية ويوقوعون غيرهم ضحايا لثقة الناس بهم , فيقومون بإرسال هذه الروابط ليربحوا ولكنهم لا يدركون انهم يجازفون بحياتهم وحياة غيرهم وبأمن واستقرار الوطن .
لعله من المفيد احيانا ان نقرأ ما يدونه الأشخاص ذوي الحسابات الوهمية والتي يؤكدون من خلالها انهم فعلا تلقوا مساعدات , ومع ان الرسائل مع روابطها تكون موجهة نحو اللبنانيين الا ان هؤلاء نراهم يعلقون اما بلهجة عراقية او سعودية او مصرية وهذا خير دليل ان المستهدف هو الشعوب العربية وليس لبنان فقط .
اليكم ما كشفته مجلة “نيو لاينز” الأميركية حسب تقرير اعدته حيث ذكرا ان انهيار نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد سقوط مدينة حلب كان نتيجة حرب تجسس خفية وغير مرئية تزامنت مع الاستعدادات العسكرية للفصائل، وكان بطلها تطبيق هاتفي انتشر بين ضباط وجنود الجيش السوري بهدوء، فكان “الطلقة الافتتاحية” في حرب سيبرانية صامتة ضد الجيش العربي السوري .
التطبيق الهاتفي حمل اسم (( مظمة التنمية السورية )) التي تديرها السيدة اسماء الأسد زوجة بشار الأسد , وصُمم بواجهة مألوفة وصور وشعارات مطابقة للمنظمة الرسمية، وادعى أنه مبادرة إنسانية وطنية من قبل السيدة الأولى لدعم “أبطال الجيش العربي السوري”، وبدأ الترويج له في أوساط الجيش في أوائل صيف 2024 قبل أشهر من الهجوم العسكري، باعتباره تطبيقاً يساعد مستخدميه على الحصول على مساعدات مالية.
وللحصول على المساعدة المالية يطلب التطبيق من الجنود تعبئة معلوماتهم الشخصية: الاسم الكامل، واسم الزوجة، وعدد الأبناء، ومكان وتاريخ الولادة، والإجابة عن أسئلة غير مثيرة للشكوك مثل “ما نوع المساعدة التي تتوقعها؟” و”حدثنا أكثر عن وضعك المالي”، لكن حساسية ودقة الأسئلة تتصاعد لاحقاً عبر السؤال عن “رقم الهاتف والرتبة العسكرية ومكان الخدمة الدقيق، وصولاً إلى الفيلق والفرقة واللواء والكتيبة”، وفي المقابل يتلقى المستخدمون تحويلات شهرية تقارب 400 ألف ليرة، أي نحو 40 دولاراً في ذلك الوقت.
ما بدا استبياناً تقليدياً لتحصيل المساعدة المالية كان في الواقع نموذجاً متقناً لجمع بيانات حساسة تُغذّي خوارزميات عسكرية متقدمة، إذ أكد مهندس برمجيات سوري للمجلة الأميركية، أن هذه الاستمارات ساعدت في توليد “خرائط عسكرية حية”، بخاصة حين يجمع التطبيق بين الرتبة والموقع العسكري للضابط، مما كشف عن نقاط القوة والثغرات في خطوط دفاع الجيش السوري.
وفي أسفل صفحة التطبيق، كان هناك فخ آخر، وهو رابط تواصل عبر “فيسبوك” ومن خلاله، كانت تُسحب بيانات تسجيل الدخول لحسابات التواصل الاجتماعي للمستخدم وتُحول بهدوء إلى خوادم خارجية، وإن نجا المستهدف من الفخ الأول فغالباً ما يقع في الثاني.
واستغل التطبيق تردّي الأوضاع المعيشية للعسكريين في سوريا، إذ انخفضت رواتب الجنود إلى ما دون 20 دولاراً شهرياً، واستشرى الفساد حتى صار بعض الضباط يبيعون أرغفة الخبز للجنود.
وبعد تثبيت التطبيق وجمع المعلومات الأساسية، زُرع برنامج تجسس متطور يُعرف باسم “سباي ماكس” الذي يمكّن المهاجمين من التجسس على كل شيء في الهاتف من المكالمات والرسائل والصور والملفات، إضافة إلى الكاميرا والميكروفون، مما يسمح بالتجسس الحي على المستخدم من دون علمه.
وتفيد مجلة “نيو لاينز” بأن التطبيق ساعد على تتبع الموقع الجغرافي المباشر، ومراقبة تحركات الجنود والمواقع العسكرية، والتنصت على المكالمات، وتسجيل محادثات القادة لمعرفة الخطط العملياتية مسبقاً، وسحب الوثائق والخرائط والملفات من الهواتف، بل وحتى تفعيل الكاميرا للحصول على بث مباشر من داخل المنشآت العسكرية.
وأشارت إلى أنه بفضل تلك البيانات تمكنت فصائل المعارضة من شن هجمات دقيقة على مواقع مكشوفة، وقطع الإمدادات عن وحدات معزولة، وحتى التشويش على أوامر القيادة بإرسال تعليمات متضاربة، مرجحة بأن البيانات استخدمت أيضاً في استهداف غرفة العمليات العسكرية في حلب، مما عجّل بانهيار خط الدفاع الأول للنظام.
وما ينطبق على سوريا ينطبق على لبنان او على اي بلد عربي يريدون ان يضعوه في وجه العاصفة .