مقالات

هل ستعود ايران الى سوريا وتحتضن الشرع وتتناسى الجولاني ؟!

حين دخلت ايران ومحورها الى سوريا كان بطلب من الحكومة السورية القائمة على اساس انتخابات اجراها الشعب السوري , وحين دخل حزب الله والحرس الثوري الإيراني وزينبيون و مجموعات من الحشد الشعبي كان الهدف هو محاربة تنظيم الدولة الإرهابي , والذي كان جزءا من تركيبته السياسية والقيادية ابو محمد الجولاني الذي يرأس الجمهورية العربية السورية اليوم بإسمه الحقيقي احمد حسين الشرع .

ان كان الشرع في بداية حياته قد آثر الإنضواء تحت راية الحركات الجهادية لتحرير سوريا من نظام حكم بشار الأسد الحليف للمحور الإيراني ( ( حلف الضرورة ) . وبعد ان انقلب على تنظيم القاعدة والدولة وجبهة النصر وقاد حركة تحرير الشام ربما لشعوره ان هذه التنظيمات لا تريد الخير لسوريا وامام التحديات التي تعصف بها والتهديدات التي تحيط بها من كل جانب وفي صدارتها خطر التقسيم , بات يفترض به ان يرى ان ما يجمعه بالنظام الإيراني ومحور المقاومة اكثر بكثير مما يبعده عنه , خاصة انه لم يجد من الأنظمة العربية التي دعمت سقوط الحكم في سوريا الا كل مماطلة وتسويف , فلا المواطن السوري تحسن وضعه الإقتصادي , ولا الموظف تحسن راتبه , وبات الوضع كما يقول المثل الشعبي : الحمل بفلس الا ان الفلس غير موجود .

لا العرب قادرون على حماية وحدة سوريا ولا على انقاذ اقتصادها المنهار , ولا الغرب وعلى رأسه اميركا قادرون على هضم ماضي الشرع الجهادي , ولا التركي يستطيع ان يغضب الغرب ويصل معه الى طريق مسدود .

يترتب على سوريا الدولة مبلغ مالي يتجاوز ال 30 مليار دولار , والدولة لا يمكن لها ان لا تفي بالتزاماتها وإن تغير نظام الحكم فيها حسب القوانين والمواثيق الدولية .

الدولة السورية الجديدة تلتقي بحكم القرب من الحكم التركي الإخواني والقطري القريب من الإخوان مع حركة حماس الإخوانية اضافة الى حركة الجهاد الإسلامي , ومعلوم ان نظام بشار الأسد وصل مع حركة حماس الى طريق مسدود لوقوفها ضد نظام حكمه فأغلق مراكزها ومكاتبها واعتقل من اعتقل من قياديها من غير قيادات الصف الأول وزج بهم في السجون , وبسقوط نظام حكم بشار تنسم المعتقلون الحمساويون رياح الحرية وإن اتخذت السلطات السياسية الجديدة قرارا بوقف التصعيد مع اسرائيل .

لم تستطع اسرائيل ان تستوعب الموقف المتقدم لنظام الحكم السوري الجديد اتجاهها , فصعدت ضده واحتلت جزءا مهما من الأراضي السورية , و استمرت بتوجيه الرسائل النارية الخطرة له , وبات الساحل السوري وبعد هجمات التطهير الطائفي اقرب الى الإنقسام عن سوريا وتشكيل ما يسمى سوريا الغربية وهو ما كشفه المستشار وليد فارس المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد استفتاء شعبي على اختيار نظام الحكم والإنفصال عن سورية .

وزير الدفاع الإسرائيلي يسارئيل غاتس هدد الرئيس الشرع بشكل مباشر فقل له : إذا سمحت لقوات معادية بتعريض المصالح الأمنية الإسرائيلية للخطر فسوف تدفع ثمنًا باهظًا للغاية.

وهذه اشارة من غاتس الى حركتي حماس والجهاد اللتين اطلق الشرع سراح مئات المعتقلين منهم وهم يشكلون تهديدا لما يسمى بالأمن الإسرائيلي . اذ ان اسرائيل لا شك ستخشى من تشكل محور سني معاد لها قد يتشكل في سوريا مدعوما من جيش سوري جديد مدرب من الجيش التركي . هذا وقد سجل منذ ايام تشكل ما يبدو انها طلائع المقاومة السنية في درعا لمواجهة وقتال الإحتلال الإسرائيلي …

العدو المشترك لسوريا وايران والعراق وتركيا والعالم الإسلامي بجناحيه السني والشيعي الساعي الى تقسيم هذه الدول الى كانتونات طائفية متناحره لا يمكن الخلاص منه الا بتضافر الجهود للمراجعة وقبول النقد الذاتي وانطلاقة نحو بناء علاقات مبنية على اسس الثقى والإحترام المتبادل بين شعوب هذه الدول وأنظمة حكمها السياسية …

فهل سيفعلها احمد الشرع ويلغي اسمه الجهادي السابق ابو محمد الجولاني ويتقدم خطوة نحو ايران مدعوما من تركيا ام انه سيبقى اسير عقدة الثأر من المحور الإيراني الذي لم يقاتل نظام حكمه الجديد وانما كان يقاتل تنظيم داعش الذي انقلب عليه الشرع نفسه وبات اليوم يشكل خطرا عليه لا يقل خطره عن خطر اسرائيل ؟

وهل ستبادر ايران الى فتح علاقات مع احمد الشرع وتتناسى ابو محمد الجولاني وتفتح صفحة جديدة معه لتكون اكثر قدرة على مواجهة التهديدات الأمريكية الإسرائيلية ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى