ما هي احتمالية الحرب الجديدة على لبنان ؟

حبر الحقيقة مهما كانت مرة :
البعض عن قصد او غير قصد يبث بتحليلاته العبثية التي لا تستند على الواقع الذعر والخوف بين الناس حتى لو بالنكتة السمجة التي تعيد الى الأذهان الرعب من كابوس التهجير …
صحيح ان نتنياهو غارق في ازماته الداخلية والخارجية وحكومته تترنح وآيلة للسقوط لأنه لم يحقق حتى اللحظة اي شيئ من وعوده العالية السقف سوى ما ارتكبه من مجازر متنقلة ما بين فلسطين ولبنان واليمن وايران . ولكن يبقى لديه ثلاث جرعات لينقذ نفسه من السجن الذي ينتظره احلى هذه الجرعات مر :
1- اما بإسقاط هيبة ما يسمى بالقضاء الاسرائيلي بضغط من ترامب
2- واما اعتذاره واقراره انه مذنب وفي ذلك تتلطخ سمعته ومستقبله السياسي .
3- واما الهروب الى الأمام بافتعال حروب ترسخ قناعته بأنه النبي اليهودي الذي يولد على يديه شرق اوسط جديد تكون فيه الكلمة العليا لليهود .
الهروب الى الحرب بات خلفه محاذير ومخاطرات كثيرة ، فحين استفرد بالمحور المقاوم فردا فردا وظنت بعض الأجنحة في ايران انها بمنأى عن الخطر الإسرائيلي التدميري فإذا بهم يجدون انفسهم وجها لوجه مع سعي حثيث لتدمير الدولة الإيرانية واعادتها مئات السنين الى الوراء بالقضاء على تقدمها العلمي وبرنامجها النووي ، فتغيرت المعادلة سريعا فإذا بالأجنحة التي كانت تعارض النظام توحدت وباتت تدافع عن النظام ذاته وتأبى له السقوط بدافع من الإنتماء للقومية الفارسية . واذا بالدولة تستوعب الضربات التدميرية القاتلة وتنظم صفوفها وتستعيد المبادرة وفق استراتيجية مدروسة وتوجه الضربات المدمرة للداخل الإسرائيلي الذي فقد صوابه ودفعه للإستعانة بالأمريكيين ، فإذا بالأمريكيين انفسهم يصبحون عرضة للضربات الايرانية الموجعة فيستلون سيف الدبلوماسية و يفرضون اتفاقا غير مكتوب يدعون فيه الى وقف الحرب …
المقاومة في لبنان رممت ام لم ترمم قدراتها فهي ارتاحت من الضربات المفجعة والكارثية ولكنها هذه المرة لن تكون وحدها في الميدان واذ ما تفجرت الحرب من جديد فالكل سيشارك بها بفعالية كبيرة لأنها لن تكون الا حربا وجودية تحمل عنوان ( اما نكون واما لا نكون ) .
خلاصة القول : ان حربا موسعة لن تقتصر هذه المرة علينا كلبنانيين وحدنا بل ستتحول الى حرب اقليمية لن يكون فيها المستقبل لا لنتنياهو ولا لليكود ولا حتى لترامب .اوراق القوة التي يمتلكها محور المقاومة كبير جدا ولن يعود وحده الى العصور الحجرية بل العالم كله لو تفجرت الحرب من جديد سيعود الى العصور الحجرية .
موقع قلم حر