متطرفون معادون للإسلام متعاونون مع الجيش الإسرائيلي يعملون في قطاع غزة بتأمين المساعدات

تحقيق يكشف وجود العشرات من “كفار الدراجات النارية” بين عناصر أمن نقاط توزيع المساعدات في القطاع
كل مرة يتجمع فيها سكان قطاع غزة المحاصرين للحصول على مساعدات “مؤسسة غزة الإنسانية” يسقط بينهم قتلى وجرحى برصاص أولئك الذين يشرفون على توزيع الإغاثة، تقول إسرائيل إن السبب هو حالة التجمهر غير الطبيعية التي تربك موظفي المؤسسة “الإنسانية” فيردون عليها بعمليات إطلاق نار عشوائية من دون قصد.
ثمة تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية أخيراً يطعن في المبررات الإسرائيلية بشأن ما يحدث في نقاط توزيع مساعدات عبر مؤسسة أثير حولها كثير من إشارات الاستفهام، حيث يقول إن “مؤسسة غزة الإنسانية” تستعين بمتطرفين يمينيين معادين للإسلام في تأمين نقاط توزيع المعونات على الشعب الجائع والمحاصر هناك.
أثبتت “بي بي سي” أن عشرة أعضاء على الأقل من تلك المؤسسة ينتمون إلى منظمة “كفار الدراجات النارية” اليمينية، سبعة منهم يتولون مناصب عليا في الشركة التي كشفت تحقيقات الهيئة البريطانية سابقاً أنها مسجلة في سويسرا وأميركا، تأسّست في فبراير (شباط) الماضي، ومقر عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
رفضت الأمم المتحدة والعديد من منظمات الإغاثة التعاون مع “غزة الإنسانية” لأنهم يرون أنها تتعارض مع المبادئ الإنسانية وتستخدم المساعدات كسلاح، وقد قال متحدث باسم الأمم المتحدة منذ أشهر إن عمليات المؤسسة “تشتت الانتباه عمّا هو مطلوب فعلياً في غزة، وحثّ إسرائيل على إعادة فتح كل المعابر إلى القطاع.
المؤسسة ردت على تحقيق “بي بي سي” بالقول إنها “لا تقوم بفحص العاملين لديها من ناحية الهوايات الشخصية أو الانتماءات غير المرتبطة بالوظيفة التي توكل إليهم، وهي تنتهج سياسة عدم التسامح مطلقاً مع أي تحيز وسلوك بغيض أو تمييزي”، لكن العنف الذي يلف عمليات توزيع المساعدات في غزة لا يعكس هذا الحرص.
“كفار الدراجات النارية” منظمة تأسست عام 2006 على يد جنود أميركيين عادوا من حرب العراق وصعب عليهم الاندماج مجدداً مع المجتمع، يقولون في صفحتهم على “فيسبوك” إنهم “لم يجدوا في الولايات المتحدة ما يدلل على الإخوة والرسالة الإنسانية التي لقنت في الجيش” لذا قرروا التمرد على الواقع الذي وجدوه بعد عودتهم.
عبر التغريدة ذاتها تعترف المنظمة بأن لقب “الكفار” “وقح”، لكنهم لا يدعون إلى الكره، هم يرفضون التطرف الذي وقف وراء أحداث 11 سبتمبر (أيلول) وغيرها من العمليات الإرهابية حول العالم، لكنهم “يؤمنون بحرية الأديان وقد عاشوا وعملوا مع شركاء كثر في العالم الإسلامي وساعدوا مهاجرين منه قدموا إلى الولايات المتحدة”.
تحقيق الإذاعة البريطانية يقول إن سلوك “كفار الدراجات النارية” مخالف لتغريدتهم التي نشرت يوم أمس الأربعاء في ما يبدو كرد على المادة الصحافية التي فضحت خلفية أعضاءها الذين يعملون اليوم ضمن واحدة من أربع شركات فرضتها أميركا وإسرائيل على العالم من أجل توصيل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
إدوارد أحمد ميتشل، نائب مدير مجلس العلاقات الأميركية- الإسلامية، قال في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية “إن تكليف كفار الدراجات النارية” بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة يشبه “تكليف جماعة “كو كلوكس كلان” بذات الأمر في السودان، فكلا المنظمتين يمينيتين متطرفتين وهذا أمرٌ غير منطقي على الإطلاق”.
زعيم “كفار الدراجات” جوني مولفورد، رقيب سابق في الجيش الأميركي طرد بتهم السرقة والرشوة والإدلاء ببيانات عسكرية كاذبة، أما اليوم فهو يقود فريق توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وعندما سألته “بي بي سي” عن عمله في القطاع المحاصر ارتكب خطأ كشف عن وجود أفراد من عصابته ضمن الفريق الذي يقوده.
مولفورد بعث برسالة إلكترونية إلى قيادات في عصابته للرد على تحقيق “بي بي سي” وأدرج خطأ البريد الإلكتروني للهيئة البريطانية بين العناوين التي وصل إليها “الإيميل”، وبعد تتبع وتدقيق في المعلومات تبين وجود العشرات من “كفار الدراجات النارية” كموظفين وقيادات بين العاملين في “مؤسسة غزة الإنسانية” اليوم.
يتقاضى موظفو المؤسسة ما يقارب 900 دولار أميركي يومياً، والقيادات بينهم يصل دخلهم إلى نحو 1600 دولار في نقاط توزيع المساعدات، وثقت هيئة الإذاعة البريطانية هذه الأرقام ونقلت عن مصدر مطلع أن فريق “غزة الإنسانية” المكون من 320 موظفاً اليوم يضم على الأقل 40 عضواً من “كفار الدراجات النارية”.
اندبندنت





