واشنطن بوست : رغم الهجمات اللفظية بسبب حرب غزة 6 دول عربية واصلت التعاون مع اسرائيل

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا جاء فيه أن ست دول عربية، ورغم الهجمات اللفظية ضد إسرائيل في أعقاب حرب غزة، واصلت التعاون مع إسرائيل خلف الكواليس لأغراض أمنية أثناء حرب غزة، وخاصة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بمساعدة الجيش الأميركي.
نشرت صحيفة واشنطن بوست هذا التقرير، الذي أعدته بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين واستند إلى وثائق مسربة، يوم السبت 9 أكتوبر/تشرين الأول.
وفقًا للتقرير، اجتمع كبار الضباط من إسرائيل وست دول عربية في أربع دول هي البحرين ومصر والأردن وقطر على مدار السنوات الثلاث الماضية لتنسيق وتخطيط الأهداف الأمنية المشتركة. وقد عُقدت بعض هذه الاجتماعات في قاعدة العديد الجوية في قطر، وواحدة في قاعدة عسكرية أمريكية بولاية كنتاكي.
وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، واستناداً إلى وثائق حصلوا عليها، يزعم التقرير أن “التهديدات” من الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت القوة الدافعة وراء هذا التعاون الوثيق، الذي رعته القيادة المركزية للجيش الأميركي، ونسقت هذه الجهود.
ورفض المسؤولون العسكريون الأميركيون التعليق على المسألة، كما التزمت إسرائيل والدول العربية الست المذكورة في التقرير الصمت أيضا.
وجاء في التقرير أن القيادة المركزية الأميركية حددت طهران باعتبارها الراعي الرئيسي للجماعات المسلحة الفلسطينية وعملت على إنشاء “هيكل أمني إقليمي” من خلال دعم التعاون بين إسرائيل والدول العربية.
وكتبت الصحيفة أيضًا أن برنامج الدفاع الجوي ضد الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية كان المحور الرئيسي لآلية الأمن التي يتم النظر فيها بين إسرائيل والدول العربية.
ويشير التقرير إلى أنه في عام 2022، تم التوصل إلى اتفاقيات بين إسرائيل ودول عربية لتنسيق أنظمة الدفاع الجوي ضد الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية ووكلائها، وفي عام 2024، تم ربط ست دول بالنظام الأمريكي، الذي يزود القيادة المركزية الأمريكية ببيانات الرادار وأجهزة الاستشعار الخاصة بها.
وتزعم صحيفة واشنطن بوست أن إحدى الوثائق أظهرت أن ستاً من الدول السبع الأعضاء في هذا الهيكل الأمني تلقت صوراً جوية للمنطقة من وزارة الحرب الأميركية، كما شاركت دولتان بيانات الرادار الخاصة بهما من خلال سرب من القوات الجوية الأميركية.
ومع ذلك، بعد التوصل إلى اتفاقيات إبراهيم للسلام التي توسط فيها دونالد ترامب خلال ولايته الأولى كرئيس، أكدت إسرائيل أنه بالإضافة إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، فإنها ستسعى أيضًا إلى تعزيز التعاون الأمني مع دول الخليج الفارسي ضد إيران.
في السنوات الثلاث الأولى بعد توقيع اتفاقيات السلام مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، قام كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، بمن فيهم وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة القوات البحرية والجوية في البلاد، بزيارة هذين البلدين بشكل متكرر وتحدثوا عن المصالح المشتركة لإسرائيل ودول الخليج الفارسي ضد إيران.
وقبل وقت قصير من هجوم حماس على البلاد في خريف عام 2023، أكدت إسرائيل أنها “قريبة للغاية” من التوصل إلى اتفاق سلام مع المملكة العربية السعودية.
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية آنذاك بزيارات سرية لمسؤولين إسرائيليين كبار إلى السعودية والمنطقة، وتعزيز التعاون الاستخباراتي والأمني بين البلدين. في الوقت نفسه، صرّح ولي العهد السعودي لقناة فوكس نيوز خلال زيارته للولايات المتحدة في خريف عام ٢٠٢٣، قبل أيام قليلة من هجوم حركة حماس المتطرفة على إسرائيل، بأن بلاده أقرب إلى إسرائيل “من أي وقت مضى”.
بعد أن هاجمت حماس إسرائيل، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن الهجوم منع “مؤامرة دولية كبرى” في المنطقة.
تزعم صحيفة واشنطن بوست أن وثائق مسربة تشير إلى وجود علاقات عسكرية سرية بين إسرائيل وست دول عربية خلال الفترة الأخيرة، بما في ذلك خلال الحرب الإسرائيلية الإيرانية. هذا على الرغم من كون قطر أقرب حليف لطهران في المنطقة، وإدانتها للهجوم الإسرائيلي على إيران.
أيدت خمس من الدول الخليجية الست إنشاء آلية لضمان أمن جميع الأطراف بعد وقف إطلاق النار في حرب غزة، لكنها لم توضح ما إذا كان هذا الدعم سيتضمن إرسال قوات عسكرية.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فقد أصبحت وثائق تتعلق بالتعاون السري بين إسرائيل وست دول عربية منذ إنشاء آلية أمنية مشتركة بينها متاحة لبعض حلفاء إسرائيل والولايات المتحدة الغربيين، مثل بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.
يشير التقرير إلى أنه بالإضافة إلى الدول الست المذكورة، ذُكرت الكويت وعُمان أيضًا كشريكين محتملين في آلية الأمن المعروفة باسم “الهيكل الأمني الإقليمي”. ووفقًا لهذه الوثائق، لعبت المملكة العربية السعودية دورًا فاعلًا في هذه الآلية.






vhj76c