هل اسرائيل قادرة على احتلال جنوب لبنان , وجوزاف عون فخامة الرئيس ونعم الرئيس .

الجميع في لبنان وخاصة ابناء الطائفة الشيعية يسأل متى ستشن اسرائيل الحرب علينا , والإجابة على السؤال تفرض الإحاطة بنتيجة الحرب التي انتهت في تشرين الثاني من العام الماضي .
عدد الجنوبيين الذين نزحوا من قراهم ومدنهم المتاخمة للحدود مع فلسطين المحلتة حوالي 113000 الف نازح بينما بلغ عدد المستوطنين الذين اجبروا على النزوح من مستوطناتهم حوالي 68000 الف مستوطن , وفور اعلان وقف اطلاق النار حتى عاد اللبنانيون ومنذ الساعات الأولى الى ديارهم او ديارا قريبة من بلداتهم حتى ان الكثير منهم سكنوا في بيوتهم المدمرة جزئيا ويتوقون الى توفر الظروف الأمنية ليبدأوا بإعادة الإعمار والعودة الى ديارهم , بينما في اسرائيل فعدد الذين عادوا الى مستعمراتهم بلغ حوالي 48000 الف مستوطن رغم المغريات المالية الدسمة التي تعرضها عليهم حكومتهم , ومع ان الدمار في المستوطنات الشمالية لا يوازي حجم الدمار الذي اصاب القرى والمدن اللبنانية فهناك حوالي 23000 الف مستوطن لم يعودوا , بعضهم لعدم الشعور بالأمان خوفا من تجدد الحرب , وبعضهم استقر في اماكن نزوحه ولا يرغب بالعودة لشعورهم ان امكنة سكنهم الحالية اكثر أمنا قرب الحدود اللبنانية . فمستعمرة المطلة عاد اليها حوالي ثلث السكان وكريات شمونة الكثير عاد حوالي النصف من سكانها نزحوا ولا يزال عدد كبيرا منهم نازحين ولم يعودوا وكذلك مستعمرة المنارة عاد حوالي 30 % من سكانها وبقي حوالي 70 % .
صحيح ان ابناء القرى اللبنانية بلغت نسبة العائدين اليها رغم الدمار الكبير الذي لحق بها بلغت نسبتهم ما بين 12 و 13 % لكنهم سيعودون حتما بمجمعهم الى مدنهم وقراهم ويعيشوا ولو تحت خيمة حين توفر الظروف الأمنية حتى وان لم يكن هناك بنية تحتية .
بعد اتفاق وقف اطلاق النار والذي نجم عنه انتشار 10 الاف جندي لبناني جنوبي الليطاني وحتى الحدود الدولية المعترف او المتنازع عليها و خروج القوى العسكرية لحزب الله من هذه المنطقة , بقيت اسرائيل تخرق هذا الإتفاق من حيث بقائها في عدد من النقاط والمواقع وعرقلتها استكمال انتشار الجيش اللبناني , وقيامها بالاف الخروقات الجوية والبحرية والبرية واغتيالها لعدد كبير من المدنيين ومن عناصر الحزب الذين لا يقومون بمهمات قتالية ضد اسرائيل واستمرارها في تهديد سلامة المدنيين اللبنانيين بالغارات سواء بالطيران المسير او الحربي في الوقت الذي لم تطلق ولو رصاصة واحدة من الأراضي اللبنانية باتجاه اسرائيل .
في نهاية الحرب وكحوار شبابي كان السؤال هل انتصرنا ام انهزمنا , فالبعض اكد على الإنتصار والبعض الآخر اكد على الإنكسار وكحل وسطي ادليت برأيي اننا لم ننتصر ولم ننكسر وانما تعادلنا سلبيا . واليوم السؤال الذي يطرح نفسه هل بإمكان اسرائيل ان تشن حربا على لبنان ؟
بكل تأكيد اسرائيل وفي ظل هذا الإنحياز الأمريكي والغربي لجانب اسرائيل وما تملكه من ترسانة حربية ضخمة وتوفق تقني وتكنولوجي قادرة في اغلب الأوقات على شن حرب جزئية او كلية على لبنان , ويمكنها ان تدمره وتهجر سكانه , ولكنها وان تمكنت من اجتياحه فلن تتمكن من احتلاله ولن تتمكن من المكوث طويلا فوق اراضيه , فتجربتها مع المقاومة كانت مريرة , وهي في حال اقدمت على محاولة اجتياح فستخسر ما حققته من انجازات فالمستعمرات الشمالية وما بعدها لن تكون بأمان وسينزح سكانها من جديد والى الأبد هذه المرة فهم اتوا ليستثمرا وطنا ليس لهم لا ليبنوا وطنا , اوستتحرر المقاومة من قيود الإتفاق وستجد راياتها على الحدود من جديد , فالضربة القاسية التي تلقتها المقاومة في بداية الحرب من تفجير اجهزة البايجر واللاسلكي وتنحية حوالي 4000 قيادي لن تكون الفرصة متوفرة لها هذه المرة .
واسرائيل على يقين انها ستواجه مقاومة شرسة ومدمرة لدباباتها وقاتلة لجنودها وما طبقته على سوريا وجنوبها لا يمكن لها تطبيقه على جنوب لبنان والا لكنا رأينا الدبابات الإسرائيلية تنصب حواجزا وتدقق بهويات المارة عند جسر الدامور وليس جسر الليطاني الأولي .
فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون حين يتحدث عن لبنانيين يتآمرون على وطنهم ويسعون بالوشاية والنميمية لدى الأمريكيين وغيرهم من الأوروبيين يعرف اي قوة سياسية وعسكرية يسند اليها ضهره , فنجاح عهده قام ويقوم على المخلصين لوطنهم وليس على من هم مستعدين للتخلي عن اجزاء واسعة من لبنان لينقلبوا عليه قبل نهاية ولايته الرئاسية ويتربعوا على كرسي حكم المتصرفيه في بعبدا .
وحين قال دولة الرئيس نبيه بري ان الشيعة كسبوا جائزة كبرى بالرئيس جوزاف عون فللكلمة ابعادها السياسية والإستراتيجية , فهو ابن مؤسسة عسكرية عريقة في الوطنية و بمطلق الأحوال لن يتنازل عن جنوب لبنان من اجل قنينة عطر له وقنينة عطر للسيدة الأولى يهديها لهما ترامب عندما يدخله زائرا الى البيت الأبيض من البوابة الخلفية .
وما نقوله عن فخامة الرئيس هو ذاته الذي نقوله عن حضرة العماد هيكل قائد الجيش اللبناني الوطني لا الطائفي .
موقع قلم حر




