أديان

الشيخ توفيق علوية في خطبة الجمعة بمسجد الامام المهدي عجل الله فرجه ببلدة دير الزهراني : التدبر في حديث عيد الغدير

في مسجد الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف ببلدة دير الزهراني في جبل عامل

تطرق الشيخ توفيق علوية في خطبة الجمعة الى الحديث عن مناسبة عيد الغدير في الثامن عشر من ذي الحجة !! والذي يعتبر من اهم الاعياد الاربعة ( عيد الفطر – عيد الاضحى – عيد الجمعة – عيد الغدير ). وذلك عبر امور :

اولا : لماذا هذا العيد هو الاهم ؟؟: الجواب واضح وبسيط !! لان الولاية لامير المؤمنين عليه السلام هي الفيصل والمائز بين الحق والباطل !! بين الصحيح والفاسد !! بين المحرف وغير المحرف !! ولهذا فإن الاسلام لولا ولاية هذا الامام عليه السلام لكان كباقي الاديان غير السليمة في هذا المقام !!! اذ ان الاسلام لولا الولاية لكان جنسا بلا فصل !! ولكانت كل اعمال العباد من صلاة وصوم وحج وزكاة وجهاد بلا رصيد ولا قيمة ولا محتوى ولا مضمون وهي في غير معرض القبول !!

ثانيا : العناية الالهية القرانية : فالله المتعال خاطب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالقول : ” يا ايها النبي بلغ ما انزل اليك من ربك ” . اي ابلغ الناس واوصل اليهم قرار جعل الولاية لامير المؤمنين عليه السلام !! ولبيان خطورة عدم الابلاغ اخبر الله سبحانه المتعال رسوله الاعظم صلى الله عليه واله وسلم بان عدم الابلاغ معناه ضياع كل جهود الرسالة . فقال : ” وان لم تفعل فما بلغت رسالته ” . فكل شيئ يصبح هباء منثورا !!! ويظهر ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم كان يعلم بأنهم لا يرضون بعلي عليه السلام وليا وقائدا لهم لانه عليه السلام قتل اجدادهم وابائهم من المشركين في بدر واحد وحنين والاحزاب وغيرها ، وهذا ما صرحوا به في كربلاء عندما قتلوا ولده الحسين عليه السلام بلسان : نقاتلك بغضا بابيك !!. فكان جواب الله سبحانه على هذا القلق النبوي بالقول : ” والله يعصمك من الناس “.

ثالثا : الزمكنة : اعني الزمان والمكان !! فالمناسبة كانت مهمة من حيث الزمان والمكان !! اما الزمان فهو موسم الحج وهو مهم واهم منه انها اخر حجة للرسول صلى الله عليه واله وسلم قبل وفاته !!ومن المعلوم ان القائد قبل وفاته يكون كلامه وصية بحد ذاتها !! ولا يقول الا ما هو مهم ومهم جدا !! واما المكان فلم يختر الرسول صلى الله عليه واله وسلم المسجد الحرام لخطبته الاخيرة لانه قد يكون امرا روتينيا واعتياديا للمسلمين وانما اختار مكانا اخر كل ظروفه القاسية تدل على ان ما سيدلي به من اقوال ليس من باب المجاملة والتودد والمحاباة والعواطف والمشاعر وانما من باب رسم خطوات المستقبل العام للامة جمعاء !! بحيث ان الناس لا يمكن ان يتطرق الى ذهنها ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم جمعها لامر غير خطير وغير مهم ! ! فالمكان حار جدا !!وهو مكان تفرق الحجيج !! والحضور كلهم ممن تشرأب لهم الاعناق مباشرة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه واله وسلم !! اذن لا يمكن بالعقل والمنطق ان يجمع الرسول صلى الله عليه واله وسلم الناس في مثل هذه المنطقة الحارة والبعيدة الا لاجل حدث مهم وخطير وهو الولاية والامرة بتنصيب مباشر من الله المتعال !! ولو كان صلى الله عليه واله وسلم قد خطب فيهم في المسجد الحرام لقالوا : انه من الطبيعي ان يتحدث هنا !! ويعمل الناس على حمل كلامه صلى الله عليه واله وسلم على ان مؤاده كذا وليس كذا !! اما في مثل هذا المكان فلا يحمل كلامه الا على امر خطير ومهم لانه ما من داع لجمع الناس في مكان ناء وشديد الحرارة وفي ظروف التعب والوهن ليقول لهم : احبوا فلانا وانصروه !! واذا اردنا تصوير ذلك بلغة العصر الراهن نعطي هذا المثال : فلنتصور ان قائدا الهيا عظيما بقيت قنواته الاعلامية تبث خبر عقد احتفال كبير في منطقة حارة والشمس فيها حارقة ثم بعد اجتماع الناس في مثل عذا المناخ يستدعي احد الاشخاص ويقول للناس : احبوه وانصروه !! وبعد ذلك يعقد خيمة بيعة وتهنئة !! ماذا سيكون جواب الناس ؟؟!! الهذا جئت بنا في مثل هذا الجو الحار واللاهب !! فقط من اجل التعبير عن عواطفك تجاه هذا الشخص !!

رابعا : اهمية نفس الحدث : ففي الاثناء خطب النبي صلى الله عليه واله وسلم واشهد الناس على ما اداه وبلغه . ثم نظر كأنه يبحث عن احد فراى امير المؤمنين عليه السلام – تخيل مشهد قائد خطيب يسكت لبرهة بحثا عن شخص – فاستدعاه حتى اوقفه بحيث يراه كل الناس . ثم رفع يده بصورة التنصيب قائلا : من كنت مولاه فهذا علي مولاه . وبعد ذلك قام الحضور بتهنئته ومنهم الخليفة الاول ( ابوبكر ) والخليفة الثاني (عمر بن الخطاب) !!! فهل هذا الحدث غير مهم !! وكلنا نعرف ان صحافة ذاك الزمن هم الشعراء وحسان بن ثابت خلد ذلك بشعره !!

خامسا : الننائج المترتبة على التنصيب للامير عليه السلام يوم الغدير والولاية له عليه السلام : فالله المتعال ذكر اربع نتائج . اولها : يأس الكفار من النيل من هذا الدين ببركة ولاية امير المؤمنين عليه السلام . ثانيها : اكمال الدين : اذ ان كل الدين لولا ولاية علي عليه السلام لما كان كاملا !! كما ان دين كل واحد منا لولا ولايته عليه السلام لما كان كاملا . ثالثها : اتمام النعمة . فقد تمت النعمة بولاية امير المؤمنين عليه السلام . رابعا : رضى الله المتعال بهذا الدين وهو مقابل السخط !! فكل دين مستند لولاية محمد وال محمد عليهم الصلاة والسلام هو في معرض قبول الله ورضاه وكل ما ليس كذلك هو في معرض سخط الله المتعال . وهذه النتائج الاربع صرح بها الله المتعال في القران المجيد حيث قال في سورة المائدة : ” ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ ” .

1- ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ

2 – الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم

3ْ- وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي

4- وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ سادسا : ان سائر ما تقدم يجعلنا امام مسؤولية كبرى قوامها ان نكون من اهل الولاية لمحمد وال محمد حقا !! في علمنا وعملنا !! في اخلاقنا !! في بيوتنا !! ومدراسنا وجامعاتنا ومجتمعاتنا وتجمعاتنا !! والولاية تكون باربعة امور هي معرفة محمد وال محمد وحبهم وذكرهم وطاعتهم التي هي طاعة لله المتعال !! والاخيرة اي طاعتهم عليهم السلام هي الدليل على تحقق المراتب الاخرى !!ولا ننسى البراءة من عدوهم !! فنحن معهم معهم لا مع غيرهم !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى