أخبار لبنان

دعوات لتقسيم لبنان واقامة الدولة المسيحية في جبل لبنان

في قلب كل لبناني، ينبض حب الأرض والهوية المشتركة، بعيدًا عن الانتماءات الضيقة والطائفية الضارة. هذا الوطن، الذي حمل على كتفيه تنوعًا مذهبيًا وثقافيًا فريدًا، يستحق أن نحميه ونصونه من كل محاولة لتجزئته أو تقسيمه. لبنان ليس مجرد خريطة، بل هو حياة مشتركة ومصير واحد لكل أبنائه، وعليه أن يبقى رمزًا للتعايش والوحدة، لا ساحة لصراعات الهويات والخرائط الوهمية.

ظهرت مؤخّراً على الساحة اللبنانية دعوات تطالب بـ”دولة جبل لبنان”، ليس كحُكم ذاتي أو استقلال جزئي، بل انفصال تام عن الهوية الوطنية، وبناء دولة “حرّة سيدة مستقلة” تحمل الصفة المارونية، فتتمسكّ بـ”الهوية الجبلية”، وتنسلخ عن الوطن الواحد لكل اللبنانيين.

مصالح صهيونية
يُسوَّق لهذه الطروحات ما يُسمى بـ”حركة لبنان المسيحي”، التي سيُعلن عن تأسيسها يوم الأحد المقبل، في مسعى – حسب زعمهم – لإرساء حلول حاسمة لأزمات الدولة، أو أقلّه وسيلة لحماية “الماروني” من فشل السلط، لكن إذا ما نظرنا في العمق نجد أن ما يُدعى إليه ليس سوى مشاريع تقسّم اللبنانيين وتُضعِف الدولة، وتفتح الباب أمام مصالح صهيونية تسعى إلى النيل من سيادة الوطن واستقراره.

يثبت التاريخ الحديث بلا أي جدال فشل كل محاولات التقسيم، وسقوط خطط استنساخ كانتونات طائفية، وهو ما أسفر عن صراعات أهلية ودمار اجتماعي، فمنذ “حرب الآخرين على أرضنا” قبل وبعد 1975 وحتى اليوم، ما زلنا ندفع ثمن التفكّك الذي لم يكن يوماً حلّاً، بل كان في الأصل مصدر النزيف الوطني، المستمر، والذي ولّد انتماءات وولاءات للخارج من الأمريكي إلى الخليجي وحتى الغربي.

بالنهوض وليس التقسيم
اليوم، إعادة طرح فكرة “فيدرالية جبل لبنان” ليست مشروعاُ إصلاحيّاً أبداً، بل استعادة لخطاب قديم ثبت فشله على الأرض وفي وعي الشعب اللبناني. فعلى المستوى الاستراتيجي، هذه الدعوات تمنح خصوم لبنان الداخليين والخارجيين فرصة للنيل من وحدة الدولة واستقرارها.

لبنان الموحد والمستقر، بمؤسساته الوطنية وجغرافيا متماسكة، يشكّل حاجزاً أمام مشاريع إقليمية تهدف إلى استنزاف الدولة وتقليص قدرتها على القرار المستقل. وكل مَنْ يرفع شعار التقسيم اليوم، حتى إنْ ادّعى الإصلاح، يصبح أداة غير مباشرة لمصالح خارجية تسعى لتقويض وحدة الوطن.

مصير مُشترك!!
الحل الوطني الحقيقي لا يكون عبر أعلام جديدة أو خرائط وهمية، بل من خلال إصلاح الدولة ومؤسّساتها، وتعزيز الشفافية، ومكافحة الفساد، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والسلطة.

لبنان يحتاج إلى عقد وطني شامل يتّسع لجميع أبنائه، يحافظ على وحدته ويحوّل تعدديته إلى مصدر قوة، لا سبب للتفكك والتقسيم، لأنّ لبنان يبقى “وطناً سيّداً حرّاً ومستقلاً. عربي الهوية والانتماء. ووطن نهائي لجميع أبنائه”.. علمه الأحمر والأبيض يتوسّطه “أرز الرب”. ونشيده الوطني “كلّنا للوطن”.. لأنّ الانتماء للبنان ليس خياراً.. بل تاريخ وجغرافيا ومصير مُشترك.

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى