مقالات

مسرحية الصواريخ والمسيرات الإيرانية كوميدية ام تراجيدية ؟

سئم الشارع العربي بشكل خاص والإسلامي بشكل عام  من العربدة الإسرائيلية واعتداءاتها اللامتناهية على الدول المحيطة بها واكتفاء الدول المعتدى عليها بتقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي الذي يكتفي بإصدار بيانات اما يعبر فيها عن قلقه او يدعو الأطراف لضبط النفس واما الى اصدار بيان يذيل بعبارة سنحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين …

وهذه العربدة لم تتوقف يوما لا بل هي متمادية ومتفاقمة وما ان ترتكب اسرائيل جريمة حتى تمحوها بجريمة اكبر منها لأن قياداتها متفلتة من العقاب في ظل صمت أممي مريب .

وخشينا ان تحتفظ الجمهورية الإسلامية في ايران بأن تكتفي بإحتفاظها بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين او بتقديم شكوى لمجلس الأمن كسائر الشكاوى التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولكن لم ندرك ان الضربة الإيرانية للكيان العبري ستكون مدروسة بتأن ومحبوكة كحب السجادة العجمية وإننا اليوم نسخر ونهزأ من الذين اعتبروا هذه الضربة الموفقة مجرد مسرحية تمت بعلم الإدارة الأمريكية ، فنحن ندرك ان الضربة التي كانوا متيقنيين لحصولها وقد اعدوا العدة لمحاولة لجم اضرارها كانت ضربة موفقة ومسددة ، فالمسيرات والصواريخ الإيرانية التي انطلقت وغطت السماء حقق انجازات ميدانية وتقنية واستخباراتية عديدة قد يصعب علينا حتى الساعة حصرها بشكل مجمل :

١ _ الطائرات المسيرة والصواريخ تجاوزت سماء عدة دول وقد استعد لإسقاطها الجيوش الأمريكية والبريطانية والفرنسية والأردنية اضافة الى الجيش الإسرائيلي ورغم التقدم التكنولوجي الهائل الا ان المسيرات والصواريخ تابعت طريقها و وصلت الى سماء فلسطين المحتلة وضربت اهدافا مهمة و تكتمت اسرائيل عن الأضرار الجسدية والمادية التي نتجت عنها .

٢ _ الجندي الإيراني كان يقود المسيرة من مسافات بعيدة تتجاوز ال ٢٠٠٠ كلم ويتحكم بها ومسيرها ومصارها وكانت قبل انفجارها او تفجيرها تنقل له كما هائل من المعلومات والصور والخرائط العسكرية

٣ _ الصواريخ والمسيرات الإيرانية تكلفتها المادية بسيطة جدا مقارنة مع صواريخ الباتريوت ومقلاع داوود وانظمة القبة الحديدية الإعتراضية والتي قدرت خسائرها المادية بمليار و ٤٠٠ مليون دولار مقابل اقل بكثير من مليون دولار تكبدتها ايران كنفقات لهذه الصواريخ ولهذه المسيرات .

٤_ المسيرات لدى سلوكها الطريق الى اهدافها كشفت بنك اهداف مهم جدا فهي عرفت مخابئ الصواريخ الإعتراضية وغيرها من المراكز القتالية والتكنولوجية وما نقتله من معلومات خلال بضعة ساعات لا شك ستثتثمر في وقت لاحق تعادل قيمته الزمنية سنوات من العمل الإستخباراتي للوصول اليها .

٥ _ ايران حين ارسلت الطائرات المسيرة لم ترسلها جميعها لتصل الى اهدافها بل اشغلت وارهقت المنظومات الإعتراضية حتى بات هناك عجز في اعادة تلقيمها لتشارك في التصدي لهجمات جديدة محتملة .

٦_ المسيرات التي ارسلت من مسافات بعيدة اظهرت بوضوح حجم التقدم التكنولوجي الذي وصلت اليه ايران بحيث ان انظمة التشويش العالمية لم تؤثر على حركة انتقالها وعبورها اجواء فلسطين المحتلة .

مهما يكن من أمر فيسجل لإيران هذا السبق في تبديل قواعد اللعبة من الإحتفاظ بحق الرد الى ضربة مقابلها ضربة وان عدتم عدنا …

واسرائيل المذهولة من حجم الرد الإيراني حائرة في امرها فمع انها كانت تدرك ان الرد الإيراني حتمي و قادم لا محالة لم ينفعها علمها بالأمر من تفادي تذوق مرارة الهزيمة وهي واقعة ما بين الرد واللارد لأنها تدرك ان الرد سيقابله رد اقسى مما سبق وسيكون اكثر تدميرا لأنها لن تعلم بأوان حصوله ولن يكون بمسيرات وصواريخ قليلة التقنية بل سيكون ربما بصواريخ تحتاج لوصولها من ايران الى تل ابيب بضعة دقائق وعشرات من الثواني …

صدق من قال ان الصواريخ والمسيرات الإيرانية هي مسرحية ولكن حين نعلم ان كانت المسرحية بالنسبة له كوميديه سنعلم انه مقاوم ويسخر ويضحك من اسرائيل والدول التي اصطفت لحمايتها من هذه الصواريخ والمسيرات ، وان كانت بالنسبة له تراجيدية فحتما سيشاهد مسرحيات اخرى تجعل قلبه كمدا واكثر سوداوية على ربيبته العبرية.

موقع قلم حر

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى