مقالات

حركة امل ونشاطها العسكري جنوبا من اين التمويل ؟

من الأقانيم الثلاثة : النار والتراب والدم كانت انطلاقة حركة المحرومين افواج المقاومة اللبنانية امل التي اسسها الإمام الصدر للدفاع عن الجنوب واهل الجنوب وللدفاع عن الوطن اللبناني , وتحددت منهجيتها بثقافة حمل السلاح ( السلاح زينة الرجال ) الى ( من يحمل سلاحا دون فكر سيتحول يوما ما الى قاطع طريق ) , ومنذ انطلاقتها حرصت الحركة على استقلالية قرارها اللبناني المحض فلم ترتبط بتحالفات لا تنسجم مع المصلحة اللبنانية الصافية وان كانت في مرحلة بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان قد استمدت سلاحها من الشقيقة سوريا وعلى رأسها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ، وبعد تحرير اكثر المناطق اللبنانية من نير الإحتلال الإسرائيلي ومع جنوح الأخصام السياسييين في لبنان نحو الحل السلمي وبناء الدولة بعد اتفاق الطائف قامت حركة امل بتسليم سلاحها الثقيل الى الدولة اللبنانية وسلحت به الجيش اللبناني ، لأن الحركة لم تسع َ يوما من الأيام لتحل محل الدولة , وبعد ان كانت بمثابة العامود الفقري للمقاومة منذ العام 1982 وحتى العام 1991 ومع قيام الدولة بدأ دور الحركة العسكري يضعف نتيجة قلة الإمكانات ولكن مع محافظة على جهوزية عسكرية قتاليه الى جانب حزب الله حتى يوم التحرير الأكبر وسقوط منطقة الشريط الحدودي التي اقامتها اسرائيل وهروب جيش العميل لحد الى جانب اخر جندي اسرائيلي محتل .

ولأن الحركة لا تتلقى اي دعم خارجي من اي دولة اخرى سواء اكان مالا او سلاحا انصرفت الى العمل على تنمية المناطق الجنوبية والبقاعية التي تتواجد فيها وكل المناطق التي يمكنها مد يد العون لها وذلك عن طريق رئيسها رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري وعن طريق مجلس الجنوب , فلم يتبق قرية بدون مدارس وبدون مياه الشفة وبدون طرقات , ومن يغضبه القول فيلتوجه الى منطاق لبنانية اخرى ويجري مقارنة بسيطة  …وكما اسلفنا ورغم ضعف الإمكانات المادية كان على الحركة تأمين رواتب عائلات 7000 الاف شهيد  سقطوا لأجل لبنان اضافة الى مصاريف المؤسسات الحركية والمراكز الصحية التابعة لكشافة الرسالة الإسلامية …

حركة امل لم تتوقف مقاومتها فهي خلال حرب عام 2006 كانت كتفا الى كتف الى جانب الحزب طالما كانت ظروف المعركة تعطيها الفرصة للمشاركة خاصة اذا ما تطلبت المعركة سلاحا خفيفا او متوسطا في متناول اليد ، فعلى سبيل المثال الشهيد القائد هاني علوية الذي استشهد في معركة مارون الراس تمكن قبل استشهادة من منع احتلال مارون والزحف لإحتلال بنت جبيل .

في المعارك الأخيرة التي خاضتها المقاومة وعلى رأسها حزب الله لإلهاء الجيش الإسرائيلي واشغاله عن احتلال قطاع غزة ومع تصاعد وتيرة الحرب ضد لبنان لم تنأى حركة امل بنفسها عن المعركة بل نشرت قواتها العسكرية وضمن الإمكانيات المالية واللوجستية المتاحة امامها من الناقورة غربا وحتى المناطق المحاذية لجبل الشيخ شرقا ضمن القوات التي اطلق عليها قوات العباس انسجاما مع ميثاقها الذي افرد جزءا مهما منه لنصرة القضية الفلسطينية .

وقد صرح رئيس الحركة تصريحات علنية ان حركة امل هي جنبا الى جنب مع اخوتهم في حزب الله في مقاومة اسرائيل ولكن ضمن الإمكانيات العسكرية التي تمتلكها الحركة , وهي اشارة الى التفوق العسكري للحزب من حيث العديد والعتاد .وحتى ساعة كتابة هذه السطور سقط للحركة ثمانية شهداء ما عدا الجرحى الذين لم يتم الإعلان عنهم للضروارات الأمنية .

لا شك ان حركة امل شهدت فترة من التراخي نتيجة اخطاء ارتكبتها قيادات حركية اجبرت الكثير من قدامى الحركيين على النأي بأنفسهم عما يجري من فوضى ولكن هؤلاء القدامى وان غادر بعضهم الحركة تنظيما الا انه لا زال على اهبة الإستعداد للنزول الى ساحة المعركة ان تطلب الواجب القيام بذلك ، وان كان الكثير منهم لا يملك ثمن ربطة خبز فهم لا يزالون اوفياء للإمام المؤسس واوفياء لنهجه المقاوم ولقيادة الرئيس بري للحركة ، وان كانوا يسجلون الكثير من الملاحظات فهذه الملاحظات تسقط عندهم ان تهدد الوطن لخطر الإحتلال او ان تهدد الحركة ورايتها الخضراء اي ضيم او حيف .

وهؤلاء الحركيين القدامى وان كانوا نأوا بأنفسهم عن الساحات التنظيمية والعسكرية لكن كل واحد منهم شكل مدرسة يتتلمذ على يديها الجيل الصاعد على قاعدة ان النفعيين والمتسلقين واصحاب المصالح سيتساقطون الواحد تلو الآخر ويبقى في الحركة اهلها الحقيقيين الذين اختاروا الطريق الى الله من خلال خدمة الوطن والإنسان .

ومن الجدير ذكره علانية ودون اي مواربة ان الكثير من ابناء حركة امل في مختلف الجبهات سواء اكانت سياسية او عسكرية او اجتماعية لا يملكون حتى ثمن علبة الدخان وبالرغم من كل ذلك فهم مستعدون الى اقصى الحدود لتقديم اقصى التضحيات ولم ولن يبخلوا بتقديم الدماء لوطن لا يملكون فيه حتى متر ارض ليكون قبرا لهم.

لا شك ان الحركة ومن خلال ترهلها نتيجة اسداء المسؤولية في كثير من الأحيان الى غير اهلها شهدت نفورا من قواعدها الشعبية التي شعرت بالتهميش , ولكن مهما يكن من صعاب فهؤلاء المهمشون يؤمنون ان استمرارية الحركة  ضرورة وطنية وعروبية واسلامية وعامل حماية للجاليات اللبنانية في المغتربات لأن دول العالم المختلفة لم تنظر الى الحركة على انها حركة ارهابية وبالتالي هي تشكل غطاء للوجود الإسلامي الشيعي اللبناني في هذه الدول .

موقع قلم حر

 المستشار خليل الخليل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى