اسرائيل ستجتاح لبنان حتى صيدا تهويل ام حقيقة ؟ …

منذ يوم امس وبعض شبكات التواصل الإجتماعي تتكفل نيابة عن اسرائيل ببث الرعب بين المواطنيين اللبنانيين عامة والجنوبيين خاصة بخبر مفاده ان إسرائيل أبلغت فرنسا والولايات المتحدة أنها وافقت على خطط أعدها قادة الجيش الإستئناف الحرب , تشمل كخطوة أولية إجتياح لبنان وصولا لصيدا شمال نهر الليطاني , وتنفيذ ضربات جوية غير مسبوقة .. تل أبيب قالت أنها لن تتسامح مع بقاء حزب الله كقوة عسكرية كيفما كان حجمها .إسرائيل أبلغت الوسطاء أنها ستصعد من ضرباتها ضد حزب الله قبل إنقضاء المهلة الممنوحة للدولة اللبنانية للوفاء بالتزالمتها كما زعمت إسرائيل تطلب في رسالتها من الدولة اللبنانية وضع القيادة العسكرية لحزب الله تحت الإقامة الجبرية وعلى رأسهم خليل حرب وطلال حمية ..الخبر يبدو مهولا , ولكن التدقيق به يذهب بنا الى فرضية ان من نص الخبر ربما شارل جبور او ابراهيم الصقر او رامي نعيم ورماه على وسيلة تواصل مجهولة النسب وبدأت الشبكات تتناقله من كل حدب وصوب بدون اي مهنية او تدقيق …
كعادته موقع قلم حر يدقق بالخبر حتى يكون الخبر موثوقا , بحثتنا عن اصل الخبر على اي موقع اخباري معتبر فلم نعثر عليه .
تحليل موقع قلم حر :
الشرق والغرب انظارهم تتجه الى فرضية حرب تشنها اميركا على ايران , وهذه الحرب في تقديري لن تحصل ابدا , انما في حال فشل التفاهم حول بداية مفاوضات فأميركا ستجنح الى احداث اضطرابات داخلية داخل ايران نفسها , قد تكون طائفية او مناطقية او تحرك عملاء لها كمنظمة مجاهدي خلق او ربما تثير الأقاليم العربية او الكردية , اضافة الى التشدد في فرض حصار اقتصادي صعب يجبر الشعب الإيراني الى الخروج على نظام الحكم , ويصير الأمر مهيئا امام الإدارة الأمريكية لفرض شروطها على ايران .
في هذه المرحلة بالذات وفي ظل ترقب دولي لما تأول اليه الأمور لن تجد اسرائيل نفسها بحاجة الى اجتياح اي جزء من لبنان لأنها تدرك مخاطر اي اجتياح عليها , فهي تملك تجربة مهمة استمرت منذ العام 1982 وحتى العام 2000 تكبدت فيها خسائر فادحة على كافة المستويات : بشرية واقتصادية وسياسية …
هي حتما في ظل هذه المعايير الدولية السائدة تستطيع ان تتوغل في اكثر من منطقة سواء في سوريا او لبنان او ربما في سيناء المصرية او الضفة الشرقية الأردنية ولكنها بكل تأكيد عاجزة عن الثبات فيها نظرا لما ستتعرض له من مقاومات شعبية اثبتت جدواها اكثر من الجيوش الكلاسيكية .
فالمرحلة القادمة وبعد الإنتكاسة التي اصابت المقاومة في لبنان نظرا لتحول المقاومة الى جيش كلاسيكي باتت المقاومات الشعبية اكثر فعالية واكثر تأثيرا وستتلقى اسرائيل ضربات موجعة هي في الغنى عنها … لذلك انا شخصيا استبعد ما ورد في الخبر , فالمقاومة اليوم لا تقف مكتوفة اليدين الا لسبب واحد وهو ان البطش الإسرائيلي استهدف بيئة المقاومة وشعبها اكثر مما استهدف المقاومين , ولكن اذ كانت البيئة ستتعرض بسبب او بدون سبب للبطش الإسرائيلي فبالطبع لن تستمر ملتزمة بالوقوف خلف الدولة اللبنانية وستبادر الى الدفاع عن ارضها وشعبها وهي لن تحتاج هذه المرة الى سلاح ثقيل وصواريخ بعيد المدة بل ستحتاج الى سلاح خفيف ومتوسط لا زالت تمتلك منه ترسانة لا بأس بها …