العباسية نموجا الثنائي فشل في ضبط الإيقاع الإنتخابي .

مع ان المرحلة تتطلب الكثير من ضبط الإيقاع الإنتخابي لتنعكس الصورة فيسفساء مركبة جميلة في الداخل وتوحي بالقوة والوحدة للخارج , الا ان اللجان التي اعتمدها الثنائي الشيعي هذه المرة جاءت نتيجة جهودها مخيبة للآمال ، فلم تستطع ان تفرض معادلة : (الخشبة اذا ضمتها في اللائحة ستنجح ) .
وهذه المرة ليست المنافسة الإنتخابية بين بيئة الثنائي وعائلات واحزابا اخرى منارئة او مخاصمة او معادية , بل المنافسة بين ابناء البيئة البيئة والحزب الواحد ، وسيصعب على اللجان توصيف المتنافسين بين الموالي والمعارض وبين المؤيد والمناهض , ولن تستطيع حتى خلع اي صفة على اي منافس لا تنسجم مع ارض الواقع ، فكل المرشحين المناؤين للوائح الثنائي محبون ومؤيدون للمقاومة ولقادتها حتى النخاع الشوكي.
الإعتراض على اللوائح المعلبة التي سعت اللجان الحركية والحزبية الى فرضها وانزالها بالمظلة لتفوز بالتزكية ، هذه المرة لن تكون ولادتها سهلة ابدا انما ستتطلب في كثير من الأمكنة عمليات قيصرية مع ان البنج المسكن للألم ليس متوفرا بكثرة ، وفي امكنة ما ربما ستضطر الى اسقاط اجنتها ..
طريقة عمل اللجان أتت كمن يحارب ب( النقيفة ) في زمن التكنولوجيا فلم تستمزج آراء العائلات ولا الوجوه التي تشكل مفاتيح انتخابية ولا حتى اهل العقد والحل , ولم تقف على خاطرهم وهذا ما ترك تململا وغضبا ورفضا للقرار وربما رفضا حتى للتكليف الشرعي ، حيث ظهر في البلدة الواحدة لوائح متنافسة تحمل نفس الولاءات ونفس الأهداف وتعشق المقاومة وتعشق قادتها .
منذ البدايات أنا والكثيرين رفعنا الصوت ليس نكاية لا بحزب الله ولا بحركة أمل بل حرصا على التنظيمين وعلى مصالحهما وقوتهما ووحدتهما وقلنا ان الطريقة التي تتم فيها معالجة الموضوع الإنتخابي لا ترتقي الى مستوى المرحلة وليترك الخيار للجميع بالترشح دون تفرقة بينهم ولينجح من ينجح فهم لن يمطروا الا في ارض الثنائي ولن يلعبوا الا على ملعبه ولن يولوا غيره , ولكن التعاطي بكثير من الإستعلاء والإستخفاف وعدم قراءة المزاج الشعبي والتعاطي معه بديكتاتورية ادى الى هذه المنافسة الغير محبذة في وقت كل الأجهزة والإستخبارات العالمية تسلط انظارها نحو هذه البقعة من العالم .
اشرنا مرارا وتكرارا الى اننا في هذه المرحلة التاريخية بحاجة لمساعدات كثيرة من اجل اعادة اعمار ما خربته الحرب الهمجية وان الدول لن تمد يد العون الى بلديات غلافها الخارجي اخضر واصفر وليترك الخيار للناس بالترشح وتشكيل لوائحها ولكن على من تقرع مزاميرك يا داوود ؟!…
في بلدة عريقة كبلدة العباسية حددت اللجان مسبقا اسم العائلة التي سيكون رئيس البلدية العتيد منها وهي عائلة ال العجمي واحتدم الصراع بين ابناء العائلة الواحدة وانقسمت على نفسها وبدل ان تكون عائلة واحدة اصبحت عائلتان وقذفت هذه العائلة الكرة من ملعبها في وجه الثنائي وبدل ان يتنبه الى المعالجة على ارض الواقع هرب الى الأمام واصر على فتح باب الترشح مع احتفاظه المسبق على ( حق الفيتو) وبدأت تتبلور لائحة تمثله ( تنمية ووفاء ) ولكنها لا تمثل ارادة كل الناخبين فوقف في وجهها لائحة ( صوتك للعباسية ) بمبادرة من الدكتور طاهر فردون وهذه اللائحة هي جزء لا يتجزأ من نسيج المقاومة وتمثل كافة المشارب في العباسية …
لسلبية عمل ما انتجته لجان الثنائي الإنتخابية سمعت الكثير من المرشحين السابقين واللاحقين يقولون : الثنائي خسرنا سواء اربحنا ام خسرنا … فهل نتائج رياح التي زرعها الثنائي في كثير من البلدات ستنعكس عواصفا في حصاد الإنتخابات النيابية ؟
موقع قلم حر




