مقالات

هل ستشن اسرائيل حربا جديدة على لبنان بعد اتفاقية غزة ؟

لن تخوننا الذاكرة , فعلى اثر عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة المقاومة حماس والفصائل الفلسطينية , وبسبب الحرب المجنونة الإنتقامية التي شنتها اسرائيل على القطاع , رأت المقاومة الإسلامية في لبنان انه عليها ان تخفف من الضغط على الفلسطينيين ففتحت ما يسمى بحرب الإسناد والتي تطورت ووصلت الى حرب اولي البأس . وكلنا يدرك الويلات العظيمة التي جلبتها الحرب على الشعب اللبناني عامة والشعب الجنوبي والبقاعي خاصة والتي استمرت 66 يوما ضاق بها اللبنانيون ذرعا لعظيم ما ارتكب بحق المدنيين من مجازر وتدمير وتهجير والتي لم ينتهي زخمها الا بعد الوصول الى تفاهم لتطبيق القرار الدولي 1701 , حيث وقف حزب الله خلف الدولة اللبنانية وترك اليها مهمة حفظ الأرا

ضي اللبنانية وتحرير الأراضي المحتلة التي احتلتها اسرائيل وضمان اعادة الأسرى من السجون الإسرائيلية واعادة الإعمار للقرى والمدن المهدمة خاصة في المنطقة التي باتت تسمى الحافة الأمامية .

بعض الفئات اللبنانية نظرت الى نهاية الحرب على انها تمت بعد القضاء على حزب الله والمقاومة فجاهر بعضها علانية الى وجوب التطبيع مع اسرائيل , والى ضرورة تفكيك بنية الحزب العسكرية ومؤسساته الخدماتية تمهيدا للوصول الى اعلانه حزبا محظورا … وكان على الحزب ان يثبت للقاصي والداني على حد سواء انه لا زال موجودا وان انتكاسة حصلت به ولكنه لم يخسر الحرب , ولم يخرج من المعادلة فبعد اشهر من توقف الحرب ورغم المخاطر الشديدة حشد حشودا هائلة زادت عن مليون مشارك في تشييع الأمينين العامين للحزب الشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين . وكانت هذه اول اشارة الى الخصوم الداخليين والى الأعداء الخارجيين انه لا زال حزبا متمساكا لا يمكن تجاوزه في المعادلات الوطنية ولا في حتى المعادلات الخارجية …

صبر الحزب على الكثير من الإستهدافات التي اسقطت له مئات الشهداء بعد نهاية الحرب ولم يرد عليها ولو برصاصة واحدة ليس عن عجز ولكن تخفيفا من الأعباء التي تحملتها البيئة المقاومة , وحتى يعيد بناء بنيته التي تأثرت بالحرب وخاصة بعد عملية تفجير اجهزة البايجر التي قامت بها اسرائيل بحق نحو 3000 قيادي في الحزب من النخبة المتخصصين بالأعمال العسكرية واللوجتسية والخدماتية , وخلال هذه الفترة تمكن الحزب من اعادة ترميم بنيته الى اصيبت وتصدعت في بعض الأمكنة . ونستطيع ان نقول ان الحزب وصل حاليا الى مرحلة متقدمة و يمكن ان يخوض حربا جديدة يكون مؤثرا فيها فيما لو فرضت عليه من جديد .

منذ مدة قرر حزب الله المواجهة مع خصومه الداخليين فأثبت لهم انهم اعجز من منعه من القيام بأي نشاط مدني ضمن القوانين المرعية الإجراء وليس القوانيين المنفوض عنها التراب أسباب كيديه ونظم فعالية اضاءة صخرو الروشة بطريقة سلمية حضارية حيث لم يسجل ولو ضربة كف واحدة . ويوم امس وفي رساله جديدة الى الخصوم الداخليين والأعداء الخارجيين نظم نشاطا كشفيا في المدينة الرياضية شارك فيه حوالي 76 الف كشفي من كشافة الإمام المهدي رغم الوضع الأمني الهش ورغم الكثير من المخاطر والإعلان عن توقيف شبكة ارهابية متعاونة مع اسرائيل كانت تسعى للقيام بتفجيرات واستهدافات تطال المشاركين في الذكرى السنوية الأولى للشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد السيد هاشم صفي الدين .

بعد حرب غزة ونهايتها التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعلن الحزب تأييده لأي اتفاق تقرره قيادات المقاومة الفلسطينية والتي تحفظ دماء الشعب الفلسطيني وكذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية باركت للمقاومة الفلسطينية هذا الإتفاق واشار الرئيس الأمريكي الى ان ايران لم تعرقل الإتفاق وامتدحها لموقفها .

الحرب على قطاع غزة انتهت بضمانة الرئيس الأمريكي وبضمانة العديد من الدول الأوروبية والعربية , وهذا ما اكد عليه ترامب اليوم عدة مرات ان الحرب انتهت , ولذلك وبما ان الحزب دخل الحرب اساسا لنصرة اهل غزة ولمحاولة منع ابادتهم , وبما انه ارتضى للفلسطينيين ما ارتضوه هم لأنفسهم فالحزب لن يكون ملكيا اكثر من الملك , وما نراه اليوم من اعمال يقوم بها هو لتعزيز وتأكيد وضعه السياسي في الداخل اللبناني ولحفظ حقوق الطائفة الشيعية ولفرض اعادة الإعمار واعادة النازحين الى مدنهم وقراهم … منذ عدة ايام كنت في جلسة دردشة مع سياسي استطيع ان اقول انه مناوى للحزب وسألته عن رؤيته السياسية و احتمالية شن اسرائيل حربا جديدة على لبنان فكان جوابه نفيا , فهي لن تخوض حربا ولن تجتاح لبنان وصولا الى نهر الليطاني , وانه بعد الوصول الى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غزة , سيوضع لبنان دوليا على سكة معالجة وضعه بما يتوافق مع بناء الدولة , مضيفا انه وان كان يمانع التوصل الى اتفاقية تطبيع وسلام مع اسرائيل فهي لن تكون اتفاقية سلام بل استسلام وعلى الدولة اللبنانية موحدة ان تسعى لتطبيق اتفاقية هدنة عام 1948 بانتظار ما سيقرر العرب مجتمعين …

اذا بناء لما تقدم فإن احتمالية شن اسرائيل حربا على لبنان لا تزال ضعيفة ولكن يجب الحذر الدائم فهذا الكيان لا يمكن ان يأمن جانبه …

موقع قلم حر \ المستشار خليل الخليل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى