جنبلاط في خطر مواجهة اسرا-ئيل…هل يدعمه ح-ز-ب الله ؟

يحيرني وليد جنبلاط بتقلب مواقفه وبثباته في الأمور المصيرية ولا يمكنني في المواقف الصعبة الا ان استذكر ما قاله عنه الرئيس نبيه بري : وليد لا يضيع البوصلة …
لا شك ان هم وليد جنبلاط الأكبر هو حفظ طائفته بني معروف سواء في لبنان او سوريا او فلسطين ، وحفظ الدروز بالنسبة له قائم على ان يكونوا جزءا من مجتمعاتهم وبيئاتهم المحيطة ولا يكون لديهم مشاريعهم الخاصة .
الأيام والوقائع اثبتت ان حز-ب الله اخطأ في ما مضى بحقه عندما لم يتنبه لخصوصيته ولم يمنحه هامشا لحرية الحركة وفقا لمصلحته واعتباراته وقراءاته السياسية , فحاول اصطناع شخصيات درزية منحها ثوبا فضفاضا فاق احجامها الطبيعية وهذه الشخصيات لم تستطع ان تكون حولها حيثيات شعبية فبقي تمثيلها هزيلا اكثر من المتوقع .
والأزمات تكشف معادن الرجال فخلال الحرب الأخيرة شكل ابناء البيئة المقا-ومة ثقلا كبيرا على جنبلاط الذي سخر طاقاته وامكانياته للخدمة العامة ولم يتخذ الا كل موقف شريف ومؤيد للمقا-ومة ولحز-ب الله , فيما شهدنا تقلب الآخرين تقلبا مرعبا لم يكن احد يتوقعه .
اليوم وليد جنبلاط بمحاولته قطع الطريق على المشروع الإسرائيلي القاضي باقتطاع جزء من الأراضي السورية عبر فئة مضللة من الدروز الذين تريد اسرائيل ان تجعل منهم اكياس رمل لتنفيذ مشروعها بحجة حمايتهم في جرمانا والسويداء وغيرها من المناطق السورية انما يقطع الطريق على مشروع “معبر داوود” الذي تطمح الى انشائه في محاولة منها للوصول الى مناطق سيطرة الأكراد في سوريا و تركيا والعراق وايران لتزويدهم بالسلاح والذخيرة لإحداث اضطرابات أمنية في هذه الدول , اضافة الى عزل سوريا عن محيطها العربي وفرض حصار على العراق ومنعها من الوصول الى البحر المتوسط عبر سوريا ولبنان , ومن ثم تقسيمها الى كانتونات متصارعة فيما بينها .
هنا يستشعر جنبلاط الخطر على طائفته ويسعى الى ابعادها عن المشروع الصهيوني الذي لا يدرك احدا مدى خطورته والى اين تصل الأمور . ووليد جنبلاط في هذه الحالة وبتصديه للشيخ موفق طريف المتعاون مع المشروع الصهيوني انما يضع نفسه في مواجهة خطيرة مع هذا المشروع الإجرامي , لذلك طلب موعدا من الرئيس السوري الحالي احمد الشرع ليؤكد على عروبة الدروز في العالم العربي وفي سوريا تحديدا وهذه الخطوة التي يعتزم القيام بها ليست بدون تفاهمات درزية درزية بل حشد ويحشد مع كبار المشايخ الأجلاء في سوريا لإنجاح مبادرته فيما رأينا وسمعنا سياسي اغدق عليه حز-ب الله مساعداته يتفاخر بأن ( الطيرجية الدروز ) في الجيش الإسرائيلي سيقصفون احمد الشرع !…
حين دخل حز-ب الله للقتال في سوريا لم يدخل لمحاربة الشعب السوري وانما لمقاتلة التنظيمات الارهابية من نصرة ودا-عش والتي ارتكبت المجازر بحق السوريين بناء على دعوة وطلب من السلطات السورية الرسمية السابقة ، وبما ان الشعب السوري استبدل قيادته السياسية السابقة دون ان يدافع عنها بقيادات سياسية جديدة ارتضاها يجب ان تتبدل العلاقات ويسعى الفريقان الحزب والقيادة السورية الجديدة الى ايجاد قواسم مشتركة تجمع الطرفين ، وحسنا فعل الحزب بخروجه من سوريا ولم يعد مشاركا في حروبها الداخلية ،و طالما ان الحزب والسلطات السورية الجديدة لهما نفس العدو وهو دا-عش على اقل تقدير , هنا تقضي المصلحة الوطنية اللبنانية والقومية العربية والاسلامية ان يقف اللبنانيون المتمسكون بالهوية اللبنانية وبالجغرافية اللبنانية وخاصة حز-ب الله الى الوقوف خلف وليد جنبلاط لتمكينه من تعطيل مشروع معبر داوود الصهيوني .
فهل سيقود وليد جنبلاط سفينة وساطة ارساء تفاهمات جديدة بين حز-ب الله ونظام الحكم الجديد في سوريا ؟
موقع قلم حر
