مقالات

هل اخطأ ح.ز.ب الله حين دخل حرب الإسناد لغزة ؟

لا عاقل على ظهر هذه البسيطة يفضل الحرب على السلم لأن السلم هي فطرة انسانية ، ولكن هذه الفطرة تتلوث أحيانا كثيرة وتتحول الى عدوان .

من يعيش في لبنان في ظل طبيعته الخلابة سيعشق الهدؤ ويبتعد عن الضجيج الا ان هذه الطبيعة كانت وبالا كبيرا عليه منذ فجر التاريخ فجعلته عرضة للأطماع والغزوات والإحتلالات ، واليوم وبعد اتفاقية سايكس بيكو وتقسيم المنطقة الى دول واصطناع الحدود فيما بينها وبعد قيام بريطانيا المنتدبة على فلسطين بزرع الكيان العبري على أثر وعد بلفور المشؤوم وتهجير الشعب الفلسطيني لم يكن لبنان بمنأى عن تطورات الأحداث التي تعصف في المنطقة ، فاحتلت جزءا من اراضيه كالقرى السبع والتي الحقت بشكل نهائي بفلسطين المحتلة اضافة الى احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وما تلاها من غزوات اسرائيلية كان اخرها عام ١٩٨٢ والتي انتهت بدحر الإحتلال عام ٢٠٠٠ مع بقاء مشكلة مزارع شبعا ونقاط حدودية متنازع عليها ، والتي لم يتم التفاهم عليها اسوة بترسيم الحدود البحرية على أثر المفاوضات التي قامت بين لبنان واسرائيل برعاية اميريكية قادها الوسيط الأمريكي اليهودي آموس هوكشتاين.

ولا شك ان عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقا.ومة الفلسطينية في قطاع غزة بتاريخ ٧ اكتوبر عام ٢٠٢٣ القت بظلالها على الساحة اللبنانية على اساس وحدة الساحات ووحدة الجبهات لمحور المق.اومة وبات لبنان رغم الإنقسام الداخلي في عين العاصفة المفتوحة على كل الإحتمالات .

امام ضعف الدولة اللبنانية المركزية وعدم القدرة على تسليح القوات المسلحة اللبنانية النظامية وحتى العجز عن دفع رواتبها ومستحقاتها المالية كان لابد من تحمل المسؤولية الدفاعية من قبل فصائل مسلحة لبنانية وفي مقدمتها ح.ز.ب الله الأمر الذي عزز انقساما سياسيا داخليا حول خطأ فتح جبهة الجنوب اسنادا لغزة وضرورة النأي عن الحرب وتجنيب لبنان واللبنانيين ويلاتها ..

وهنا لا يمكن تجاهل ان اغلبية اللبنانيين وحتى المنضوين والمناصرين لمحور المقا.ومة لا يحبذون الحرب مع اسرائيل الا في ظل استراتيجية قومية عربية تخوضها الجيوش العربية مجتمعة وهذا ما هو ليس متوفرا في الوقت الحالي وربما الى امد بعيد . ولكن دخول حرب الإسناد له مفاعيله الإيجابية على الساحة اللبنانية عامة والساحة الجنوبية خاصة رغم كل ما يترتب عن هذه الحرب من ويلات ومآسي من خراب ودمار وسقوط ضحايا ودماء ونزوح وتعطيل للحركة الإقتصادية ..وايجابيات المشاركة بالحرب وفق قواعد اشتباك منضبطة هي حماية لبنان من الغطرسة الإسرائيلية ومن التنظيمات الإرهابية التي تدار بالريموت كونترول من اسرائيل او من اميركا ، اضافة الى الرؤوس الحامية التي تريد تسجيل مواقف وتؤجر البندقية لأهداف دنيئة ، وفوق كل ذلك لايمكن الا التنبه من ردات الفعل الحماسية و الغير مدروسة التي يمكن ان يقوم بها تنظيمات او جماعات وحتى افراد اصحاب نوايا حسنة بحيث يقدمون على ردات فعل كإطلاق صواريخ من هنا ومن هناك وربما من بين البيوت الآمنة ومن داخل القرى والمدن القريبة او البعيدة عن خطوط التماس فيعطون ذريعة للكيان العبري لإرتكاب مجازر بحق الآمنين .

ويجب ان لا يغيب عن بالنا التهم الداعش_صهيونية الجاهزة والمعلبة في تل ابيب وفي عواصم التطبيع العربية التي سرعان ما تروج لمقولة ان الشيعة وتنظيماتهم يشكلون حدودا آمنة لإسرائيل التي تبيد اهل السنة وما يترتب على ذلك من موجات غضب تكفيرية من منظمات ايدلوجايتها تقوم على تكفير هذه الطائفة واعتبار ان اليهود افضل منها ، مع ان هذه التنظيمات لم يدون في سجلها ولو عملية واحدة ضد اسرائيل .

لا شك ان الحرب كلفتها عالية ولكن من ضمن استراتيجيات تدرس في الكليات العسكرية هناك نظرية تقول ان افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.

موقع قلم حر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى