من هو المناضل جورج عبد الله ولماذا اعتقل في فرنسا ؟

المناضل جورج عبد الله وُلد في 2 نيسان عام 1951 في قرية القبيات ، قضاء عكار، نشأ في عائلة مسيحية مارونية، وانخرط مبكرًا في النشاط السياسي اليساري والقومي.
انضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وشارك في تأسيس “الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية”، وهي حركة ماركسية‑لينينية معارضة للإمبريالية والصهيونية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.
أُلقي القبض عليه في فرنسا عام 1984 بتهمة التورط في اغتيال دبلوماسي إسرائيلي (ياكوف بارسيمينتوف) والملازم الأمريكي تشارلز راي عام 1982. حُكم عليه بالسجن المؤبد في عام 1987.
أصبح لديه الحق في الإفراج المشروط منذ عام 1999، لكن طلباته المتكررة كانت تُرفض، بسبب ضغوط سياسية من الولايات المتحدة وإسرائيل.
في 15 نوفمبر 2024، قضت محكمة فرنسية بالإفراج عنه بكفالة شرط ألا يعود إلى فرنسا. في 17 يوليو 2025، أُطلق سراحه فعلاً وتم نقلّه إلى لبنان.
في 25 تموز 2025 وصل جورج إبراهيم عبد الله إلى بيروت عبر طائرة من فرنسا، حيث كان في استقباله مئات المواطنين ونواب البرلمان، وسط أجواء شعبية حاشدة.

أعرب عند وصوله عن التزامه بخيار المقاومة، مشيرًا إلى أن “صمود الأسرى” يعتمد على الدعم من الخارج، مؤكدًا: “مقاومتنا ليست ضعيفة بل متجذرة”.
كما دعا إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن “من المعيب تكبير صمت العرب أمام معاناة أطفال فلسطين”.
تم إطلاق تصريحه من مسقط رأسه في القبيات، حيث دعت وطنيًا إلى التمسك بوحدة لبنان بكل مكوناته.
جورج إبراهيم عبد الله هو ناشط لبناني يساري معروف بدفاعه عن القضية الفلسطينية وبإيمانه بخيار المقاومة كأداة للتحرير.
سجنه في فرنسا استمر لأكثر من 40 عامًا، مما جعله أطول سجين سياسي في أوروبا.
إفراجه في 2025 بعد قرار قضائي مثّلت حدثًا رمزيًا وشعبيًا في لبنان، تعبيرًا عن تمسك بقدسية النضال والقضية.
إليك تفاصيل اغتيال الدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمينتوف والملازم الأمريكي تشارلز راي في باريس عام 1982، وهي الحوادث التي نُسبت إلى الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، والتي اعتُبر جورج إبراهيم عبد الله من مؤسسيها، وكان يُشتبه بتورطه في هذه العمليات:

🧨 اغتيال الملازم الأمريكي تشارلز راي – يناير 1982
- التاريخ: 18 يناير 1982
- المكان: شارع “فوبيور سان أونوريه” الراقي في باريس
- الهدف: الملازم أول تشارلز راي (Charles Robert Ray)، أحد مساعدي الملحق العسكري الأمريكي في السفارة الأمريكية بفرنسا.
تفاصيل العملية:
- بينما كان راي يخرج من منزله متجهاً إلى عمله، اقترب منه شخص يرتدي معطفاً طويلًا.
- أطلق عليه النار من مسدس مزود بكاتم للصوت، وأصابه في رأسه، مما أدى إلى وفاته على الفور.
- العملية نُفّذت بسرعة واحتراف، مما صعّب تعقّب الفاعل.
- أعلنت مجموعة تُدعى “الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية” (FARL) مسؤوليتها عن العملية.
🧨 اغتيال الدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمينتوف – أبريل 1982
- التاريخ: 3 أبريل 1982
- المكان: الدائرة 16 من باريس (حي راقٍ)
- الهدف: ياكوف بارسيمينتوف (Yacov Barsimentov)، السكرتير الثاني في السفارة الإسرائيلية لدى باريس، ويُعتقد أنه كان ضابط مخابرات يعمل لصالح الموساد.
تفاصيل العملية:
- أثناء وجود بارسيمينتوف قرب منزله، تم إطلاق النار عليه من مسافة قريبة.
- نُفذت العملية بنفس الطريقة الاحترافية، بسلاح مزود بكاتم للصوت.
- الفاعل لاذ بالفرار ولم تتمكن الشرطة الفرنسية من توقيفه حينها.
- الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية أعلنت مجددًا مسؤوليتها عن الهجوم، معتبرة أنه “رد على الجرائم الإسرائيلية في لبنان وفلسطين”.
الخلفية السياسية
- هذه العمليات جاءت في ذروة التوتر في لبنان، قبل الاجتياح الإسرائيلي لبيروت صيف 1982.
- الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية كانت تتبنى خطابًا مناهضًا للإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية، وتعتبر وجود عملاء لهذه الدول على الأراضي الأوروبية “أهدافًا مشروعة”.
- فرنسا آنذاك شهدت عدة عمليات مشابهة نُسبت إلى منظمات يسارية وثورية مثل:
- منظمة الجيش الأحمر الياباني
- منظمة بادر ماينهوف الألمانية
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – العمليات الخارجية
المحاكمة ودور جورج عبد الله
- تم القبض على جورج إبراهيم عبد الله في عام 1984 في مدينة ليون الفرنسية، بعد العثور في حوزته على أوراق مزورة وسلاح.
- خلال التحقيقات، قالت السلطات الفرنسية إنها عثرت على مستندات تثبت ارتباطه بفصائل مسلحة نفذت عمليتي باريس.
- في عام 1987، أُدين بالمشاركة في التخطيط والمساعدة على تنفيذ تلك العمليات، رغم أنه لم يُثبت أنه الشخص الذي ضغط الزناد.
- حكم عليه بالسجن المؤبد، مع حد أدنى لا يقل عن 15 عامًا.
الجهة المنفذة: الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية (FARL)
- تأسست هذه المجموعة في نهاية السبعينات – بداية الثمانينات، على يد مناضلين يساريين لبنانيين وعرب، بينهم جورج إبراهيم عبد الله.
- كانت تُصنّف نفسها ضمن “التيار الثوري الأممي المناهض للإمبريالية”، وتتبع فكريًا الماركسية اللينينية.
- أهدافها:
- مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولبنان.
- مواجهة النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.
- “معاقبة” من تعتبرهم أدوات الاستعمار، ولو على الأراضي الأوروبية.
عملياتها البارزة:
- اغتيال تشارلز راي – باريس، يناير 1982.
- اغتيال ياكوف بارسيمينتوف – باريس، أبريل 1982.
- محاولة تفجير مكاتب ومصالح أمريكية وفرنسية في أوروبا.




