اخطأ ح-ز-ب \ الله , و الجمهورية بطيخية .

المتعارف عليه انه في كل بلاد العالم جيوشها تتقدم شعوبها لتحرير أراضيها من المحتلين , ولعل الحالة الشاذة الوحيدة هي لبنان , لا تشكيكا بالجيش فهو جيش وطني بإمتياز , ولكن امكانته التسليحية لا تسمح له القيام بهذه المهمة . تداركا لهذا الضعف تنبهت الحكومات المتعاقبة على ان من يحمي لبنان هي المعادلة الذهبية ( الجيش والشعب والم-قا-ومة ) , ولكن الإنقسام اللبناني بعد القرار 1559 الذي نتج عنه اغتيال رمزا من رموز قيامة لبنان الجديدة والعراب السياسي لإنتصارات الم-قاو-مة الشهيد الشيخ رفيق الحريري , وما تلى الإغتيال من تداعيات من ضمنها خروج الجيش السوري من لبنان وهو الجيش الذي اتى به اليمين المسيحي المتمثل بحزبي الكتائب اللبنانية والوطنيين الأحرار لحماية المناطق المسيحية من التدخل الفلسطيني واليسار اللبناني , ثم انقلابهم عليه والتجاءهم لتلقي الدعم من اسرائيل ( وهذه ليست تهمة عبثية انما هي اقرار تاريخي من هذا اليمين ) وبخروج السوريين وخروج سمير جعجع من سجنه بعفو عام وانقسام اللبنانيين الى فريقين فريق 8 آذار وفريق 14 آذار انقسم التأييد لشعار الجيش والشعب والمق-او-مة وبات هذا الشعار يذكر في البيانات الوزارية بشكل موارب .
خاضت الم-قاو-مة حرب تموز عام 2006 لتحرير الأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيلية وحمل جماعة 14 آذار اسباب الدمار الهائل الذي نتج عن الحرب للم-قاو-مة , وارتفع الصوت ضدها , حتى ان رئيس الجمهورية الأسبق ميشال سليمان الذي اتى بتأييد ودعم من الم.قاو.مة وحلفها السياسي وبعد انتهاء ولايته الرئاسية صرح علانية معتبرا ان معادلة الجيش والشعب والم-قاو- مة هي معادلة خشبية .
على اثر عملية طو.فان الأقصى التي قامت بها حركة الم.قاو.مة الفلسطينية في 7 تشرين اول 2024 احرجت الم.قاو.مة اللبنانية امام هول المجازر التي ترتكب بحق الشيوخ والنساء والأطفال , والتدمير الممنهج الذي قامت به اسرائيل للمستشفيات والمدارس ودور العبادة وكل مقاومات الحياة … فاضطرت انسانيا و في محاولة لتخفيف الضغط عن الشعب الفلسطيني للقيام بحرب الإسناد ولكن هذه الحرب انتهت بكارثة على لبنان واللبنانيين كان من ابرز وجوهها الدمار الهائل الذي اصاب مناطق بيئة الم.قاو.مة وارتقاء الاف الشهداء واصابات الاف الجرحى واغتيال الأمين العام لح.ز.ب الله الشهيد السيد ح.س.ن ن.ص.ر الله وعشرات القياديين في الم.قاو.مة من الصف الأول .
توقفت الحرب بعد مفاوضات شاقة قادها الرئيس نبيه بري , وكان همه الأول انقاذ ما يمكن انقاذه من حرب اممية مجنونة شاركت فيها دول عظمى الى جانب اسرائيل , فيما تخلى عن لبنان من تخلى ممن كان يفترض ان يقفوا الى جانبه حتى الرمق الأخير . وكان من ضمن بنود الإتفاق بند مهلة ال 60 يوما لتنسحب اسرائيل من المناطق الجنوبية التي دخلت اليها , وبالمقابل تلتزم الم.قاو.مة بعدم القيام بأي عمل عسكري ضد قوات الإحتلال , ولكن هذا الإتفاق الذي رعته اميركا وفرنسا شكل تغطية للإحتلال للدخول الى مناطق حرة لم يستطع دخولها اثناء الحرب وعاث فيها فسادا وتخريبا وتدميرا .
كان اكبر خرق لبنود الإتفاق ان المحتل الإسرائيلي مدد مهلة ال 60 يوما لإحتلاله , الأمر الذي اغضب الجنوبيين ودفعهم للتوجه باللحم الحي نحو بلداتهم ليدخلوها رغم التحذيرات الإسرائيلية والأممية , الأمر الذي لم يعبأوا به وكانت النتيجة ان تحرر العديد من القرى المحتلة وارتقى العديد من الش.هداء وسقط الكثير من الجرحى , والمتابع لهذه التحركات واثرها على الداخل اللبناني يشعر ان المعارضة الحالية المتمثلة بحزب القوات اللبنانية والكتائب وما يسمى النواب التغييريين الذين اتوا على اكتاف ثوار 17 تشرين ومن يدور في فلك هذه الجماعات من بقايا ما يسمى 14 آذار مزعوجين جدا من هذه التحركات التحريرية وكأنهم يطالبون الإسرائيلي بوجوب الإستمرار في احتلاله لهذه الأراضي الجنوبية التي هي جزء لا يتجزأ من الجمهورية اللبنانية و التي يبدو وكأن هذا الفريق لا يريدها جمهورية لبنانية بل جمهورية بطيخية .
لا يلام الناس وهم يحملون اعلامهم وراياتهم الحزبية حين عودتهم الى قراهم رغم انف المحتل , فهذه الناس مستفزة لأن الكثيرين من شركاءهم في الوطن شامتون بهم ويحطون من قدر شهدائهم وجرحاهم ويستخفون بتضحياتهم و يشعرون وكأنهم متروكين لقدرهم .
لكن يجب ان لا نتصرف وكأننا نقوم بردة فعل ترتد سلبا علينا كلبنانيين احرار , موضوعين تحت مجهر العاصفة الأممية الساعية الى تحطيمنا , والتي من باب وجوه الحرب علينا تصويرنا وكأننا لسنا لبنانيين واننا ندار بالريموت كونترول من خارج الحدود , ولربما كان الأفضل لح.ز.ب الله لو انه لم يعقد لقاء اعلاميا في بلدة شمع , بل كان عليه ان يتوجه باللوم عبر اعلاميه وسياسييه لكل معارضي الم.قاو.مة قبل هذا اللقاء , ويدعوهم للتوجه الى الجنوب للوقوف الى جانب الجيش اللبناني لتحرير الأراضي اللبناني المحتلة و تحت العلم اللبناني , ويضع هذا الفريق في موقف المحرج امام سيادتيه التى هي مجرد شعارات ممجوجة لا تسمن ولا تغني من جوع , لعل هذا الفريق المدعي السيادة الوهمية يشعر بالإحراج حين يرى الجيش اللبناني المسلح ببندقية مطلوب منه ان يحمي الوطن من عدو مدجج بأحداث المعدات القتالية …
يبقى ان اهل الجنوب سيبقون رغم الضيم متمسكون بالجمهورية اللبنانية ولا تعنيهم الجمهورية البيطيخية التي يريدها بعض اللبنانيين .
موقع قلم حر
ية