أخبار دولية

مفاوضات أمريكية_إيرانية ام بداية حرب .. اين لبنان منها ؟

في عهد الرئيس الأمريكي باراك اوباما بتاريخ 4 نيسان 2015 وبعد مفاوضات ماراثونية دامت 18 شهرا وقع ممثلو مجموعة “5+1” المكونة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا) في لوزان بسويسرا على اتفاق نووي مع إيران .

وافقت إيران بموجب هذاالاتفاق على قبول القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم وتخزينه وإغلاق في عدة مواقع نووية، والسماح بزيارات المفتشين الدوليين لها.

في المقابل، يتم رفع العقوبات المالية والاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من المؤسسات الدولية على شركات وهيئات إيرانية منذ أكثر من عقد.

صدّق مجلس الأمن الدولي في 20 تموز 2015 على الاتفاق في قرار حمل رقم 2231، موكلا أمر التحقق من امتثال إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

دخل الاتفاق حيز التنفيذ مطلع عام 2016، فرفعت العديد من العقوبات المالية الدولية المفروضة على إيران، لكن الموقف ما لبث أن تدهور بنهاية عام 2017 مع انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية خلفا للديمقراطي باراك أوباما، و انقلبت الولايات المتحدة الأميركية رسميا على الاتفاق، وأعلن ترامب انسحاب بلاده منه وأعاد فرض العقوبات على إيران.وردا على ذلك بدأت إيران بتخصيب اليورانيوم فوق المستويات المسموح بها بموجب الاتفاق، وقلصت تعاونها مع المفتشين الدوليين.

رغم المفاوضات على برنامج ايران النووي في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن الا ن النتيجة لم تكن ايجابية

في مطلع شهر كانون الثاني الماضي وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مذكرة حول استعادة سياسة الضغوط القصوى على ايران ,  والتي تشمل محاولات لخفض صادراتها النفطية إلى الصفر بغية منعها من امتلاك سلاح نووي.

في اوخر الشهر ذاته قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده لا ترى أي فرصة لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة طالما استمرت واشنطن في التحدث بلغة التهديد والضغوط. .

أفادت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية مساء يوم الأحد الماضي، بأن محمد جواد ظريف قدم استقالته من منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية. وقد تبين انه الزم بتقديم الإستقالة ولم يقدمها طواعية ,وأشارت “فارس” إلى أن حضور ظريف في تشكيلة الحكومة كان غير قانوني وفقا لقانون المناصب الحساسة، لأن اثنين من أولاده يحملان الجنسية الأمريكية. وفي القانون الإيراني، لا يحق لأي مسؤول يشغل مناصب حساسة، هو أو أولاده أو زوجته، أن يحملوا جنسية غير الجنسية الإيرانية.

يوم الخميس الماضي كشف ترامب انه ارسل رسالة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي اعرب فيها عن رغبته بالتفاوض مع ايران حول ملفها النووي .

وأضاف: “يجب أن يتم فعل شيء ما بشأن إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي، ولهذا السبب أفضل التوصل إلى اتفاق معهم وأرسلت رسالة إلى خامنئي أمس .

موقف السيد علي خامنئي كان متقدما اذا قال : إن التجربة أثبتت أن إجراء محادثات مع الولايات المتحدة خطوة “ليست ذكية أو حكيمة أو مشرفة”.وأوضح خامنئي أن التفاوض مع واشنطن لن يؤثر على حل المشكلات في إيران، مضيفا “قدمنا تنازلات سخية في الاتفاق النووي لكن الأمريكيين لم يلتزموا به وألغاه الرئيس دونالد ترامب”..

ويوم السبت الماضي في 7 من الشهر الجاري و لدى استقباله رؤساء السلطات الثلاث وجمعا من كبار مسؤولي الدولة قال السيد الخامنئي : أن إصرار بعض الحكومات المتغطرسة على المحادثات لا يهدف إلى تسوية القضايا بل من أجل التأمر وإملاء وفرض توقعاتهم.

واضاف السيد الخامنئي بأن ازدواجية المعايير في الغرب تفضح حقيقة الحضارة الغربية، والمثال على هذه المعايير المزدوجة هو الزعم بالتدفق الحر للمعلومات.

وقال متسائلا: “هل بمقدوركم في الفضاء الافتراضي المتعلق بالغرب، الاتيان على اسم الحاج قاسم سليماني والسيد حسن نصر الله والشهيد هنية وإنكار الحوادث المزعومة لألمانيا هتلر تجاه اليهود؟”، مضيفا: “هذه هي حرية تداول المعلومات لديهم! هذه الحضارة اليوم كشفت عن حقيقتها وباطنها”.

وتابع قائلا: “مزاعم الأوروبيين بأن إيران لم تلتزم بتعهداتها هي مجرد ادعاءات جائرة فالوقاحة أيضا لها حدود! أنتم تقولون إن إيران لم تف بالتزاماتها النووية لكن هل التزمتم أنتم بتعهداتكم؟ لم تفعلوا ذلك منذ البداية وعندما انسحبت أمريكا وعدتم بالتعويض ثم خالفتم وعودكم، وبعدها أطلقتم وعودا أخرى ونقضتموها مجددا”.

ووجه المرشد الأعلى الإيراني كلامه إلى الأوروبيين قائلا: “إن لجحود الجميل، حدودا”.

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اكد التزامه بتوجيهات المرشد الأعلى بعدم الدخول في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة تحت الضغط، مشددا على أن طهران تمتلك خططا لتجاوز الحصار والعقوبات. و خلال كلمة له أمام البرلمان الإيراني: “نحن في حالة حرب شاملة مع العدو ويجب أن نستعد لذلك بدلا من إلقاء اللوم بعضنا على بعض.. العدو يضيق الحصار والعقوبات علينا ولدينا برامج للخروج من هذا الوضع”.

وأضاف: “كنت اعتقد أن الحوار مع الولايات المتحدة قد يكون الخيار الافضل، لكننا سنلتزم بتوجيهات المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، برفض أي حوار مع واشنطن تحت الضغط”.

بدوره قال الرئيس ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية : واشنطن تدرس طريقين محتملين لحل القضية النووية الإيرانية. إما العسكرية أو الاتفاق، وأفضل أن يكون هناك اتفاق لأنني لا أريد أن أؤذي إيران. يمكننا أن نبرم صفقة ستكون بنفس الجودة كما لو فزنا عسكريا. لكن الوقت يقترب، سيحدث شيء ما بطريقة أو بأخرى؟”.

وأضاف أن البعض في واشنطن قد يتفق مع نهجه، لكنه أكد أنه يسعى إلى حل دبلوماسي.

وقال ترامب في وقت سابق مرارا إن إدارته تسعى إلى التوصل إلى “اتفاق قوي” مع طهران لضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية.

وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، قال: إن الولايات المتحدة “ستمارس حملة أقصى الضغوط بفرض عقوبات على إيران لتدمير صادراتها النفطية والضغط على عملتها”. واضاف : “جعل إيران تفلس مرة أخرى سيمثل بداية لسياستنا المعدلة في فرض العقوبات” و “سنغلق قطاع النفط في إيران وسنمنعها من تصنيع المسيرات” .

امام سياسات شد الحبال المتبعة بين ايران واميركا هل سيكون لبنان بمنأى عنها , ام ان هناك فواتيرا اضافية يتوجب دفعها امام الضغوطات الأمريكية على العهد الجديد من اجل الإمعان في حصار الطائفة الشيعية و ممارسة المزيد من الضغوطات الإقتصادية والأمنية عليها ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى