مقالات

على الثنائي الشيعي تنظيم وجود السلاح لا تسليمه .

لبنان كان ومازال وسيبقى يدفع ثمن انتصار عام 2000 وانسحاب جيش الإحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان تحت وطأة ضربات المقاومة اللبنانية والإسلامية دون قيد او شرط .

ومنذ ذلك التاريخ وتسعى اسرائيل لشيطنة حزب الله العامود الفقري للمقاومة في تلك المرحلة , فنجحت دوليا بوضعه في لائحة الإرهاب , والمشاريع المشبوهة التي استهدفت سوريا عززت هذه التهمة .

وان كان الحزب استعد منذ حرب تموز العام 2006 لمواجهة مع اسرائيل الا ان اسرائيل نفسها استعدت اكثر منها للمواجهة الحتمية معه سواء اكان خاض حرب الإسناد في 8 اوكتوبر عام 2024 ام لم يخضها , والدليل النتائج الكارثية التي عصفت بالحزب واغتيال قيادته السياسية وقيادييه الميدانيين .

وللأسف تماهى جزء كبير من النسيج اللبناني مع الدعاية الإسرائيلية فباتوا جهارا يصرحون ويتحدثون عن ارهاب حزب الله او ارهاب الدويلة وحزب ولاية الفقيه سواء على المستوى السياسي او القواعد الشعبية , وقد تصدرهم في معاداة حزب الله حزب القوات اللبنانية وعلى رأسها الدكتور سمير جعجع .

وبالرغم مما آلت اليه الأمور على صعيد حزب الله او على صعيد الجنوب والبقاع اللبناني وتضرر البيئة الشيعية نرى حزب القوات اللبنانية لا يزالون ينكأون بجراح الطائفة المجروحة ويرفضون التعاطي مع الأمر الواقع بواقعية . وكأنهم لا يعلمون ان كثرة الضغط تولد الإنفجار وان هذا الإنفجار لو قدر الله وحصل سيكون هناك حممات من الدم من قتال وتهجير متبادل لأن شعار العيش المشترك لن يصمد وسيزول وسيتحول لبنان الى كانتونات متصارعة متناحرة ولن يكون الرابح من هذا الخراب سوى اسرائيل .

بالرغم من المجازر الطائفية التي ارتكبت في سوريا بحق العلويين والشيعة والمسيحيين وعجز دولة احمد الشرع عن حماية المواطنين السوريين نرى حزب القوات اللبنانية يسارع الخطى لتنفيذ مطالب اسرائيلية وهي تسليم السلاح للدولة . وهذا الشعار الذي تطرحه القوات اللبنانية جميل جدا ويمكن ان يتحقق لو ان الدولة اللبنانية قوية وقادرة على رد الإعتداءات , فإسرائيل يمكن التفاوض الدبلوماسي معها عن طريق الأمم المتحدة ويمكن استغلال الثقل اللبناني السياسي في فرض ارادة اللبنانيين , ولكن ما لا يمكن ان تحله المفاوضات الدبلوماسية هي قضية الخطر الحتمي القادم من المنظمات السورية المتطرفة التي لا يستطيع نظام احمد الشرع احتوائها او التخفيف من وطأتها. ويمكن له بعد ارتكاب مجازر ان يقدم الإعتذار تلو الإعتذار ويمكن للجان تقصي الحقائق الأممية ان تنظم تقريرها عن مذابح ارتكتب بحق اللبنانيين العلوية والشيعة وحتى المسيحيين وفي نهاية التقرير يطلبون من الشرع بذل جهوده لوقف العنف .

الطائفة الشيعية تشعر بالخطر المحدق بها من كل حدب وصوب وجولة على وسائل التواصل الإجتماعية تعكس صورة مصغرة عن التحريض والكراهية والدعوات لأخذ الثأر ليس من حزب الله فحسب بل من كل الشيعة الذين يعتبرونهم كفارا ومرتدين ويستحقون الذبح والإغتصاب والسبي !

سورية الدولة حاليا ليست موجودة والمحرضين السوريين على وسائل التواصل وغير وسائل التواصل لا يدركون مدى خطورة ردة الفعل على مليوني نازح سوري في لبنان .

تسليم سلاح المقاومة صار بنظر اغلب الطائفة الشيعية باستثناء شيعة السفارات جريمة وخيانة لا تغتفر , لأن هذه السلاح وحده الكفيل في ظل غياب فعلي لمقدرات الدولة اللبنانية من التصدي القادر على منع التطبيع والتقسيم والتوطين , ووحده القادر على حماية ابناء الطائفة من السبي والذبح وقادر على حماية كل اللبنانيين المسيحي والسني والدرزي والعلوي . ولكن يجب ان لا يبقى سلاح فوضوي وعبثي يطلق النار في المناسبات وفي غير المناسبات والمطلوب اليوم من الثنائي الشيعي تنظيم هذا السلاح وليس تسليمه , وتحويل السلاح العبثي الوفوضي الى سلاح مقاوم .لأن السلاح المشار اليه آذى ابناء الطائفة الشيعية قبل ان يؤذي غيرهم , وهو في كثير من الأحيان لم يكن دليلا على الرقي والتمدن ولم يحفظ السلم الأهلي والداخلي الذي هو من افضل وجوه الحرب مع اسرائيل كما قال الإمام المغيب السيد موسى الصدر . ويجب ان يبقى هذا السلاح بعد تنظيمه الى ان تصبح الدولة اللبنانية قادرة على حماية السلم الأهلي وقادرة على مواجهة الإحتلالات وحينها فليسلم ولا نريد الإحتفاظ ولو برصاصة واحدة .

موقع قلم حر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى