هام : المخرج الذي خدم الإسلام في الغرب فاغتاله المتأسلمون ! ما علاقته بالإمام موسى الصدر ؟

الصديقة المحامية رغدة القرا وضعت على صفحتها فيديو مسجل للشيخ احمد سلمان ودعتني للمشاهدة , ولأني اثق بانتقاءاتها استمعت الى ما ورد فيه وكان سماحته يتحدث عن فيلم الرسالة الذي اخرجه الشهيد مصطفى العقاد حيث قال : نظرة الغرب الى النبي محمد تغيرت ليس بالكتب , فالمستشرقون بدأوا بالعمل منذ 3 قرون , عملوا وغيروا وبدلوا وحرفوا وزيفوا و صنعوا صورة مشوهة للنبي ( ص ) . الذي غير صورة الغرب للنبي هو فيلم الرسالة , فيلم الرسالة غير اوروبا ككل , واغلب الدول العربية وفيلم الرسالة هو في الأصل باللغة الإنكليزية والعربية نسخة اخرى , طبع قضية مهمة , المخرج العقاد ذكر في كلام جميل من اين استمد هذه الشجاعة . وهذا الإقدام , فقال لما بدأت افكر بموضوع الفيلم ذهبت الى اغلب المؤسسات الدينية وقال اما طردت , او كفرت , او كدت ان اقتل فعلى سبيل المثال الفيلم كان سيصور في المغرب ثم بسبب بعض الفتواى حول الى ليبيا .
هل تعلم من هو الشخص الذي شجعه واعطاه جرعة حماسية ؟ بحيث انطلق انطلاقة السهم من الرمية انه السيد موسى الصدر رضوان الله عليه وكتب في مقدمة الفيلم انه اطلع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على هذه القضية وفي احدى المقابلات ذكر لقاءه مع السيد موسى الصدر وتشجيع السيد موسى الصدر للقيام بهذا العمل …تخيل لو ان المسلمون كانوا قبل 50 سنة كلهم بعقلية موسى الصدر وقاموا او دفعوا الواقع الشيعي نحو انتاج سينمائي للشخصيات المهمة ( النبي = الرسالة ) امير المؤمنين علي عليه السلام …. لو كان لدينا هذا الوعي الموجود لدى هذا السيد العظيم .حقيقة هذا الرجل كان سابقا , تحليلي انه كان متقدما على البشرية في ذلك الوقت بقرن …
هناك كتاب يجمع بعض مقالاته وبعض ما كتب , هناك جدول لمعهد اسلامي اسس في لبنان هو اسسه , في هذا الجدول المواد التي تدرس هل تعلم ماذا كان مقترحا ؟ . كان اقتراحه تدريس القانون الدولي , وتدريس اللغات الأجنبية وتدريس الأدب الفرنسي والإنكليزي وعلم الإقتصاد والإجتماع وعلم النفس , تخيل لو قبل 50 سنة لدينا مؤسسة تخرج لنا مبلغ مشحون الى جانب العلوم الدينية الشرعية في جانب ومشحون بالعلوم الإنسانية النتيجة كنا غيرنا الواقع بالكامل …
من هو المخرج مصطفى العقاد ؟
ولد مصطفى العقاد في مدينة حلب في سورية ثم غادرها إلى اميركا لدراسة الإخراج والإنتاج السينمائي وأقام فيها حتى أواخر مراحل حياته. كان الجميع يسخرون منه ويعتقدون بأنه ساذج ولن يحقق ما يريد، ولكنه مع ذلك أحضر كتبًا كالتي تدرّس في الجامعات الأمريكية في مجال الإخراج وقام بدراستها وفهمها قبل مغادرته لأمريكا . والحقيقة أن والده كان في البداية رافضاً لدخوله إلى مجال الإخراج، ولكنه في النهاية شجعه على المضي قدماً والسعي لتحقيق طموحه وكان مربياً فاضلاً علمه ان الدين الإسلامي دين الرحمة والعدل والمساواة. وبإصرار مصطفى العقاد على السفر، رضخ له والده. وعند سلم الطائرة قدم له مبلغ مئتي دولار ونسخة من القرآن الكريم ليكون مؤنسا له في وحدته وغربته.
حطّ رحاله في كاليفورنيا حيث درس في جامعتها وتفوق على كل زملائه؛ ولا يزال اسمه بين قائمة المتميزين في هذه الجامعة. كان يتدرب على الإخراج أثناء الدراسة.
علم العقاد أن الشعب الأمريكي يحب متابعة افلام الرعب ويستمتع بمشاهدتها، فقدم هذه السلسلة للحصول على المال الذي يحتاجه لتقديم مشاريعه التالية التي كان يحلم بإعدادها والتي تتحدث عن قضايا أمته. وكان يريد أن يتعرف العالم إلى الإسلام الحقيقي، الى ذلك الدين السماوي الذي يكمل الديانتين اليهودية والمسيحية وأنه دين توحيد وهو من الله لكل الناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور. وكان يريد أيضاً أن يعرف الغرب بجوهر هذا الدين الذي يقوم على المحبة والمعاملة بالحسنى وبالتي هي أحسن
عندما سألوا العقاد : “لماذا لم تأت ببطل مسلم ليجسد دور عمر المختار وأتيت بالنجم ( انتوني كوين ) ؟ قال لهم: (لكي يقتنع الغربيون بقضيتنا وبالظلم الذي لحق بنا لا بد من تقديم قضيتنا من خلال وجوه يعرفونها ويحبونها، فلا أحد في الغرب سيشاهد فيلماً عن العرب يقوم به العرب، ولكن بهذه الطريقة نقوم بلفت نظرهم وحثهم على مشاهدة ما نقدمه وبالتالي تفهم حقيقتنا ومعرفة قضايانا)”.ولقد اعتنق الإسلام بعد مشاهدة فيلم الرسالة ما يزيد على 20 الف شخص .
عند إخراجه لفيلم الرسالة ، استشار العقاد علماء الدين المسلمين لتفادي إظهار مشاهد أو معالجة مواضيع قد تكون مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي رأى الفيلم كجسر للتواصل بين الشرق والغرب وخاصة بين العالم الإسلامي والغرب ولإظهار الصورة الحقيقية عن الإسلام. ذكر في مقابلة أجريت معه عام 1976: «لقد عملت الفيلم لأنه كان موضوع شخصي بالنسبة لي، شعرت بواجبي كمسلم عاش في الغرب بأن أقوم بذكر الحقيقة عن الإسلام. أنه دين لديه 700 مليون تابع في العالم، هناك فقط القليل المعروف عنه، مما فاجأني. لقد رأيت الحاجة بأن أخبر القصة التي ستصل هذا الجسر، هذه الثغرة إلى الغرب.
فيلم الرسالة الذي يتحدث عن نشأة الإسلام من خلال السيرة النبوية الشريفة وأسد الصحراء يتحدث فيه عن عمر المختار الذي حارب الإستعمار الإيطالي لليبيا في اوائل القرن العشرين ، انتج عام عام 1981 . تم إنتاج الفيلمين من قبل ليبيا والمغرب مع دعم من قبل الملك الراحل الحسن الثاني . إلا أن الأخير تخلى عن دعمة للمشروع بعد ضغط مارسته السعودية بسبب رفضها لمحتوى الفيلم، الذي كان من المفترض أن يتم تصويره في المغرب. لكن بسبب التهديد السعودي بقطع العلاقات مع المغرب ، تم الانتقال الي ليبيا . لاستكمال التصوير. كما قام بدور البطولة في كلاهما الممثل انطوني كوين ، إلى جانب ممثلين عالمين وعرب آخرين.
عام 2005 استشهد العقاد مع ابنته ريما إثر انفجار انتخاري إرهابي وقع في فندق حياة في عمان في الأردن اثناء وجود العقاد في بهو الفندق لاستقبال ابنته القادمة للتّو من السفر. توفّيت ابنته ريما في الحال، بينما مات هو بعد العملية بيومين متأثراً بجراحه، تاركاً وراءَه فيلمي عمر المختار والرسالة وأحلاما ما زالت معلقة. كان المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد يحضّر لعمل فيلمين سينمائيين، أولهما يتحدث عن فتح الأندلس وعن صلاح الدين الأيوبي يوازيان جودة الأعمال السابقة. قال العقاد عن فيلمه الذي سيتحدث عن صلاح الدين الأيوبي : “صلاح الدين يمثل الإسلام تماماً. الآن، الإسلام يصور كدين إرهابي. حصل الدين كله على هذه الصورة بسبب وجود عدة مسلمين إرهابيين. إذا كان هناك دين ممتلئ بالإرهاب، فيمكن قول ذلك عن المسيحية أيام الحملات الصليبية. لكننا في الواقع لا يمكننا لوم المسيحية كدين بسبب مغامرات بعض أتباعها آنذاك. هذه هي رسالتي”. وكان من المفترض أن يجسد شخصية صلاح الدين الفنان العالمي شون كونري رغم شيخوخته، قال فيه العقاد إنه مكسب للرأي العام العالمي .
للوقوف على علاقة الإمام السيد موسى الصدر مع المخرج الشهيد مصطفى العقاد تواصلنا مع الصديق الإعلامي الأستاذ جهاد ايوب من بلدة الدوير جنوب لبنان والذي كان اجرى حوارا معه قبل اغتياله بساعات حيث ارسل لنا مشكورا نص الحورا نورد منه بعض المقتطفات لأهميتها ولكونها موضوع بحثنا .
ايوب : ماذا عن فيلم الإمام موسى الصدر؟
العقاد : لم يطلب مني الإمام “موسى الصدر” أن أقدم فيلماً عنه، بل طلب فيلماً عن الإمام “علي بن أبي طالب”، أذكر حينما أعطيته سيناريو فيلم ” الرسالة” كي نحصل على موافقة المجلس الشيعي ودار الإفتاء في لبنان طلب مني ذلك!
ايوب : وما كان ردُّك؟
العقاد : أن أقدم الفيلم بشرط أن يسمح لي بظهور شخصية الإمام علي حتى يتفاعل معنا الجمهور الغربي فوافق، والشرط الثاني كان أن يمثل معي الصدر ويقوم بتجسيد شخصية الإمام علي، فضحك ولم يفاتحني بالموضوع.
الصدر كان شخصية نادرة ومهمة، ولا تفرقة عنده أو تعصُّبا، كان متجاوباً مع الرسالة كلياً وملاحظاته خدمت الفيلم، وأخذنا بها.
ويروي الإعلامي ايوب انه وفي حواره مع العقاد : “ذات يوم ذهبت إلى إيران لعرض – الرسالة – وقابلت الرئيس (خامنئي)، وطلبت إليه أن أصبح شيعياً، فضحك وقال لي : السنة والشيعة واحد، والإسلام ديننا ولا خلاف على ذلك، أبقى سنياً لأنك شيعيٌّ والعكس صحيح، والخلافات ليست جوهرية، المهم أنك قدَّمت لنا تحفة عالمية ستبقى مع كل الأجيال، ولا تفكر بذلك، فكر كيف ستخدم قضايا الإسلام ككل”.
في ارشيف مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات ورد انه بتاريخ : 28 حزيران ارسل المخرج والمنتج مصطفى العقاد رسالة الى الإمام الصدر لمراجعة نص سيناريو فيلم محمد رسول الله وصدر على اثرها موافقة رسمية من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بعد ادخال تعديلات على النص .
المصادر : ويكبيديا
مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات
الإعلامي جهاد ايوب
فيلم مسجل للشيخ احمد سلمان