أخبار دولية

كيف تم تهريب ثروة بشار الأسد إلى روسيا. معلومات جديدة. الجزء الأول

مع اقتراب قوات المتمردين بقيادة الجولاني من دمشق، استخدم الرئيس المخلوع بشار الأسد طائرة خاصة لتهريب الأموال والأشياء الثمينة والوثائق السرية من شبكة الأعمال التي مكنته من جمع ثروته.

وبحسب تقرير لوكالة رويترز حول العملية، استند إلى تصريحات من أكثر من عشرة مصادر، فإن ياسر إبراهيم، المستشار الاقتصادي الأعلى للأسد، رتب لاستئجار طائرة لنقل ممتلكات الأسد، وكذلك أقاربه ومساعديه وموظفي قصره الرئاسي، إلى الإمارات على أربع رحلات.

دور محوري لياسر إبراهيم

وبحسب إشعارات العقوبات الأميركية، ساعد خبراء اقتصاديون سوريون ومصدر واحد في شبكة أعمال الأسد، إبراهيم، الذي شغل منصب مدير المكتب المالي والاقتصادي الرئاسي، في إنشاء شبكة من الكيانات التي استخدمها الأسد للسيطرة على قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري، وكثيراً ما كانت بمثابة واجهة لزعيم النظام المخلوع.

فرضت الدول الغربية عقوبات على الأسد في أعقاب قمعه للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2011، ثم فرضت عقوبات على إبراهيم لمساعدته النظام.

وبحسب مراجعة أجرتها رويترز لسجلات تتبع الرحلات الجوية، قامت طائرة إمبراير ليجاسي 600 بأربع رحلات متتالية إلى سوريا خلال 48 ساعة من سقوط النظام. الطائرة التي تحمل رقم التعريف C5-SKY مسجلة في غامبيا.

وانطلقت الرحلة الرابعة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول من قاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا بالقرب من مدينة اللاذقية على الساحل السوري على البحر الأبيض المتوسط، بحسب سجلات تتبع الرحلات الجوية وصور الأقمار الصناعية ومصدر سابق في استخبارات القوات الجوية لديه معرفة مباشرة بالعملية. وفر الأسد إلى روسيا في ذلك اليوم من نفس القاعدة.

ولم تتطرق التقارير من قبل إلى عملية نقل أصول الأسد من سوريا. وتحدثت رويترز إلى 14 مصدرا سوريا مطلعا على الخطة، بما في ذلك موظفون في المطار وضباط سابقون في المخابرات والحرس الجمهوري وشخص داخل شبكة أعمال الأسد.

وفحصت الوكالة محادثة عبر تطبيق واتساب بين شركاء إبراهيم، وبيانات تتبع الرحلات الجوية، وصور الأقمار الصناعية، وسجلات ملكية الشركات والطائرات في ثلاث قارات، لتجميع روايتها عن كيفية قيام أقرب مساعد للأسد بتدبير المرور الآمن للطائرة.

وكانت الطائرة تحمل حقائب سوداء غير مميزة تحتوي على ما لا يقل عن 500 ألف دولار نقدًا، بالإضافة إلى وثائق وأجهزة كمبيوتر محمولة ومحركات أقراص صلبة تحتوي على معلومات استخباراتية بالغة الأهمية حول “المجموعة”، وهو الاسم الرمزي الذي استخدمه مساعدو الأسد وإبراهيم لشبكة معقدة من الكيانات التي تمتد في مجالات الاتصالات والبنوك والعقارات والطاقة وغيرها من الأعمال.

وظل مكان تواجد الأسد في الأيام الأخيرة المضطربة من حكمه سراً حتى بالنسبة لأقرب أفراد عائلته. وفي وقت لاحق، حصل الأسد على اللجوء السياسي في روسيا. ولم تتمكن رويترز من الوصول إليه أو إلى إبراهيم للتعليق. ولم ترد وزارتا الخارجية الروسية والإماراتية على أسئلة بشأن العملية.

أموال السوريين حُوِّلت إلى الخارج قبل الخريف

وقال مسؤول كبير في حكومة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع لرويترز إن الحكومة عازمة على إعادة الأموال العامة المحولة إلى الخارج قبل سقوط الأسد لدعم الاقتصاد السوري الذي يئن تحت وطأة العقوبات ونقص العملة.

وأكد المسؤول لرويترز أن أموالا تم تهريبها إلى خارج البلاد قبل سقوط نظام الأسد، لكنه لم يوضح كيف تم ذلك. وقال إن السلطات تواصل العمل لتحديد الوجهة التي تم تحويل هذه الأموال إليها.

ولم تتمكن رويترز من التأكد بشكل مستقل مما إذا كان الأسد هو الذي أشرف فعليا على عملية الهروب. وأكدت عدة مصادر مطلعة على العملية أنها ما كانت لتتم لولا موافقة بشار الأسد.

“لم نتمكن من الوصول إلى هذه الطائرة”

في السادس من ديسمبر/كانون الأول، وبينما كان مقاتلو المعارضة بقيادة قيادة العمليات العسكرية يتقدمون نحو العاصمة، اقتربت طائرة إمبراير تتسع لـ13 مقعداً من مطار دمشق الدولي.

وبحسب ستة مصادر مطلعة على العملية، كان أكثر من اثني عشر شخصا يرتدون زيا مموها من مخابرات القوات الجوية السورية، وهي أداة رئيسية للقمع السياسي في عهد الأسد، حاضرين لحراسة صالة كبار الشخصيات والممر المؤدي إليها. وأفادت أربعة من هذه المصادر أنها كانت موجودة في الموقع في ذلك الوقت.

وقال ثلاثة أشخاص كانوا في مكان الحادث إن عدة سيارات مدنية بنوافذ ملونة اقتربت من المنطقة. وأوضح شخصان كانا في مكان الحادث، وهما ضابط استخبارات سابق ومسؤول كبير في المطار، أن المركبات تابعة للحرس الجمهوري، وهي قوة النخبة المكلفة بحماية الأسد والقصر الرئاسي.

وأشار قائد كبير سابق في الحرس الجمهوري إلى أن مشاركة الحرس تعني أن “بشار الأسد أصدر الأوامر” للعملية. وأضاف أن الحرس كانوا مسؤولين فقط أمام قائدهم اللواء طلال مخلوف ابن خال الأسد، أو أمام الأسد نفسه.

وأبلغ مدير أمن المطار جادر علي موظفي المطار أن عناصر من المخابرات الجوية سيتعاملون مع الطائرة، بحسب ما أفاد محمد قيروط، رئيس العمليات الأرضية في الخطوط الجوية السورية.

يروي القاهرة أن علياً قال له: هذه الطائرة ستهبط ونحن سنتولى أمرها، ولم نقترب من هذه الطائرة.

وبحسب ثلاثة مصادر سورية في المطار وضابط مخابرات سابق، فإن علي، وهو ضابط كبير في مخابرات القوات الجوية، كان يتلقى أوامر مباشرة من القصر الرئاسي. ولم تتمكن رويترز من الوصول إلى علي للتعليق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى