اسرار جديدة عن تفجير اجهزة البايجر يكشفها نتنياهو

كشف رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفاصيل جديدة عن عملية تفجير أجهزة النداء (البيجر والووكي توكي) بعناصر “حزب الله” في سبتمبر الماضي.
وأضاف موضحا: “اكتشفنا أنهم كانوا يرسلون الأجهزة لاختبارها في إيران. سألت: “كم من الوقت سيستغرقهم لمعرفة إذا كانت مفخخة؟” فقيل لي يوم واحد فقط.. عندها أمرت بالتصرف الفوري”.
وسخر نتنياهو من وزير الدفاع السابق يوآف غالانت ورئيس الأركان السابق هرتسي هليفي فيما يتعلق باغتيال أمين عام “حزب الله” السابق حسن نصر الله، قائلا إنهما شعرا بالارتياح عندما لمح إليهما بأنه قد يفكر بإبلاغ الأمريكيين قبل تنفيذ العملية، رغم أنه لم يكن ينوي ذلك.
وأثناء مشاركته في مؤتمر نظمته وكالة Jewish News Syndicate مساء الأحد، كشف نتنياهو أن إسرائيل قصفت جهاز مسح ضوئي كانت إيران قد أرسلته إلى لبنان بعد أن شك حزب الله بأن أجهزته مفخخة. وأكد أن الجيش الإسرائيلي استهدف الجهاز ومشغله أيضا.
وقال نتنياهو: “علمنا أن حزب الله أرسل ثلاثة أجهزة نداء لفحصها في إيران. كنا قد قصفنا سابقا جهاز المسح الذي كانوا يخططون لجلبه، فتخلصنا منه ومن الرجل الذي يديره”.
وأضاف أن قرار تفعيل الأجهزة جاء بعد هذا التطور، إذ لم يكن هناك مبرر للمزيد من الانتظار.
و أفاد تقرير إسرائيلي بأن المؤسسة الأمنية فوجئت بكشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تفاصيل سرية عن عملية الـ”بيجرز” ضد “حزب الله”، دون تنسيق مسبق مع الجهات المعنية.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن هذه التفاصيل خضعت في السابق للرقابة الأمنية الصارمة، نظرا لحساسيتها الشديدة ولما قد تحمله من خطر على مصادر الاستخبارات وعملياتها.
ورغم أن القانون يمنح رئيس الوزراء صلاحية الكشف عن معلومات سرية، إلا أن العرف السياسي والأمني في إسرائيل يقضي بأن يتم هذا النوع من التصريحات الحساسة بالتنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية المختصة، وهو ما لم يحدث هذه المرة، بحسب ما نقلته القناة 12.
ويأتي هذا الجدل في وقت يواجه فيه مكتب رئيس الوزراء بالفعل أزمة أخرى تتعلق بتسريب وثائق سرية.
ففي نوفمبر الماضي، وجهت إلى إيلي فيلدشتاين، المتحدث باسم نتنياهو، تهمة الإضرار بالأمن القومي في قضية تتعلق بسرقة وتسريب مادة من وثيقة سرية تابعة للجيش الإسرائيلي إلى صحيفة “بيلد” الألمانية، في محاولة لتشكيل رأي عام مؤيد لنتنياهو.
كما أن فيلدشتاين متورط، إلى جانب اثنين من كبار مساعدي نتنياهو، في ما يعرف إعلاميا بـ”قطرغيت”، حيث يشتبه بتورطهم في عدد من المخالفات المرتبطة بعملهم مع شركة ضغط موالية لقطر، من بينها الاتصال بوكيل أجنبي، إضافة إلى سلسلة من تهم الفساد التي تشمل التعامل مع جماعات ضغط ورجال أعمال.
وكان رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ديدي برنياع، أن تفجير أجهزة النداء “البيجر” بعناصر حزب الله كان عملية ابداعية تم التخطيط لها بمهارة ومكر .
وأضاف: “العملية تمثل اختراقا استخباراتيا عميقا للعدو وتظهر تفوقا تكنولوجيا وقدرات عملياتية رفيعة المستوى”.
وتابع: “في الوقت ذاته، كانت آلاف أجهزة النداء (ووكي توكي) من العملية السابقة مخزنة في مستودعات حزب الله، ما جعل تفعيل العمليتين معًا عند اندلاع الحرب خيارًا استراتيجيًا عزز من تأثير الضربة.”
وأشار بارنياع إلى أن نتنياهو وافق على عملية البيجر على الرغم من معارضة ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.
يذكر أنه في السابع عشر من سبتمبر، انفجرت آلاف أجهزة النداء اللاسلكية (pagers) التي كان يستخدمها عناصر حزب الله في مختلف أنحاء لبنان، ما أدى إلى إصابة من كانوا يحملونها ومقتل أكثر من عشرين شخصا.
وفي اليوم التالي، انفجرت مئات أجهزة اللاسلكي (walkie-talkies) أيضا، ما أسفر عن إصابة أو مقتل عدد إضافي من العناصر. وكانت إسرائيل قد زودت هذه الأجهزة بمتفجرات صغيرة أثناء عملية تسليمها لـ”حزب الل”ه، بحيث يمكن تفجيرها في الوقت المناسب كجزء من خطة أمنية معقدة.
المصدر: “تايمز أوف إسرائيل”