مقالات

لماذا فشلت الم-خابرات الإسر-ائيلية في غز-ة بينما نجحت في لبنان ؟

السؤال المهم الذي لطالما بحث عنه اللبنانيون وخاصة اولئك الذين يحرصون على المقاومة وعلى استمراريتها , فالمقاومة كانت منذ انطلاقتها بشكل منظم منذ العام 1982 على اثر الإجتياح الإسرائيلي للبنان نعمة لا تضاهيها نعمة , فهي صنعت المعجزات وحققت ما لم تستطع جيوش عربية متحدة ومتعاونة من تحقيقه , وتمكنت من طرد المحتل لأول مرة خلال الصراع العربي الإسرائيلي من دون قيد او شرط , ولكن بعد عملية الإسناد لقطاع غزة الذي قامت به المقاومة نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم وما اصاب لبنان من ويلات الحرب قتلا وتشريدا وتدميرا جعل اللبنانيون يكررون نفس السؤال كل يوم الاف المرات , لماذا نجحت اسرائيل في حربها الإستخبارتية ضد حزب الله وفشلت ضد حركة حماس ؟

وانا اكتب هذه السطور واترحم على سيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصر الله وابدي اعجابي بسماحة الشيخ نعيم قاسم الذي تحمل مسؤولية قيادة المقاومة في ادق واخطر مرحلة تاريخية تمر بها .

و للإجابة على السؤال الأهم حول اسباب فشل المخابرات الإسرائيلية في غزة ونجاحها النسبي في لبنان ليس مسألة حظ أو عجز مطلق، بل نتيجة تفاعل معقد بين عوامل امنية واجتماعية وجغرافية وتنظيمية …

أولاً: البيئة الاجتماعية والأمنية لدى حماس في قطاع غزة : فغزة منطقة مغلقة ولدى حماس استخبارات معاكسة فعالة وهي تطبق نظاما امنيا صارما يراقب الإتصالات وسلوكيات الأفرد والجماعات بطريقة يصعب معها اختراق الصفوف , وان صادف والقت القبض على عميل او متعاون مع الإحتلال يتم اعدامه ميدانيا في الساحات , وهذا ما اوجد رعبا لمن تسول له نفسه القيام بالخيانة .

اسرائيل تعتمد في مراقبة قطاع غزة بشكل كبير على الطائرات المسيرة والتنصت وهذا ما يفقدها فعاليتها خاصة في غياب المصادر البشرية الفعالة التي تقدم لها ما تحتاجه من معلومات عن المقاومين واماكن تجمعاتهم وتمركزاتهم فكما اسلفنا الإعدامات الميدانية للمتعاونين والخونة جعلت كل من تسول له نفسه القيام بالخيانة يدرك ان مصيره هو الموت المحتم مع صفة الخائن او العميل او المتعاون التي تطلق عليه يكون تأثيرها ليس عليه فحسب بل على كل من يمت اليه بصلة قربى . .

اما فيما خص النجاح النسبي في لبنان ضد حزب الله فذلك يعود الى اسباب عديدة في مقدمتها ان اسرائيل تعمل ضد الحزب منذ ما يزيد على 40 عاما وهي راكمت معلومات وخبرات هائلة عنه .

اضافة الى الإختراق التكنولوجي عبر الأقمار الأصطناعية وطائرات التجسس والمسيرة . فلبنان بلد مفتوحة ابوابه على مصراعيها من الناحية الجغرافية مما يسمح بتغطية جوية مستمرة على مدار الساعة .

وحزب الله باتت بنيته العسكرية على غرار الجيوش النظامية وبنيته واضحة و معروفة ولو جزئيا على عكس بنية حركة حماس التي راكمتها في الأنفاق تحت الأرض . وهناك سهولة يجدها الإسرائيلي في جمع المعلومات عن الحزب من جهات و اطراف معادية او معارضة للحزب من بين اللبنانيين . خاصة ان لبنان بلد مفتوح سياسيا واعلاميا ومنقسم داخليا بين اطراف متنافسه مما يسهل الإختراقات الإستخبارية خصوصا من خارج بيئة الحزب .

ويجب ان لا ننسى التعاون الإستخباراتي الإسرائيلي مع اطراف غربية واقليمية ومن بينها دول عربية ساعدها في جمع معلومات غاية في السرية والأهمية جعلها قادرة على تنفيذ عمليات اغتيال خارج لبنان كعملية اغتيال الشهيد عماد مغنية , خاصة ان القيادات في المقاومة وفي حزب الله كانت تتحرك خارج لبنان مما سهل من جمع معلومات كبيرة عنها سهلت في عمليات اغتيالها .

ولعل الأمر الأكثر سؤا الذي كشف قيادات المقاومة هو الإستخفاف بقدرات العدو الإستخبارية , والثقة المفرطة والإعتداد بالنفس , والإبتعاد عن السرية المطلقة لناحية الصوت او الصورة الأمر الذي جعل العدو قادر على تحديد هويات الأشخاص المقاومين اما من خلال الصورة واما من خلال نبرة الصوت .

اعداد موقع قلم حر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى