مقالات

تقصير فاضح للحزب والحركة , ولهذا كرهت ثورة 17 تشرين …

غبي من يكره ثورة تطالب بحقه المسلوب , وغبي من يقف بوجه الموجوعين عندما يندلقون في الطرقات كالسيل , وغبي من يكره مبادئ ثورة 17 تشرين , ولكن غبي اكثر من لا يكره اعمال بلطجيتها من قطاع الطرق والمعتدين على الأملاك العامة والخاصة , و غبي اكثر من لا يرتعب من تصنيفاتها للناس وللمسؤولين وخاصة من المنتمين الى الطائفة الشيعية تحديدا , فكل الثوار تحكوموا حول زعاماتهم السياسية التقليدية مع ان الكثير من هذه القيادات هم جزء من الفساد , لا بل هم من قادة الفساد والخراب العام والتمسوا لهم اعذارا , ولم يكتفوا بذلك بل صاروا هم من قادة الثورة التي تعطي الأوامر فتطاع , الا الثورجيين الشيعة صار همهم الأول اسقاط زعاماتهم الدينية والسياسية والإجتماعية الشيعية .

كرهت ثورة 17 تشرين لأن الكثيرين من زعاماتها كانوا ميليشياويين وطائفيون يختبئون خلف الكواليس ويديرون شبابا لم يبلغوا الحلم , فحولوهم من ثوار الى قطاع طرق يقطعون السبل على ابناء وطنهم مع انهم مثلهم في المعاناة .

كرهت ثورة 17 تشرين لأن الغوغائية تسللت الى صفوف ثوارها فاعتدوا على الممتلكات العامة والخاصة وعلى عابري السبيل , وكادوا ان يفرضوا التقسيم العلني في الوطن بعد ان بات مقسما بالمواربة .

اليوم الشارع الشيعي تحديدا يغلي , اكثر من يستفزه حزب القوات اللبنانية وما نتج من زعامات لثورة 17 تشرين من كثير من النواب التغييريين , ومستفز من حزب التيار الوطني الحر نوعا ما , ويجب ان لا ننسى الثوار السوريين اتباع النظام الجديد عبر وسائل التواصل , هؤلاء السوريون اهانوا مقدسات الشيعة ورمزوهم الدينية والسياسية فنراهم يتسللون كالبهائم الى الصفحات المختلفة ليوجهوا السباب والشتائم بأقذع الكلمات النابية .

الجمهور الشيعي استفزته قضية منع الطائرة الإيرانية التي تنقل زوارا لبنانيين من الأماكن المقدسة من الهبوط في مطار بيروت , واستفزه ان لبنانيون باتوا رهائن القرارات الغير صائبة التي تعبر عن انبطاح للسلطات اللبنانية امام اسرائيل واميركا .

كان طبيعي لهذا الجمهور المستفز ان ينزل الى الشارع كردة فعل عفوية , وكان طبيعي ان يقطع طرقات توصل الى المطار ليفرضوا وجهة نظرهم ( اما كل الطائرات من كل دول العالم واما لا طائرات ان كان هناك استثناء للطائرات القادمة اليوم من ايران وربما يوم غد من العراق …

هذا الجمهور المستفز عبر عن المه ووجعه لشعوره انه بات يعامل في هذا الوطن كإبن الجارية …

مر اليوم الأول بخير وسلام , ولم نر الحزب والحركة يستثمرون هذا الغضب العفوي بطريقة حضارية , بل تاركوا الحبل على غاربه . مما شجع هؤلاء العفويين الى النزول الى الشارع وبات كل واحد منهم يمارس دور القيادة فيتصرف بعفوية ولكن هذه العفوية مدمرة جدا لسمعة الطائفة ولسمع القيادات السياسية في الحركة والحزب .

هؤلاء الذين نزلوا الى الشارع اول يوم وفي الساعات الأولى من اليوم التالي هم طيبون عفويون وليسوا اشرارا ولا مجرمين . ولكن غياب التوجيه جعل منهم قطاع طرق ومعتدين ومجرمين ومن استفزهم يريد بهم ان يصلوا الى هذه النتيجة …

يريد ان يبين ان الشباب الشيعة متفلتون غوغائيون مجرمون ولا يمكن العيش معهم في دولة واحدة … انظروا .. مباشرة بدأ القادة السياسيين في الفريق الخصم ينادي بفتح مطارات اخرى غير مطار بيروت !…

لا ضير في فتح مطارات جديدة في لبنان , ولكن في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان ذلك يعني التقسيم , فسيصبح لكل طائفة مطارها .

ماذا لو ان الحركة والحزب وجهوا جمهورهم الغاضب للتصرف بطريقة فيها الكثير من الحكمة ؟

ماذا لو وجهوهم لإقامة حواجز محبة على مدخل المطار توزع بعضا من الورود والحلوى مع منشورات توضح المظلومية على القادمين الى لبنان والمغادرين منه ؟

ماذا لو وجهوهم لتقديم شكوى لضباط وجنود الأمم المتحدة يفضحون فيه الممارسات الإسرائيلية بحق لبنان واللبنانيين ؟

لو لم يكن هناك تقصير لما كان هناك اعتداء , ولما كان هناك تسلل لطابور خامس او سادس , ولما كان هناك بيانات براءة من اعمال العفويين الذين اخطأوا واجرموا …لقد هالني جدا ان طفلا كان من بين المعتدين على جنود الأمم المتحدة .. فهل هذا الطفل بريئ ام مجرم ؟ !

حماية طريق المطار هي مسؤولية الحزب والحركة قبل ان تكون مسؤولية الدولة , لأنهم بذلك يمنعون التقسيم .

موقع قلم حر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى