مقهى عصام صفي الدين في مدينة صور لعشاق التنبك العجمي

حسب الدراسات اعتبر ان الموطن الأصلي للتبغ هو اميركا الجنوبية والوسطى ، حيث كان السكان الأصليون من الهنود الحمر يزرعونه ويستخدمونه قبل آلاف السنين , وكانوا يمضغونه او يدخنونه او يحرقونه كنوع من البخور لإعتقادهم انه وسيلة للتواصل مع الأرواح والآلهة , وانتقل التبغ الى اوروبا بعد ان وصل المستكشف كريستوف كولومبوس عام 1492 الى جزر الكاريبي ,ثم نقله البحارة الإسبان والبرتغال الى اوروبا وسرعان ما انتشر فيها اذ كانوا يعتقدون انه يعالج الصداع وامراض الجهاز التنفسي .
خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية كانت السجائر توزع على الجنود مما سبب في انتشار عادات التدخين انتشارا واسعا …
بداية كانوا يدخنون التبغ بواسطة انابيب حجرية , ثم تطور الى الأمر الى لف التبغ بواسطة اوراق الذرة ,ثم تطور الى الغليون والسجائر الملفوفة يدويا ومن ثم صناعيا .
ظهرت الأرغيلة او النارجيلة اولا في الهند في القرن السادس عشر بعد وصول التبغ اليها من البرتغاليين وكان الهدف من صناعتها التقليل من مضار التدخين بحث يمر الدخان عبر الماء لفلترته . وانتقلت هذه الطريقة بالتدخين سريعا من الهند الى ايران ومن ثم الى تركيا والبلاد العربية .
في ايران تعرف الأركيلة باسم (( قليان )) وهذه التسمية لا زالت تستعمل حتى اليوم في ايران وافغنستان والهند
في عهد الشاه الصفوي عباس الأول اصبحت الأرغيلة رمزا للأناقة والمكانة الإجتماعية , فكانت يدخنها الشاه والحاشية ومن ثم انتشرت لدى كافة ابناء الشعب
في السلطنة العثمانية السلطان مراد الرابع حرمها وفرض عقوبات قاسية عليها ولكنه كان يدخن الأركيلة سرا في قصره , اما من اتى بعده من السلاطين فكانوا مشغوفين بها وكانوا يتهادون مع الحكام نفائس الأراكيل المزينة بالذهب والأحجار الكريمة , وفيما بعد اصبحت الأركيلة جزءا من البروتوكول الدبلوماسي العثماني في الإستقبال الرسمي .والسلطان عبد الحميد الثاني اعتبر الأركيلة وسيلة للتأمل والتفكير قبل اتخاذ القرارات المهمة .
وصلت الأركيلة الى لبنان عبر الدولة العثمانية في القرن السابع عشر بداية كانت تعرف باسم قليان ثم شيشة الى ان بات اسم الأركيلة هو الأكثر استخدما , وكانت في البداية مقتصرة على الوجهاء والأعيان وكبار التجار وكانت علامة على الرقي والمكانة الإجتماعية مع توسع المدن وازدهار المقاهي، أصبحت الأرغيلة جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية في بيروت ,حيث انتشرت المقاهي على الواجهة البحرية وعلى ضفاف نهر بيروت ونهر الكلب، حيث كان الزبائن يجتمعون لتدخين الأرغيلة وشرب القهوة.
اليوم الأرغلية ليست مجرد وسيلة تدخين بل عنصر اجتماعي وثقافي فهي ترافق المناسبات العائلية والجلسات الفنية في المقاهي والمطاعم , وتطورت عادات الأرغيلة في لبنان وخاصة في الجنوب حيث باتت تعقد جلسات التدخين بالأركيلة في امكنة باتت تسمى ( الديوانية ) حيث يتجاذب الجالسون اطراف الأحاديث المختلفة بين سياسية ودينية واجتماعية .
في مدينة صور جنوب لبنان هناك الكثير من المقاهي المنتشرة التي تقدم الأرغيلة ما بين المعسل والتنبك , وبعض هذه المقاهي متخصص في التبغ الصافي او التنباك الغير مضاف اليه اية نكهات لا صناعية ولا طبيعية , ومنها ما هو متخصص بالمعسل اي التبغ المضاف اليه نكهات صناعية او طبيعية مع السكر .
ولأرغيلة التنبك عشاقها الذين لا يحبذون تدخين المعسل حتى انهم ينفرون من وجود اي شخص بينهم يدخنه , ومن بين المقاهي المتخصصة بتقديم اركيلة التبنك العجمي نسبة الى ايران مقهى السيد عصام صفي الدين داخل السوق التجاري في زاروب يوصل ما بين ميناء المدينة والسوق . وهذا المقهى يقدم بالإضافة الى اراكيل التنبك العصائر الطبيعة والصناعية اضافة الى الشاي والقهوى, وقد اسسه صاحبه قبل حوالي 25 عاما , يفتتحه كل يوم من الساعة السابعة صباحا ويبقى حتى الساعة السابعة مساء , وما ان يفتح الأبواب حتى يبدأ تدفق الزبائن لتدخين اركيلة التبنك العجمي قبل الذهاب الى اعمالهم ووظائفهم .
احد الجدران داخل مقهى صفي الدين تزينه صورة للإمام المغيب السيد موسى الصدر وهو يدخن الأركيلة …
يبقى ان نشير الى ان وزارة الصحة لطالما حذرت وتحذر من مضار التدخين .
موقع قلم حر
فضلا وليس امرا اضغط على الرابط التالي ادناه :
https://www.youtube.com/watch?v=okDbbnaSN5c&pp=ygURa2FsYW1ob3Iga2FsYW1ob3I%3D











