هل أخطأت حركة حم.اس بتوقيت عملية طو.فان الأقصى ؟
قبل عملية ٧ اوكتوبر عام ٢٠٢٣ كانت ما يسمى بدولة اسرائيل تعيش ازمة حادة بسبب التعديلات القضائية التي كان يريد ادخالها بنيامين نتنياهو على التشريعات التي تحكم الكيان العبري ، وانقسم المجتمع الصهيوني انقساما حادا ما بين مؤيد ومعارض وعمت التظاهرات الرافضة للتعديلات شوارع مدن الكيان وخاصة تل ابيب ، وتدهورت الأوضاع بشكل دراماتيكي كاد ان يصل الى حرب اهلية اسرائيلية ، وهذا الإنقسام وصل الى المؤسسا العسكرية وعلى رأسها الجيش . وباتت حكومة نتنياهو تواجه معارضة شديدة كان يمكن لها ان تسقطها في الشارع .
وكان محور المقا.ومة يعيش مرحلة ( الصبر الإستراتيجي ) ومحاولة ايجاد بؤر مساندة له في الضفة الغربية ( تثقيفا وتدريبا وتسليحا ) ان امكن ، وقامت مجموعة فلسطينية فتية (عرين الأسود ) لتشكل ضغطا معنويا وعسكريا على الإحتلال وعلقت عليها الآمال الحالمة بالتخلص من نير الإحتلال .
فجأة وفي ظل هذا الإنقسام الحاد بين المستوطنين ودون سابق انذار وربما دون سابق تنسيق قامت حركة حم.اس بعملية ٧ اوكتوبر والتي لا شك انها شكلت فرحة غير مسبوقة لدى الشعوب العربية والإسلامية خاصة تلك الشعوب المكتوية بنار الصهاينة …
ولكن نشوة الإنتصار لم تدم طويلا ، اذ سرعان ما قامت دولة الكيان العبري بعملية عسكرية قاسية ضد قطاع غزة مدعومة من أميركا والدول الأوروبية الراعية لها مستغلة مشاهدا دموية قاسية بعضها حقيقي وبعضها مزيف ، قامت بها ربما عناصر غير منضبطة في المق.اومة الفلسطينية حيث وثقوا هذه المشاهد القاسية ونشروها عبر مواقع التواصل لتكون سلاحا فعالا ضدهم لدى الشعوب ، وان انقلبت هذه الشعوب في وقت لاحق امام هول المجازر التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي بحق الموطنين العزل في قطاع غزة ( شيوخا ، ونساء ، وأطفال ) .
واليوم وبعد مرور ما يقارب العام على عملية طوفان الأقصى نرى الإسرائيلي يزيد غطرسة ويكبد الشعب الفلسطيني عشرات الألوف من الشهداء والجرحى والمعوقين ، وتدميرا فظيعا لكل مقومات الحياة في قطاع غزة ، ها هو اليوم يدير اتجاهه نحو الضفة الغربية يعيث فيها فسادا وتدميرا للبنية التحتية وقتلا وتشريدا للعائلات الآمنة …
عملية طوفان الأقصى وما نتج عنها ازالت الخلافات المستعرة بين المستوطنين وحكومة بنيامين نتنياهو وما كان سيترتب عليها من انقسامات قد توصل الى حرب اهلية اسرائيلية ، ودفعهم ذلك للتوحد وتنحية خلافاتهم جانبا ودعم نتنياهو في حربه ضد قطاع غزة ، ولكن ما نشهده اليوم من تظاهرات ضد الحكومة الإسرائيلية لم ولن يكن تظاهرات من اجل ايقاف الهمجية بحق الشعب الفلسطيني وانما هو مجرد ضغط على نتنياهو لإلزامه بالتفاوض مع حماس لأجل انقاذ من تبقى من اسرى اسرائيليين على قيد الحياة .
لا شك ان عملية طوفان الأقصى اعادت نبض الحياة للقضية الفلسطينية ، وجاحد من يقول غير ذلك ، ولكن السؤال الأهم يبقى :
هل اخطأت حركة حماس بتوقيت عملية طوفان الأقصى ؟
موقع قلم حر
المستشار خليل الخليل