مقالات

المفكر الفلسطيني شفيق منير : الخطر للإحتلال حتى نهر الليطاني قائم

عمره تجاوز التسعين ولكن روح الشباب فيه , محافظ على حيويته ونشاطه , وذاكرته وقادة , أسرني بروعة حديثه وتحليله , والوقت لجلستنا كان محدود جدا ولم يتجاوز مقدار احتساء فنجان قهوة في احد مقاهي شارع الحمرا .

فلسطيني الولادة , عروبي الهوية , مسلم التفكير مع ان نشأته لم تكن اسلامية .

انه المفكر الفلسطيني الأستاذ منير شفيق . فمن هو منير شفيق ؟

منير شفيق عسل هو شقيق الشهيد جورج شفيق عسل ولد عام 1934 في القدس الشريف لأبوين مسيحيين , والده شفيق عسل كان محاميا ووالدته خريجة دار المعلمات عام 1927 .

تلقى العسل علومه حتى الثانوية في مدارس القدس ثم التحق في جامعة بيروت العربية وعمل مدرسا , كما عمل مترجما للكتب في لبنان , ثم اصبح مسؤولا عن مركز التخطيط في منظمة التحرير الفلسطينية لمدة 14 عاما . تخصص في الفلسفة والعلوم السياسية وعلم النفس , وكان المنظر العقائدي للحزب الشيوعي الأردني الى ان انضم لحركة فتح . وكان من رموز التيار اليساري الى ان أصبح مفكراً ومبدعاً إسلامياً في الشؤون العربية-الإسلامية؛ ألف عدة كتب عن قضايا حول الثورة الفلسطينية، الوحدة العربية والفكر الإسلامي؛ و دعا لإعادة التفكير في العقيدة والممارسة، و تعزيز حرب العصابات والقتال ضد الجيش وليس ضد المدنيين في مواجهة الاحتلال .

كان معارضا لموقف منظمة التحرير من الأزمة مع النظام الأردني والذي ادى الى انفجار ايلول عام 1970

اعتنق الدين الإسلامي عام 1981 , تحت تأثير الثورة الإسلامية في إيران والمفكر الفرنسي الفيلسوف روجيه جارودي ,  وأصبح من منظري التيار الإسلامي في المنطقة العربية، وعُيِّن عضوًا في مجلس أمناء الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، ونَشِط في التقريب بين القوميين والإسلاميين، وأصبح منسقًا للمؤتمر القومي الإسلامي، كما كان ممن دعوا إلى التقارب المذهبي بين السنة والشيعة، وعُرف بمعارضته الشديدة لمسار التسوية وحلي الدولتين والدولة الواحدة ودعوته المستمرة للثورة ضد الاحتلال الصهيوني.

له العشرات من المؤلفات والكثير من الإطلالات الإعلامية والتلفزيونية .

حديثنا تمحور حول مقاومة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتحديات الجديدة على اثر تهديد ترامب بتهجير القطاع من الفلسطينيين , حيث اعتبر ان المشروع سيفشل حتما , فبالرغم من استعمال اكبر الترسانات العسكرية واكثر الأسلحة تطورا وتدميرا وقتلا بقي الشعب الفلسطيني صامدا وبقي ملتفا حول مقاومته رغم كل ما ارتكب بحقه من مجازر وحشية . وسأل : هل نتنياهو وترامب على استعداد للتضحية ببقية الأسرى ؟

واعتبر ان المقاومة في اتفاقياتها لوقف اطلاق النار ومن ثم تجميد هذه الإتفاقات لتفرض شروطها وتأكد عليها ليست نتيجة ضعف وهي تعبر عن قوة وشجاعة لديها .

واكد ان ترامب ونتنياهو يريدان ضرب الإستقرار في العالم العربي , ومصر قوية وقادرة على المواجهة , فلديها جيش قوي ومسلح وعنده عقيدة قتالية .

وسأل هل ان ترامب سيبادر يوم السبت القادم الى ضرب غزة هو بشكل مباشر ام سيعهد بذلك لإسرائيل وتحويلها لجحيم ؟

ان كان هو شخصيا فهو سيلاقي معارضة دولية عالمية , حتى سيلاقي معارضة من الأمريكيين انفسهم , وسيبدأ العالم بالتساؤل الى اين يريد ترامب قيادة العالم ؟

كل دول العالم حتى اوروبا والدول التابعة لأمريكا والصهيونية رفضت المشروع وقد وصل الأمر بالكثيرين الى اعتباره غير معقول وجنوني .

.. اما اذا كان سيعهد بذلك لنتنياهو فنتنياهو جرب كل انواع الأسلحة بحق المدنيين الفلسطينيين فهل بقي سلاح آخر لم يجربه ؟

هل سيقصف الشعب الفلسطيني بالكيماوي او بالنووي ؟

نعم يمكن تهجير الشعب الفلسطيني اذا استخدم ضدهم الكيماوي والنووي ولكن ذلك سيواجه بموجة غضب دولية .

واضاف ان اسرائيل لو قدر الله وانتصرت في غزة فهي حتما ستتمدد بحروبها نحو الضفة , ونحو لبنان فهي لها اطماع تاريخية في لبنان وتريد الحصول على نهر الليطاني بأي ثمن .

وحسب نظره المنقذ للعرب ولفلسطين من هذه الهجمة الشرسة هو التمسك بخيار المقاومة , والوحدة و الوعي الفكري والثقافي لدى الشعوب العربية .

وخلص الى ان ارض فلسطين وارض غزة ليست عقارات للبيع انما هي وطن والإرتباط بهذا الوطن ضروري جدا مهما كانت التضحيات كبيرة .

موقع قلم حر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى