بموضوعية : أين اخطأنا في ادراة صراعنا مع اسر.ائيل ؟ !

منذ نشأة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين اعتدنا على اجتماع المستوطنين وتفرق الفلسطينيين والعرب عن قضيتهم المقدسة ، وابسط مثال على ذلك كثرة التنظيمات المتصارعة المتناحرة فيما بينها والتي سفكت الكثير من الدماء على الجبهات الخاطئة وآخرها معارك مخيم عين الحلوة .
عودنا الكيان الصهيوني ان يعطي قيمة لمستوطنيه : قيمة مادية ومعنوية حتى ترسخت لدينا قناعة ان هذا الإسرائيلي يمكن ان يبادل اشلاء جثة جندي قتيل بمئات الأسرى الفلسطينيين والعرب .ولكنه خيب آمالنا فبات ١٣٦ اسيرا لا زالوا في قبضة المق.اومة الفلسطينية معتبرين بالنسبة لذويهم في عداد الأموات ولم تنفع تظاهرات هنا وهناك من اجبار القيادات السياسية الإسرائيلية على التفكير بتحريرهم جديا ، فهم يعرفون انه ما ان تكاد تصل ايدي الجيش الإسرائيلي اليهم حتى تتم تصفيتهم واحدا تلو الآخر .
حين بدأ الخلاف بين المستوطنين أنفسهم ولأول مرة منذ نشأة الكيان وباتوا قريبين من سفك الدماء فيما بينهم ، نحن العرب قرأنا التطورات بشكل خاطئ ، فبدل ان نتركهم ينزلقون الى حرب اهلية اسرائيلية دبت بنا الحمية واعتقدنا ان الكيان آيل للسقوط بمجرد ان نتحرك ضده ، ولكن لم نتنبه الى اننا وضعناهم أمام حرب مصيرية وجودية اما ان يكونوا واما ان لا يكونوا فدفعناهم مجبرين مكرهين على التوحد فيما بينهم ضدنا …
آمنا نتيجة التجارب ان هذا الكيان غير قادر على تحمل حرب لمدة تزيد عن الشهر لأن مستوطنيه اعتادوا على حياة الرفاهية ، ولكن امام حرب وجودية يمكن ان نعتبر ان المستوطنين صمدوا لا بل اكثر من ذلك وحسب احصائية اسرائيلية تبين ان نسبة ٧١ من الإسرائيليين يرون انه لا بد من حرب طاحنة مع لبنان لإبعاد قوى المقا.و.مة اللبنانية عن الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة…
كنا ننظر الى ان اميركا ستضغط على الإسرائيليين لإيقاف الحرب بسبب قرب موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ولم نتنبه الى ان المرشحين الأكثر تنافسا على الرئاسة بايدن و ترامب يتسابقان على من هو قادر اكثر على خدمة اسرائيل والمحافظة على تفوقها لتكون قاعدة استعمارية له متقدمة في المنطقة .
راهنا على التظاهرات العالمية التي ستتظاهر في الغرب ضد الأعمال الإجرامية للصهاينة بحق الشعب الفلسطيني بعد ان دب اليأس في نفوسنا من اي تظاهرة عربية ولكن لم نتنبه الى ان ان هذه التظاهرات هي مجرد ردة فعل انسانية عفوية لا تلبث ان تخمد مع مرور الوقت لأن المتظاهرين ليسوا اصحاب القضية .
لست من المحبطين ابدا ولا زلت اؤمن بمقدرتنا على تحقيق انتصارات مشرفة ولكن ارى انه آن الأوان لإعادة قراءة رؤياتنا الإستراتيجية لكيفية ادارة الصراع مع الكيان الصهيوني لنحافظ على مكاسبنا التي تحققت بفضل دماء الشهداء ولا نسمح له بتحقيق اية مكاسب سواء اكانت سياسية أو أمنية .
نعم ، لا بد من تقييم الأمور لإعادة ترتيب اولوياتنا وفق اجندة تسمح لنا بتحقيق الإنتصار بأقل الخسائر الممكنة.
موقع قلم حر
المستشار خليل الخليل