باراك اوباما ( ابو علي اوباما ) و(ابوعلي بوتين ) فهل ممداني سيكون ( ابو علي زهران ؟ ( دراسة واقعية )

حبر الحقيقة مهما كانت مرة :
دائما لا نقرأ التاريخ لنستفيد من تجارب الماضي ، واكثر يقظاتنا لم تكن الا نتيجة الصدمة ولكن بعد فوات الأوان .
من اعتمدناهم محللين سياسيين لم يستيطعوا الفصل ما بين السياسة والعاطفة مع ان السياسة والعاطفة خطان متوازيان لا يلتقيان .
عندما فاز باراك حسين اوباما بالرئاسة الأميركية وهو من اصول افريقية نسينا ان اسمه باراك اسم وصار اسمه حسين اوباما اوباما وآمنا انه سينصف قضايا المسلمين ويقف الى جانب قضية فلسطين ومنحناه لقب ابو علي اوباما …
وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صار اسمه ابو علي بوتين وتنسمنا فيه هواء الإنسانية وانه سيكون منصفا وسيقف لجانب العرب بوجه اسرائيل وتناسينا ان اغلب قادة اسرائيل السياسيين والعسكريين واكثرية المستوطنين هم من الروس او من الدول التي كانت خاضعة لروسيا ، وبلغ من غباء احد المحللين السياسيين قبل طوفان الأقصى وحرب الإسناد بأيام وانا سمعته بإذني انه قال : ايران باتت حليفة لروسيا والصين وايران حليفة للمقاومة يعني ان الصين وروسيا هما حليفتان للمقاومة ولن تتجرأ اسرائيل عليها ! …
وفي هذه الأيام فاز زهران ممداني وصار عمدة لنيويورك وهلل العرب والمسلمون وخاصة الشيعة لفوزه وصار وكأنه المخلص المنتظر بنظر البعض … فهل سنطلق عليه ايضا ابو علي زهران او ابو علي ممداني ؟ … تعالوا لنرى ونحلل ونستشرف …
من هو زهران ممداني ؟
اسمه زهران بن محمود كوامي ممداني مواليد عام 1991 كمبالا في اوغندا والدته ميريام كوامي وزهران هو من اصول هندية . انتقل مع عائلته إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا ثم إلى مدينة نيو يورك وهو في سن صغيرة. وحصل على الجنسية الأمريكية عام 2018 .
سياسيا ينتمي الى الحزب الديمقراطي ويعرف عن نفسه انه مسلم اشتراكي . يدافع عن قضايا العدالة الاجتماعية، مثل الإسكان المُيسّر، ودعم الطبقات العاملة، ويُطالب بتغييرات في هيكل السلطة الاقتصادية والاجتماعية في المدينة.
كذلك يُعرف بموقف مؤيد للقضية الفلسطينية، وقد تحدث علناً عن ذلك ضمن نشاطه السياسي.
عدد الناخبين في نيويورك المسجلين حوالي 5 ملايين ناخب بينهم مليون و 200 الف ناخب يهودي , وقد نال من اصوات الناخبين اليهود ما نسبته حوالي 33 % يُظهر زهران موقفاً مساندا لحقوق مجتمع المِثليّين والمُتحوّلين جنسيا فقد صرح ان مدينة نيويورك يجب ان تكون ملجأ لهم وهي ترحب بكل هوية ( اي كل هوية جنسية ) , ووعد باستثمار مبلغ 65 مليون دولار في الرعاية الصحية للمتحولين من خلال تمويل المستشفيات وهو يدعم خدماتهم في مجالات السكن والعمل والصحة …
وكما ذكرنا نسبة اليهود الذين دعموا وانتخبوا زهران يجب ان لا ننسى ان الإحصائيات الرسمية تشير الى ان عدد المثليين حوالي مليون و 250 الف وعدد المتحولين جنسيا حوالي 180 الف بمعنى ان عددهم الإجمالي حوالي مليون و 430 الف . وقد بلغت نسبة من انتخب زهران ممداني منهم حوالي 81 %
مدة ولاية عمدة نيويورك 4 سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة بحيث تصبح 8 سنوات . وهو اعلى سلطة تنفيذية في المدينة ويشبه دوره الى حد كبير دور رئيس الدولة ولكن على مستوى المدينة فقط , فهو يشرف على جميع الإدارات والوكالات مثل الشرطة والاطفاء والتهليم والصحة والإسكان والنقل ويعين مفوضي الشرطة ورؤساء الدوائر والمستشارين القانونيين ويعتبر مسؤولا عن تطبيق القوانين التي يقرها مجلس المدينة .
لعمدة نيويورك تأثير ملحوظ على السياسية العامة الأمريكية ولكن ليس بطريقة مباشرة فنيويورك اهي اكبر مدينة في اميركا عدد سكانها حوالي 8 مليون ونصف المليون وهي مركز اقتصادي واعلامي عالمي لذلك اي موقف يتخذه العمدة او سياسة يصدرخا تلقى صدى وطني ويكون مؤثرا في الرأي العام . ورغم انه لا يملك سلطة رسمية على السياسة الخارجية او الدفاع الا ان له قنوات تواصل مباشرة مع البيت الأبيض ووزارات مثل الداخلية والأمن القومي والعدل , ويستشار في قضايا مثل الهجرة واللاجئين ومكافحة الإرهاب …
غالبية عمداء نيويورك ينتمون للحزب الديمقراطي، وغالبًا يُعتبرون شخصيات وطنية صاعدة داخل الحزب.
بعضهم لاحقًا يترشح لمناصب عليا، مثل مجلس الشيوخ أو حتى الرئاسة (كما حصل مع مايكل بلومبرغ مثلًا).
بسبب وجود الأمم المتحدة في نيويورك، يكون العمدة في تواصل مستمر مع ممثلي دول أجنبية، ما يجعله شخصية ذات وزن دولي رغم أنه مسؤول محلي و مواقفه من قضايا مثل فلسطين، أو العلاقات مع الصين أو روسيا، قد تُحدث أصداء على مستوى السياسة الأميركية العام.
هل يمكن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزل زهران ممداني ؟
لا يستطيع ترامب عزل ممداني حسب القوانين الأمريكية فالعمدة ينتخب محليا ويخضع فقط لحاكم الولاية وليس للرئيس الفدرالي وبالتالي العمدة هو صاحب القرار التنفيذي داخل حدود المدينة طالما لا يخالف القوانين الفدرالية .
فما الذي يمكن لترامب ان يفعله ؟
يمكن للرئيس ترامب تقليص أو تعليق المنح والأموال الفدرالية المخصصة لنيويورك (مثل تمويل الإسكان أو الأمن أو البنى التحتية).
يمكنه فتح تحقيقات فدرالية في ملفات معينة (مثلاً تمويلات، انتهاكات قوانين فدرالية، أو مواقف من الهجرة).لكنه يحتاج لأدلة قوية وإجراءات قانونية رسمية، وليس قرارًا سياسيًا فقط
ترامب مشهور باستخدام الإعلام لتقويض خصومه، خصوصًا التقدميين. قد يهاجم ممداني علنًا (كما فعل مع رؤساء بلديات آخرين مثل “ساديق خان” في لندن أو “دي بلاسيو” في نيويورك سابقًا). هذا يُضعف شعبية ممداني لدى فئة من الناخبين المحافظين، لكنه قد يقوّيه لدى التقدميين.
وبالعموم المواجهة حتمية بين ترامب وممداني حول سياسة الهجرة (ممداني قد يرفض التعاون مع الترحيلات). كما انهما يختلفان حول موقف المدينة من اسرائيل وفلسطين
يبقى السؤال الأهم هل يمكن عزل ممداني ومن يملك هذه الصلاحية ؟
الجواب نعم يمكن عزل ممداني من منصبه وحاكم ولاية نيويورك هو الجهة الوحيدة التي تمتلك قانوانا سلطة عزل العمدة إذا وُجدت أسباب جدية (فساد، إساءة استخدام السلطة، إهمال جسيم، جريمة…). ويجب أن يقدَّم تقرير رسمي أو شكوى، ثم يقوم الحاكم بالتحقيق أو بتعيين لجنة خاصة.
كما يمكن عزل العمدة في حال ارتكب جريمة جنائية استوجبت السجن فيعزل تلقائيا من منصبه , كما يمكن ان يجبر على الإستقالة تحت الضغط السياسي او الشعبي واذا سحبت الثقة منه فحينها يعزل معنويا
والسؤال الأخير هو كيف تتميز علاقة العمدة ممداني بحاكن الولاية كاثي هوكول ؟
على ما يبدو لن يكون هناك انسجاما بين هوكول وممداني مع انها من الحزب الديمقراطي وستخضع العلاقة للتنسيق وستكون عملية اكثر منها سياسية .
بناء لما تقدم لن وحسب الظروف المحيطة بالعمدة الجديد لمدينة نيويورك لن يكون المخلص المنتظر للقضية الفلسطينية ولا للمشاكل العربية والإسلامية فهناك تركيبة فيسفسائية توجب عليه التعامل معها بحذر , فليس كل من وصل الى سدة القرار في اميركا او تحت مظلتها يمكنه ا يتجاوز السياسية الأمريكية العامة للدولة العميقة . وعلمنا ان من سعى ويسعى للتغيير الصدامي يطاح به اما انقلابا او اغتيالا او اعداما جسديا او معنويا . وبالتالي علينا كمجتمعات عربية شرقية ان لا نعول كثيرا على تغيير الأشخاص بقد التعوييل على تغيير السياسات .
موقع قلم حر





