نيال اللي ما عندو شرف !!!

ادهم خنجر احد اكبر الثوار على الإستعمار الفرنسي ولد في بلدة المروانية في جبل عامل ( جنوب لبنان ) عام 1890 واستشهد عام 1922 قاد مع صادق حمزة الفاعور عمليات كبدت الفرنسيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات , وشارك في الحرب السورية ضد الفرنسيين عام 1920 وتوطدت علاقته مع زعيم الدروز سلطان باشا الأطرش .
بدأ ادهم خنجر مقاومته بعد مؤتمر وادي الحجير الذي القى فيه المرجع الديني الإسلامي الشيعي السيد عبد الحسين شرف الدين كلمة جاء فيها :
يا فتيان الحمية المغاوير، الدين النصيحة، ألا أدلكم على أمر إن فعلتموه انتصرتم، فوتوا على الدخيل الغاصب برباطة الجأش فرصته، واخمدوا بالصبر الجميل الفتنة فإنه والله ما استعدى فريقاً على فريق إلا ليثير الفتنة الطائفية ويشعل الحرب الأهلية حتى إذا صدق زعمه وتحقق حلمه، استقر في البلاد تعلّه حماية الأقليات ألا وإن النصارى إخوانكم في الله وفي الوطن وفي المصير. فأحبوا لهم ما تحبون لأنفسكم وحافظوا على أرواحهم وأموالهم كما تحافظون على أرواحكم وأموالكم، وبذلك تحبطون المؤامرة، وتخمدون الفتنة وتطبقون تعاليم دينكم وسنّة نبيّكم.إخواني وأبنائي، إن هذا المؤتمر يرفض الحماية والوصاية، ويأبى إلا الاستقلال التام الناجز؛ فاركبوا كل صعب وذلول صادقي العزائم، متساهمي الوفاء، وما التوفيق إلا بالله، يؤتي النصر من يشاء، عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير» .
حاول الثائر العاملي ادهم خنجر اغتيال المفوض السامي الفرنسي الجنرال هنري غورو المنتدب على لبنان وسوريا ، في الثاني والعشرين من شهر حزيران لعام 1921 أثناء مروره في بلدة القنيطرة السورية , الا ان رصاصته استقرت في ذراع غورو الصناعية فنجى من الموت , على اثرها لجأ ادهم خنجر الى سلطان باشا الأطرش الذي كان في رحلة صيد , لكن الفرنسيين اعتقلوا خنجر في غياب سلطان باشا الأمر الذي اغضبه واغضب ثورا سوريا فكان ان اشتعلت الثورة السورية الكبرى وثار جبل الدروز ضد الإستعمار الفرنسي , ولكن الفرنسيين اعدموا خنجر عام 1922 في بيروت . ومن الغريب ان كتب التاريخ التي تعملنا فيها في مدارسنا الرسمية والخاصة بقيت حتى زمن قريب تصف صادق حمزة وادهم خنجر بأنه لصوص وقطاع طرق .
عودا على بدء عندما عاد سلطان باشا من رحلة صيده وعلم بما جرى قالت له والدته : يا سلطان ان لم تعد الدخيل الذي التجأ الى دارك معززا مكرما سأقطع الثدي الذي ارضعك . فما كان منه الا ان جهز مقاتلية وخاض معركة مع المعتدين سميت تل الحديد وقتلهم وخسر هو سبعين مقاتلا من افضل رجاله , وبات مطاردا فاضطر الى اللجؤ الى العشائر الأردنية التي استقبلته استقبال الأبطال لأنه ثائر عروبي يسعى الى استقلال الوطن العربي عن الإستعمار الفرنسي والبريطاني .
في عام 1927 واثناء وجود البطل سلطان باشا الأطرش في الأردن إستضافه الشيخ يوسف الشريدة في مضافته وأقام على شرفه وليمة ضمت وجهاء الأردن وشيوخ القبائل وكان من بين الحضور شيخ قبيلة بني صخر في جنوب الأردن حيث دارت أحاديث بين الموجودين عن فرنسا وبريطانيا والإستقلال فما كان من شيخ قبيلة بني صخر إلا أن قال لسلطان باشا الأطرش : لماذا يا يا باشا لا تتفاهم مع الفرنسيين كما تفاهمنا نحن مع البريطانيين دون قتال أو حرب .
نظر سلطان باشا في عيني شيخ العشيرة مليا وقال له : نيال اللي ما عندو شرف .
وما اشبه اليوم بالأمس , ففريق من اللبنانيين يتآمرون على المقاومين للإحتلال الإسرائيلي ويصفونهم بالإرهاب . ولا يخجل بعضهم من الدعوة الى عدم مساعدة الجنوبيين والبقاعيين على اعادة بناء قراهم ومدنهم ومنازلهم ويطالبونهم بأن تتحمل المقاومة مسؤولية اعادة البناء , فيما يمعنون في فرض الحصار المالي الذي تحتاجه المقاومة لمساعدة الناس المتضررة من الحرب .
فعلا نيال اللي ما عندو شرف .
السيد عبد الحسين شرف الدين


صادق حمزة الى اليمين وادهم خنجر على اليسار