حدثني من اثق به انه كان يعيش في دولة اوربية غربية ، وكان ينظر باعجاب وتقدير للمعاملة الحسنة حتى مع الحيوان ، وكان قد راى كيف تم التعامل مع قطة كانت عالقة في شجرة ، وفجأة اتت الاسعافات مع طاقمها والطب البيطري ، وحل الضجيج والعجيج لانقاذ القطة ، واخذت مسالة القطة العالقة حيزا في الاعلام ، وقد كان لمسألة اسعاف القطة واجراء الفحوص لها والاهتمام بها تاثيرا كبيرا على صديقي ، الامر الذي جعله يتغنى بهذه المعاملة الحسنة حتى مع الحيوانات ، لكن بعد ان حصلت احداث غزة واعلن هؤلاء الذين اهتموا بالقطة تأييدهم المطلق لاسرائيل وعدم اعتراضهم على قتل الاطفال وتجوبع الناس ، وزادوا على ذلك بالدعم المادي واللوجستي والاعلامي والرسمي بل وبمنع اي صوت لصالح المظلومية الفلسطينية ، عندها فوجئ صديقي بهذا السلوك الداعم للاجرام الذي لم تستطع قضية اسعاف القطة التغطية عليه ، نعم لم يتحمل صديقي تحمل هشه المفارقة العجيبة اذ انه بالوضع الطبيعي يلزم ان يكون الانتصار لاطفال فلسطين بصورة اولى من الاهتمام بالقطة مع الاعتذار لاطفال فلسطين ، ولكن دعم الاجرام والاهتمام بالقطة ليس سياقا طبيعيا لانسان سوي . نعم لقد اكتشف صديقي زيف ادعاء الغرب من خلال مسالة القطة ودعم الاجرام الصهيوني ، ومن هنا سأل صديقي هؤلاء : اين القطة ؟
بقلم
نضال شرف الحق
