حروب سمير جعجع حتى آخر مسيحي في لبنان !.

وثيقة بكركي التي كان يعمل على دراستها اقطاب السياسة المارونية من قوات وكتائب وتيار وطني حر وغيرهم من المعارضة المسيحية لتعلن في الوقت المناسب وتتبناها بكركي فهي وفق ما سرب عنها انها وثيقة تسوية سياسية ، ولا شك ان قائد القوات اللبنانية سمير جعجع سيحاول جاهدا ان يضع لمساته الأكثر قوة عليها ليتحكم اكثر بمسار السياسة اللبنانية في المستقبل القريب وها هو وعلى اثر عملية مقتل منسق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان يتخلى عن هواجسه ومحاذيره الأمنية لينطلق الى جبيل ليدير الأمور ، ولكن سرعة نتائج التحقيقات التي قامت بها مخابرات الجيش اللبناني وشعبة المعلومات والتي تلاقت على توقيف عصابة من السوريين قتلت سليمان في معرض سرقتها لسيارته احبطت التفلت الأمني الذي كانت وسائل التواصل تحاول ان توجهه باتجاه نزاعات لبنانية لبنانية تستهدف بلاد جبيل وامنها وتستهدف الوجود الإسلامي الشيعي فيها وما قطع الأوتستراد على العابرين من الشمال الى بيروت وبالعكس الا مظهرا من مظاهر التلفت وان شارك فيه قيادات سياسية وحزبية لبنانية فالذي يطالب بتطبيق القانون لا يمكن ان يقطع طريق .
ومع ان عملية مقتل باسكال سليمان باتت واضحة وضوح الشمس وفقا للتحقيقات والأدلة الجنائية والتحليلية والمخبرية الا ن حزب القوات مصر على ادراج عملية القتل في خانة الإغتيال السياسي ويحاول بطريقة او اخرى الصاقها بمحور المقا.ومة .
وتماهيا مع تداعيات عملية مقتل باسكال سليمان نتج عمليات اعتداء على نازحين سوريين لا علاقة لهم بالجريمة وتطورت الأمور الى تحذيرات وبيانات مسموعة ومقرؤة ومرئية تهدد النازحين السوريين بوجوب اخلاء اماكن سكنهم ، مع ان هؤلاء النازحين كانوا يتمتعون بحماية قواتية وكلنا يتذكر تصريحات الوزيرة القواتية مي شدياق وتحذيرها من ان عودة النازحين السوريين الى ديارهم لن تمر الا على جثثنا …
سمير جعجع ما خاض حربا بالمسيحيين الا وكان سبب دمارهم وتهجيرهم ، ابتداء من حرب الجبل الى حرب شرق صيدا الى حرب الخط الساحلي والى غيرها من حروب الزواريب … واليوم يدعي انه يريد خوض الحرب ضد النزوح السوري الى لبنان و الذي كان يشكل هو غطاء لنزوحهم لأنه يريد اسقاط النظام الشرعي في سوريا ، وكلنا يذكر وفوده الداعمة لمخيمات النازحيين السوريين في عرسال ووادي خالد وعكار ، ولما حصل في عرسال ما حصل من غدر بالجيش والقوى الأمنية اللبنانية حاول ان ينفض يديه من دماء الجريمة وينسبها لما يسميه الإحتلال الإيراني …
واليوم الرؤوس الحامية في القوات والكتائب التي تحرض على السوريين سنجدها بعد ايام وقد دفنت رؤوسها في الرمال لأن قرار وجود النازحين لم ولن يكن قرارا لبنانيا ولا حتى سوريا وانما هو قرار امريكي اوروبي فهناك اجندة لوجودهم فوق الأراضي اللبنانية لم يحن اوان تنفيذها …
ان سمح الغرب بإجلاء النازحين السوريين من اماكن نفوذ جعجع وآل الجميل الى مناطق اخرى سواء اكانت مناطق خاضعة للنفوذ الشيعي او السني يجب التنبه لأماكن وجودهم واستقرارهم الجديد لأن ذلك يعني بداية تنفيذ المخطط الذي سيستهدف وحدة لبنان ووحدة اراضيه وبالتالي اضمحلال الدولة المركزية اللبنانية لحساب دويلات طائفية مذهبية متصارعة فيما بينها …
مشكلة حل النزوح السوري الى لبنان لا تحل بالإعتداءات الممنهجة على كراماتهم وانسانيتهم انما تحل بالتفاهم ما بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية وبرفض الضغوط من الغرب على الدولة اللبنانية لفرض ابقائهم ، والضغط يمكن ان يتم بتأمين فرص رحيلهم الى اوروبا بطريقة آمنة بحيث تغض الأجهزة اللبنانية الأمنية النظر عن هجرتهم فلا تعيدهم الى لبنان بعد محاولة ابحارهم …
فهل سيعي المجتمع المسيحي ويتنبه الى اين يقوده سمير جعجع وال الجميل في هذه المرحلة العصبية التي تمر بها المنطقة ام انهم سيخضعون كالسابق لجنون عظمتهم ويدفعون الثمن اكثر مما يدفعه غيرهم ؟
المحافظة على الدولة اللبنانية لا يكون بتفليت الأبواق الطائفية كرامي نعيم ليهدد الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بإطلاق النار عليهم وانما يكون بدعم هذه الأجهزة واستغلال الصداقات مع الشرق والغرب لتسليحهم وتقويتهم وأقله تحسين رواتبهم ليتمكنوا من القضاء على الفتن الداخلية والعدوان الخارجي .
موقع قلم حر