المثل الشعبي يقول : السكافي حافي والحايك عريان ، وكذلك يقول : ما في شي قالو المثل الا وطلع صحيح …
من هو الإسكافي او السكاف ؟
هو الذي امتهن صناعة الأحذية او اصلاحها
قصدنا هذه المرة السكافي لنعلم هل هو حافي القدمين ؟
على مفرق بلدة البرج الشمالي قبل تعاونية التوفير عدة محلات شعبية من ضمنها محل لتصليح الأحذية لصاحبه رفيق عليان ابو خضر ،مباشرة عند وصولنا تلقانا بالترحاب وسحب كرسيا من خلف ماكينة درز الأحذية واجلسنا قربه : أأمر يا خيي ، شو بقدر اخدمك ؟
كان السؤال : هل تعرف قصة المثل : السكافي حافي ؟
فإكمل هو : والحايك او الخياط عريان .
ثم ابتسم ونظر الى الشارع العام كمن يغوص في عمق التاريخ وقال : سأروي قصة حصلت معي .. كنت اشتري حاجيات للمنزل والتقيت بأحد الزبائن فقال لي : قصدتك ما لقيتك كان بدي قشاط جلد … فقلت له : لدي هذا القشاط هل هو مناسب فقال نعم واشتراه مني بمبلغ ٢٠ دولار اضفتها فوق المبلغ الذي كان معي واشريت حاجيات للمنزل بعشرين دولار اضافية …
ومن هنا اقول ان السكافي يفضل ان يبقى حافي القدمين حتى يتمكن من اعالة عائلته وتأمين حاجياتها ..
والده هو من علمه هذه المهنة والذي بدوره تعلمه من معلم في صور ومن الأرمن في بيروت …
ابو خضر تدمع عيناه لأنه لم يتعلم فقد ذاق العذاب في بداية حياته وتربى في مدرسة للأيتام نتيجة خلافات عائلية بين امه وابيه …
حاول ان يعلم ابنه هذه المهنة ولكن ابنه تكبر على هذه المهنة ورفض ان يعمل بها وهو حاليا يعمل “دليفري” في احد مطاعم المدينة .
ابو خضر تزوج و ربى عائلة من هذه المهنة اضافة الى اهتمامه بتربية حفيدته .
وضع العمل بهذه الظروف صعب وهو لا يكفي لتأمين معيشة كريمة لعائلته فهناك مصاريف كثيرة منها اجرة المنزل والمحل ، وبدل اشتراك الكهربا والماء وغيرها من متطلبات الحياة …
ابو خضر راض جدا عن مهنته هذه فهي تستر وتحمي من مد اليد للناس ويكثر خير الله . فزبائنه كثر ومعروفين ويقصدونه من اماكن بعيدة لتصليح احذيتهم لأنهم يعرفون ان شغله متقن ، وكذلك البعض منهم يرشد الآخرين الى محله .
