نبذة بسيطة عن الفترة القصيرة التي أقام فيها الامام في لبنان
المدة القصوى التي عاش فيها الامام الصدر لم تصل إلى 20 سنة قضى نصفها في أشرس معارك الحرب الأهلية إضافة للاعتداءات الاسرائيلية اليومية على قرى الجنوب وتهجير أهله ولبنان مقسم بين مناطق شرقية مدعومة من اسرائيل وغربية تسطر عليها الأحزاب الفلسطينية واليسارية التي وقفت جميعاً في وجهه ومعظمهم من الطائفة الشيعية إضافة إلى رجال السلطة الاقطاعيين ومناصريهم ومنهم علماء دين لم يقف معه نائب أو وزير أو محافظ أو رئيس دائره في الدولة اللبنانية في ظل الفقر والعوز حتى الدولة التي ولد فيها كانت تحت سلطة الشاه وظلمه والبعث العراقي وطاغيته فرعون العصر كان يتنقل بين الجنوب والبقاع لجمع العشائر المتناحرة فيجري المصالحة فيما بينهم والتفوا حوله كان همه الأول بناء الإنسان من خلال الوعى على الإيمان بالله بمعناه الحقيقي لا بمفهومه التجريدي ونبذ الطائفية البغيضة أسس المجلس الشيعي ومدينة الزهراء للبنات حيث الأمية مستشرية عند الاناث خاصة ومستشفى الزهراء والمؤسسة الأم جبل عامل التي إحتضنت أبناء الفقراء من كل المناطق اللبنانية وخرجت الكوادر والقادة والصناعيين والحرفيين فكانت هذه المؤسسة العزيزة على قلبه ونقطة الانطلاق ولا ننسى ساعده الأيمن والمخطط والمفكر وظله في كل عمل وإنجاز الشهيد الدكتور مصطفى شمران والعديد من رفاقه فسعى الى شراء عقارات في معظم المناطق اللبنانية لإستكمال ما كان يخطط له على المدى الزمني البيعيد والملفت أن كل خدمات هذه المؤسسات كانت بالمجان ولم تسجل أي مؤسسة بإسمه أو بإسم عائلته ولم يبني أو يمتلك مسكن لها كانت أهدافه سامية هي خدمة الفقراء ورفع الغبن وتحصين المجتمع ومكافحة الفساد والكشف عن وجوه المفسدين والمساوات والعدالة بين المواطنين كيف لا وهو من سلالة الائمة الأطهار الذين نقل عن أحدهم يقول يا دنيا غري غيري فإني طلقتك ثلاث
فالإمام الصدر عقيدة وفكر ونهج وعمل وإخلاص وتضحية في سبيل قضايا الأمة جمعاء لا شعارات جوفاء تسيء إلى ما تقدم
حسين عليان
