مقالات

عِيدُ اَلْفِصْحِ اَلْمَجِيدِ وَقِيَامَةُ لُبْنَانِ اَلْمَحَبَّةِ _الأستاذ خليل الأشقر

عِيدُ اَلْفِصْحِ اَلْمَجِيدِ وَقِيَامَةُ لُبْنَانِ اَلْمَحَبَّةِ

يُطِلَّ عَلَيْنَا بَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ عِيدَ اَلْفِصْحِ اَلْمَجِيدِ لَدَى اَلطَّوَائِفِ اَلْمَسِيحِيَّةِ حَيْثُ يَتَحَوَّلُ هَذَا اَلْعِيدِ إِلَى عِيدٍ وَطَنِيٍّ يَعُمُّ لُبْنَانَ بِأَسْرِهِ ، يُشَارِكَ فِيهِ كَافَّةُ اَللُّبْنَانِيِّينَ ، وَأَنَّ اَلدُّرُوسَ اَلْأُولَى لِهَذَا اَلْعِيدِ هِيَ اَلْوَعْيُ وَالِانْتِمَاءُ وَالتَّطَلُّعُ إِلَى اَلْآفَاقِ بِحَيْثُ لَا يَسْتَقِيمُ اَلْوَطَنُ إِلَّا بِالِانْصِهَارِ وَوَحْدَةِ شَعْبِهِ .

قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : ” لَا فَرْقَ بَيْنَ عَرَبِيٍّ وَلَا أَعْجَمِي وَلَا أَبْيَض وَلَا أَسْوَد إِلَّا بِالتَّقْوَى ” ، وَأَقُولُ لَا فَرْقَ بَيْنَ لُبْنَانِيٍّ وَآخِرٍ إِلَّا بِمِقْدَارِ اِنْتِمَائِهِ وَالْتِزَامِهِ بِمَحَبَّةِ وَطَنِهِ . لِنَعْمَلْ سَوِيًّا مِنْ أَجْلِ لُبْنَانَ حَتَّى تَسُودَهُ لُغَةُ اَلْمَحَبَّةِ بَعِيدًا عَنْ اَلتَّعَصُّبِ وَالتَّقَوْقُعِ وَالِانْعِزَالِ .

وَغَالِبًا مَا كَانَ يُرَكِّزُ عَلَيْهِ اَلْإِمَامُ اَلْمُغَيَّبُ اَلسَّيِّدْ مُوسَى اَلصَّدْرْ فِي تَصْرِيحَاتِهِ وَخُطَبِهِ وَمَوَاقِفِهِ عَلَى أَنَّ اَلطَّوَائِفَ فِي لُبْنَانَ نِعْمَةَ وَالطَّائِفِيَّةِ نِقْمَةً وَإِنَّ لُبْنَانَ لَا يَقُومُ إِلَّا بِجَنَاحَيْهِ اَلْمُسْلِمِ وَالْمَسِيحِيِّ .

لِذَلِكَ ، دَعْوَةٌ إِلَى كُلِّ اَللُّبْنَانِيِّينَ وَالْمَسْؤُولِينَ وَالْمَعْنِيِّينَ وَالْغَيُورِينَ عَلَى مَصْلَحَةِ لُبْنَانِ اَلِاسْتِجَابَةِ لِمَا يُطْلِقُهُ دَائِمًا دَوْلَةَ اَلرَّئِيسِ اَلْأُسْتَاذِ نَبِيهْ بِرِّيْ وَهُوَ اَلْحِفَاظُ عَلَى اَلْعَيْشِ اَلْوَاحِدِ ، وَالِانْصِرَافُ إِلَى خَيْرِ اَلْعَمَلِ ، وَتَحْصِينَ اَلْوَحْدَةِ اَلْوَطَنِيَّةِ كَيْ نُوَاجِهَ كَافَّةُ اَلِاسْتِحْقَاقَاتِ سِيَّمَا اِنْتِخَابُ رَئِيسًا لِلْجُمْهُورِيَّةِ وَعَدَمِ تَفْوِيتِ اَلْفُرَصِ لِلْمُبَادَرَاتِ اَلْإِيجَابِيَّةِ .

خِتَامًا ، إِنَّ جَوْهَرَ اَلْأَدْيَانِ مُجْتَمِعَةً ، هُوَ اَلْحِوَارُ اَلدَّائِمُ وَالِانْفِتَاحُ وَالْوَحْدَةُ وَالْمَحَبَّةُ وَالشَّرَاكَةُ فِي اَلْعَالَمِ كَمَا جَاءَ فِي رِسَالَةِ قَدَاسَةِ اَلْبَابَا .

بقلم رئيس جمعية الأكاديميين / خليل ياسين الأشقر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى